أعرب التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن الاثنين عن تأييده عقد محادثات سلام خلال الأسابيع المقبلة، مؤكّدا على رغبته في خفض وتيرة أعمال العنف، رغم تجدّد المعارك في محيط مدينة الحديدة.
وقال مصدر في التحالف اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "التحالف ملتزم بخفض وتيرة أعمال العنف في اليمن (...) ويدعم بشدة العملية السياسية التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة".
ويشهد اليمن منذ 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء ومدينة الحديدة.
واندلعت الخميس معارك عنيفة في محيط مدينة الحديدة المطلة على البحر الاحمر بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة.
وقتل في هذه المعارك التي تواصلت خلال الأيام الثلاثة الماضية عشرات المتمردين والعناصر في القوات الموالية للحكومة، بحسب مصادر طبية في مستشفيات في المنطقة، وسط غارات مكثّفة من طيران التحالف.
وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران/يونيو الماضي بدعم من التحالف حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الاحمر بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.
وشهدت جبهات القتال قرب مدينة الحديدة هدوءا حتى الخميس الماضي. وتزامنت المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين.
وجاء التأكيد الحكومي غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لاطلاق النار وإعادة اطلاق المسار السياسي خلال 30 يوما.
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان.
وأصرّ المصدر في التحالف على أن الاشتباكات التي تجري منذ الخميس ليست "عمليات هجومية"، مؤكدا ان التحالف "ملتزم بإبقاء ميناء الحديدة مفتوحا".
وأضاف "في حال فشل الحوثيون في الحضور إلى المحادثات مرة أخرى، فإن هذا سيدفع إلى إعادة إطلاق العملية الهجومية في الحديدة".
وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) حذرت الأحد من أن "اليمن اليوم جحيم حي" مطالبة أطراف النزاع بوقف الحرب في هذا البلد.
ومنذ بدء علميات التحالف خلف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و"أسوأ أزمة إنسانية" بحسب الامم المتحدة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص قد يصبحون "على شفا المجاعة" خلال الأشهر المقبلة في اليمن في حال استمرت الأوضاع على حالها في هذا البلد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر