الرباط - المغرب الرياضي
بدأ القلق ينتاب مشجعي نادي الهلال السعودي قبل انطلاق «كأس العالم للأندية» المقررة في المغرب بعد أسابيع قليلة، وذلك مع الحالة الفنية المتواضعة التي ظهر عليها الأزرق في المباريات الأخيرة، خصوصاً بعد تعادله مع ضمك ضمن منافسات الجولة الـ11 من الدوري السعودي للمحترفين.ومنذ توقف منافسات الدوري وبدء التحضيرات لمشاركة الأخضر في «مونديال قطر»، والفريق الأزرق يظهر لأنصاره مؤشرات ليست جيدة على الصعيد الفني.
تعادل أمام العدالة بنتيجة 3 - 3 في لقاء ودي كان هو الأول للفريق الأزرق خلال فترة توقف المنافسات، ثم خسر أمام أبها بهدفين دون رد في 3 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد عودة الفريق للتدريبات واستعداده لعودة المنافسة.وخسر بخماسية أمام نيوكاسل يونايتد في «نهائي كأس موسم الدرعية»، ثم عاد ليتعثر مجدداً أمام الشعلة بثلاثة أهداف لهدفين في لقاء ودي سبق عودة انطلاق منافسات الدوري التي كانت حينها متوقفة لنحو شهرين، أعقبته بداية صعبة وانتصار في الرمق الأخير أمام الباطن في مباراة شهدت أحداثاً فنية سلبية متعددة؛ منها إضاعة ركلتي جزاء للفريق العاصمي.
انتصر الهلال برباعية أمام الاتفاق وخطف بطاقة التأهل نحو دور ربع نهائي «بطولة كأس الملك»، ليمنح ذلك الانتصار دفعة معنوية لأزرق العاصمة قبل موعده المرتقب أمام الغريم التقليدي النصر في قمة منافسات الجولة العاشرة.لم يظهر الهلال بشكله المعتاد، لكنه كان قريباً من خطف الانتصار، خصوصاً بعد تقدمه أمام النصر مرتين، إلا إن هدف تعادل الأخير أربك حسابات دياز وقراءته للمباراة، ورغم تقدم الأزرق بهدف ثانٍ مجدداً على النصر، فإن الفريق واصل حالته الباهتة ليلحق به منافسه التقليدي بتعادل آخر قبل نهاية اللقاء بلحظات قليلة.
وكان الهلال في طريقه لتجاوز هذه النسخة من الأحداث المتشابهة بعدما كان يتقدم على ضمك بثنائية حتى الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء الذي أقيم على «ملعب الأمير فيصل بن فهد» بالعاصمة الرياض، إلا إن تدخلات دياز الفنية ساهمت في إحداث فوضى فنية بالفريق، لينجح ضمك في تسجيل التعادل القاتل في لقاء بدا مقلقاً وبشكل صريح لمشجعيه.يوضح السعودي ماجد الشيباني، محلل الأداء والمدرب المرخص من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن مشكلة الهلال «ذهنية» في المقام الأول، مضيفاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «سلوك اللاعبين» يظهر فيه كثير من «التشبع والبرود والتراخي»، و«هذه مسؤولية المدرب بالدرجة الأولى».
وعن غيابات اللاعبين وهل هي مؤثرة لدرجة كبيرة أم يملك الهلال البديل القادر على التعويض، أوضح الشيباني: «بالتأكيد (الغيابات مؤثرة)؛ هذا أمر ليس محل شك أو نقاش، لكن تأثيرها لا يصل للسوء المشاهد حالياً، حتى (بدلاء الهلال) لهم معايير، وبالتالي غير مقبول الأداء الحالي منهم. ضمك تعادل مع الهلال بـ5 غيابات أساسية مع (الفارق المهول بين الدكتين)».ويفتقد الهلال خدمات سلمان الفرج قائد الفريق وأبرز عناصره، وذلك بعد تعرضه لإصابة خلال مشاركته مع المنتخب السعودي في «مونديال قطر 2022»، والحال ذاتها بدا عليها اللاعب ياسر الشهراني، ومحمد البريك الذي تعرض لإصابة في مباراة النصر، بالإضافة إلى المهاجم المالي موسى ماريغا الذي بات قريباً من العودة والجاهزية، وكذلك متعب المفرج.
وكان الهلال يفتقد المدافع علي البليهي، وقبله سالم الدوسري والكوري جيانغ وعدم جاهزية كويلار، بعد بدء عودتهما بصورة تدريجية ومشاركتهما، حيث كان البليهي آخر العائدين لصفوف الفريق الأزرق وشارك في مباراة ضمك.وعوداً إلى الحديث الفني لماجد الشيباني، وتحديداً اللاعبين الأجانب في فريق الهلال، قال الشيباني: «(أجانب الهلال) هو الملف الأكثر تعقيداً في الهلال، (ملف بحاجة للإصلاح)، فيه جودة تفوق كثيراً من الأندية، لكن بمعايير الهلال الفنية وبهوية لعبه؛ بالإمكان أفضل من ذلك».
وعن قدرة الهلال على المنافسة على لقب الدوري وتحقيق اللقب للمرة الرابعة على التوالي وحظوظه في بقية البطولات المحلية؛ «كأس الملك»، و«كأس السوبر السعودي»، قال الشيباني: «الأزرق قادر على المنافسة، وسينافس على كل بطولات الموسم، لكن شهر يناير (كانون الثاني) مفصلي للجهاز الفني الحالي؛ إما (الاستدراك والعودة والأداء المستقر، وإما الرحيل)؛ وتحديداً أصبح بمثابة العادة للهلال سنوياً، ولو أن هذا أمر لا يليق بفريق بحجم الأزرق».ويقف الهلال أمام مشاركة ثالثة له في «مونديال الأندية»، وذلك خلال شهر فبراير (شباط) المقبل؛ وهو الشهر الذي سيشهد أيضاً خوضه الأدوار الإقصائية في «بطولة دوري أبطال آسيا». وعما سيفعله الفريق الأزرق في المونديال، قال الشيباني: «توقعي الشخصي (مونديال ممتاز ومُرضٍ)، وتوقعي الشخصي أيضاً (الهلال في نهائي آسيا ضد أوراوا الياباني)... والعلم عند الله».
وعن أسلوب لعب الهلال في المباريات وهل يجب على دياز تغييره أمام بعض الأندية، قال الشيباني: «الهلال فعلياً (غير أسلوبه) وتخلى عن نقاط قوته في الأسلوب الطبيعي له بحرمان الخصم من الكرة، وأصبح يلعب (كرة غريبة) على نوعية لاعبيه، ويستقبل (اللعب بشكل مبالغ فيه)، ولذلك تجب العودة لكرة الهلال الطبيعية».وأوضح الشيباني أن «تغييرات دياز وتدخلاته» في الشوط الثاني باتت من «أسباب الفوضى الفنية» في الفريق خلال المرحلة الأخيرة.وعما إذا كان الأرجنتيني رامون دياز مدرباً مناسباً للهلال أم إن رحيله في هذا التوقيت مطلوب، قال الشيباني: «بالنسبة إلى (أفكار اللعب)؛ هو مناسب جداً، ولكن (النسخة الحالية) من رامون دياز (غريبة حتى على دياز نفسه). المعيار شهر يناير؛ (إما الاستدراك وإما الرحيل)».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر