يحفل الكوكب المراكشي بتاريخ عريق في كرة القدم وينتمي لمدينة مراكش بالمغرب، تأسس عام 1947 من طرف المؤسس الفعلي الحاج إدريس الطالبي، لونه الرسمي هو الأحمر تيمُّنا بلقب المدينة، حيث تُلقَّب بمراكش الحمراء.
وفي تاريخ 20 سبتمبر/ أيلول 1947، أشرف على تأسيس الكوكب وطنيون غيورون صاغوا شاكلة المكاتب المسيرة للفريق وتحملوا المسؤولية بكل صدق وتفان وحب، منذ تأسيسه عام 1947 كامتداد لفريق النجاح أحد أبرز فرق الأحياء المراكشية إبان الحماية والذي تأسس في بداية الأربعينيات تحت إشراف الحاج إدريس الطالبي بمساعدة إدريس بن شقرون الذي كلف بمهمة رئاسة المكتب المسير للنادي آنذاك، حيث تم تحويل عناصره إلى هذا الكيان الرياضي المغربي الذي ضم أيضا لاعبين آخرين ينتمون لفرق حرة أخرى محلية كالإتحاد وغيره.
وأصبح فريق الكوكب في فترة زمنية قصيرة، يضم أنواعا رياضية أخرى مثل كرة السلة وغيرها وعلى مستوى مقرات النادي شكل حي المواسين أول محطة في هذا الإطار، لتتلوها بعد ذلك مقرات أخرى بعرصة المعاش وغيرها انتهاء بمنطقة جليز التي تضم اليوم ومنذ سنوات عديدة ناديا بمواصفات حديثة وعصرية.
واصطدمت فعاليات الكوكب بعدة مؤامرات ومعوقات فعلى سبيل الذكر لا الحصر قام المستعمر الفرنسي بخلق خصم للكوكب المراكشي تمت تسميته فريق الهلال قصد مضايقته والحد من تطلعاته النضالية والرياضية، وفي خلال أحد المواسم تأتت للفريق المراكشي فرصة للصعود وبينما كان متقدما في لقاء حاسم على فريق "الكاليا" من البيضاء بحصة 1ـ0 أعلن الحكم بشكل مفاجئ خلال الدقائق الأخيرة عن توقف المباراة بدعوى أنه يحس بآلام وصداع في رأسه، وكان هذا المبرر غير المقنع سببا في إعادة المباراة وهزم الكوكب وبالتالي حرمانه من صعود مشروع، ورغم افتعال مثل هذه المبررات الواهية لم يتمكن أحد من هزم الشعور والعزائم القوية المصرة على مواصلة المسيرة الرياضية للفريق.
ويمكن تقسيم مسار الكوكب المراكشي منذ نشأته لحد الآن إلى ثلاث فترات متباينة ابتدأت بالعصر الذهبي "1956/1969" فمنذ بزوغ فجر الاستقلال وبعد صعوده للقسم الأعلى الذي تم إنشاؤه سنة 1956 من طرف اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون كرة القدم المغربية برئاسة الحاج عمر بوستة والذي جاء بعد فوزه بمبارتي السد جمعته الأولى مع فريق مراكشي آخر يحمل اسم حسنية القصبة والمبارة الثانية مع فريق العدل الرباطي وبذلك يكون الكوكب المراكشي من أول الفرق الوطنية الصاعدة للقسم الأعلى والذي أمضى فيه الكوكب المراكشي موسمًا موفقًا احتل خلاله الصف الثاني وراء فريق الوداد البيضاوي الذي تأتى له شرف الفوز بلقب أول بطولة وطنية موسم 56/57 ومع توالي الأعوام واصل الفريق مسيرته المظفرة في تقديم صور ناصعة ولوحات إبداعية إذ واحتل المراتب الأمامية في مواسم عدة ولم تكن الفرق المتوجة في راحة أمام هذا المارد المراكشي إلا أن الحظ لم يسعفه إلا مرة واحدة كانت في موسم 57/58 بعكس مشاركاته في كأس العرش والتي كانت قوية وظلت إنجازاته تشغل بال المتتبعين وتدعو الجمهور إلى الارتياح والاعتزاز حيث وصلت ثلاث مرات إلى نصف النهاية"57,58 و60 "و في موسم 61/62 كان موعد الكوكب مع أول نهاية خسرها أمام صاحب الاختصاص آنذاك مولودية وجدة وفي أول سابقة في تاريخ كأس العرش فاز الكوكب بالكأس ثلاث سنوات متتالية 63/64/65.
وامتدت الفترة الثانية، ما بين 1968ـ1984، يمكن أن نسميها فترة المد والجزر عرف خلالها الكوكب تراجعا واضحا ونتائج سلبية سواء في البطولة أو كأس العرش حيث لوحظ غياب قطع غيار بسبب تقدم ألمع النجوم في السن وإحالة بعضهم على المعاش الكروي إضافة إلى التحاق آخرين بفرق وطنية أخرى وأمام محدودية اللاعبين المتميزين وغياب العناية بالفئات الصغرى وعدم إعطاء الفرصة للاعبين شباب في إدماجهم تدريجيا حتى يتأقلمو مع الممارسة ويكونو خير سلف لخير خلف وجد الفريق نفسه أمام حسابات ورطته في فخ النزول بسبب نتائجه السلبية وكان موسم 67/68 موعد مع أول كبوة للقسم الثاني ومع أول شطر من قصيدة الأحزان وكانت الفترة الممتدة بين 1968 و1984 عبارة عن مسلسل من الصعود والنزول للقسمين الأول والثاني دون أي لقب يذكر لا على مستوى البطولة ولا كأس العرش الذي كان حضوره فيه باهتا بحكم انشغالاته المستمرة بهدف الصعود والصراع من أجل البقاء بقسم الصفوة، وإليكم المراتب التي حققها الكوكب وكذا سنوات نزول ومدة مكوثه بالقسم الثاني.
واتضح أن فريق الكوكب بلغ في هذه الفترة أقصى درجة من التدني والضياع وتحول من فضاء ساحر إلى مجرد فراغ مهول لكنه وخلال سنة 1984 عرف الكوكب ولادة جديدة وكان موعده مع منعطف تاريخي لايزال المراكشيون يذكرونه بالتأكيد حيث أقيم جمع عام بقيادة السيد محمد المديوري، وكان هذا الجمع مناسبة للبحث عن مخرج سليم من الوضعية الشاذة للفريق فتمت إعادة هيكلة فريق الكبار.
وتمكن الفريق من العودة لقسم الصفوة بقوة ونجاح وتم الانفتاح على رياضات أخرى والاهتمام بعملية توسيع وتمدد الفروع وذلك بالبحث عن أنجع الوسائل لضمان دخل مالي يساهم دي تحقيق برامج واحتلال مراتب فكان الفريق الأول في المغرب الذي تعامل مع الإشهار في موسم 86/87 و أبرم العديد من اتفاقيات الشراكة والاحتضان مع المؤسسات والشركات مثل، "بريد المغرب، دولي دول ،شركة أسمنت مراكش ،فولفو، الشركة المغربية للملاحة البحرية, دون أن ننسى اللوطو من حيث التجهيز وألبسة الفريق".
كما ولج فضاء الاستثمار وأنجز مركب عقاري تجاري وسياحي يحيط بملعب الحاج العربي بنمبارك هذا الشروع الذي كان يملأ الخزينة بحوالي 130 مليون سنتيم سنويا، وكسائر الفرق الطموحة عمل الكوكب على إنشاء مركز للتكوين بحي باب دكالة على مساحة 3 هكتارات يضم 3 ملاعب معشوشبة ومكاتب إدارية، قاعة للاجتماعات، قاعة للتمريض،4مستودعات للملابس مع الحمامات.
وخلال سنة 1996 حقق النادي إنجازا مهما تمثل في إنشاء المركب السكني "دار الكوكب" للإيواء والتغذية بالمركب الرياضي بسيدي يوسف يتكون من طابقين ويحوي 22 غرفة، دون أن ننسى ملعب العربي بنمبارك الذي يضم مقر النادي مجهز بشكل عصري والذي تتواجد به إدارة تسسييرية متكاملة من مكتب خاص بالكتابة والاستقبالات، مكتب الرئيس، الكتابة العامة، الأمانة المالية، مكتب لمدير النادي وقاعة الاجتماعات بالإضافة إلى خزانة تجسد متحفا غنيا يحوي على مختلف الكؤوس والجوائز وألقاب النادي.
وفاز الكوكب بلقب كأس العرش ثلاث مرات متوالية "63,64,65" مما خول له حق الاحتفاظ باكأس بصفة نهائية، لكنه لم يتسلم التحفة إلا بعد مرور مدة عشرين سنة ،أي بعد حلول العهد الجديد بقيادة السيد محمد المديوري برسم الدورة الأخيرة لموسم 58/57 سافر فريق الكوكب إلى مدينة آسفي لإجراء لقائه الأخير ضد الاتحاد المحلي، لكن اللاعب بومعزة لم يرافق زملاءه في صباح يوم المباراة موعد السفر بسبب فاجعة وفاة ابنته البكر في ذلك الصباح، ولعل الذي لم يكن في الحسبان، هو أن هذا الللاعب وبعد أن أتم مراسيم دفنن ابنته تأبط حذاه وأمتعته وتوجه إلى آسفي حيث وجد فريقه يقوم بحركات تسخينية وباعتباره عنصرا أساسيا تنفس أصدقاؤه الصعداء ليشاركهم في المباراة التي آلت نتيجتها لصالح المراكشيين ب 1ـ0 وبالتالي ضمان التتويج والظفر بأول لقب في تاريخ الكوكب.
وقد يهمك أيضاً :
8 لاعبين جُدد يعززون التركيبة البشرية للمغرب الفاسي استعدادًا للموسم الكروي المقبل
الجامعي يجتمع بأعضاء مجلس إدارة المغرب الفاسي ويطالبهم بحماية مستقبل الفريق
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر