كيغالي - المغرب الرياضي
بدأ السويسري جياني إنفانتينو الذي لطالما كان محور انتقادات من دون أن يهتزّ، ولاية جديدة على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الذي يديره منذ عام 2016، واعداً بمشروعات جديدة وإيرادات قياسية على مدار الأعوام الأربعة المقبلة تصل إلى 11 مليار دولار.ولم يترشح أي شخص لمنافسة إنفانتينو خلال عملية الاقتراع بالجلسة الرئيسية لاجتماع «كونغرس الفيفا»، أمس في العاصمة الرواندية (كيغالي)، لتصبح عملية انتخابه مجرد إجراء شكلي، حتى لو كان هناك امتعاض ومعارضة من بعض الاتحادات الأوروبية.
وقال: «إنه شرف لا يصدق، ومسؤولية كبيرة، أعدكم بمواصلة خدمة (الفيفا) وكرة القدم حول العالم... لكل مَن يحبني وأنا أعلم أنهم كثيرون، ولكل مَن يكرهني... أنا أحبكم جميعاً».وأكد إنفانتينو وصول إيرادات «الفيفا» إلى مستوى قياسي في الفترة من 2019 إلى 2022، لكنه وعد بزيادة المداخيل مع رفع عدد المنتخبات في كأس العالم للرجال المقبلة، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك عام 2026 إلى 48 منتخباً، ومونديال السيدات الصيف المقبل بمشاركة 32 منتخباً، وإقامة النسخة الجديدة لكأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقاً.
وأضاف: «الإيرادات وصلت إلى 7.5 مليار دولار (حتى 2022) وهو رقم قياسي في فترة تأثرنا فيها بفيروس (كورونا)... عندما توليت رئاسة (الفيفا)، كان الاحتياطي النقدي في حدود مليار دولار، واليوم بلغ نحو 4 مليارات دولار. نعدكم بوصول الإيرادات إلى 11 مليار دولار على مدار الأعوام الأربعة المقبلة، وكأس العالم للأندية ليست مدرجة في هذا الرقم، لذا يمكن أن تزيد الإيرادات بنحو مليارين».
وأشار إنفانتينو إلى أن «الفيفا» سيواصل مراجعة لوائح الانتقالات «لتحسين الشفافية»، واقترح مناقشة سقف الرواتب، موضحاً: «يجب تطوير لوائحنا. سنستمر في تطوير مبادئ الحوكمة لدينا والنظر في نظام الانتقالات، وربما نجري مناقشة لتحسين شفافية رسوم الانتقالات والرواتب. قد يكون من الضروري طرح فكرة سقف الرواتب، علينا التفكير في كيفية القيام بذلك. سننظر في الأمر مع الشركاء جميعاً، ونرى ما يمكننا القيام به».
ويكمن طموح إنفانتينو ذي الأصول الإيطالية، البالغ 52 عاماً، في عبارتين: «إعادة البريق لصورة (الفيفا)... وجعل كرة القدم عالمية حقاً». هاتان العبارتان روّج لهما السويسري على مدى سنوات، وقدّم نفسه من خلالهما على أنه ضامن للنزاهة والمساواة في الفرص داخل الرياضة الأكثر شعبية في العالم.ولولا الفضائح التي أطاحت سلفه جوزيف بلاتر في نهاية عام 2015، ثم الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي (اليويفا) ميشال بلاتيني الذي كان من المؤكد أنه سيخلفه، لراهن مراقبون قليلون على هذا المحامي الذي لا يملك تاريخاً رياضياً لقيادة الهيئة الناظمة لكرة القدم التي تتخذ من زيوريخ مقراً لها.
وعلى الرغم من أن النظام الأساسي للاتحاد ينصّ على وضع حد لثلاث فترات، مدّة كلّ واحدة منها 4 سنوات، فإن إنفانتينو يمهّد الطريق للبقاء حتى 2031، حين أعلن منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي أنه لا يزال في الولاية الأولى، معتبراً أن ولايته الأولى (2016 - 2019) لم تكتمل.وما دام إنفانتينو يستمتع بدعم 35 اتحاداً من أميركا الوسطى، بينها عدد من اتحادات الجزر الكاريبية، أو الاتحادات الأفريقية الـ54، فبمقدوره الضغط على الدول الأوروبية الكبرى، التي أجبرته على التراجع عن فكرة إقامة كأس العالم كل سنتين بدلاً من أربع سنوات، لكنه يمضي بقوة لتنفيذ بطولة مونديال الأندية الموسعة بمشاركة 32 فريقاً بدءاً من صيف 2025، وهو مشروع حارب لأجله منذ سنوات عدة؛ لإغراء شركات النقل، ومنافسة دوري أبطال أوروبا، الذي يُعدّ دجاجة ذهبية للاتحاد القاري (اليويفا).
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر