يتجدد الموعد، اليوم الأربعاء، بين برشلونة وبوروسيا دورتموند، عندما يلتقيان على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

وسبق وأن تواجه الفريقان هذا الموسم في الجولة السادسة من مرحلة الدوري، في ملعب سيجنال إيدونا بارك، وحينها فاز برشلونة بنتيجة (3-2).

وستشهد تلك المواجهة أيضًا لم الشمل بين هانز فليك مدرب برشلونة ونظيره نيكو كوفاتش مدرب الفريق الألماني.

وفي لقاء مرحلة الدوري كان نوري شاهين مدربًا لدورتموند، ولكن الآن يأتي كوفاتش ليخلفه، ويجدد اللقاء مع مساعده السابق فليك.

التقى الثنائي عام 2006، وحينها عمل فليك مساعدا لجيوفاني تراباتوني في صفوف ريد بول سالزبورج، وفي ذلك التوقيت كان كوفاتش يخوض الأمتار الأخيرة في مسيرته كلاعب في صفوف نفس الفريق.

ولم يحظ الثنائي بفرصة كافية لبناء علاقة قوية، فبعد 11 مباراة رحل فليك بموافقته على العمل كمدرب مساعد ليواكيم لوف في المنتخب الألماني، عقب مونديال 2006.

تطور العلاقة

بعد 13 عامًا اجتمع الثنائي من جديد ولكن عبر بوابة بايرن ميونخ هذه المرة، والمثير للانتباه أن فليك كان لا يزال مدربًا مساعدًا، لينضم إلى الجهاز الفني لكوفاتش، الذي كان ينظر إليه حينها باعتباره المدرب الأفضل في ألمانيا.

وقبلها بعام، أصبح كوفاتش رابع لاعب سابق للبايرن يتولى تدريب العملاق البافاري، وبدأت مسيرته بشكل جيد بالفوز بالسوبر الألماني بخماسية نظيفة أمام ناديه السابق آينتراخت فرانكفورت، وتمكن في نهاية الموسم من قيادة البافاري للفوز بثنائية الدوري الألماني وكأس ألمانيا.

وفي الموسم التالي انضم فليك للجهاز الفني لكوفاتش، الذي تعرض لهزيمة ثقيلة بنتيجة (5-1) أمام فرانكفورت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، ليقرر البايرن تعيين فليك كمدرب مؤقت للفريق.

وبعد فترة من العروض الجيدة، قرر البافاري أن يستمر فليك إلى نهاية الموسم.

موسم تاريخي

كانت إقالة كوفاتش من تدريب البايرن، بمثابة أزمة عنيفة للكرواتي، الذي تراجع اسمه تدريبيا بعدها، وفي نفس الوقت شكلت اللحظة الفارقة في مسيرة فليك، حيث قدم موسمًا تاريخيًا رفقة العملاق البافاري، وقاد الفريق للفوز بالثلاثية للمرة الثانية في تاريخ النادي.

وتوج فليك بجائزة مدرب العام في ألمانيا من قبل صحيفة "كيكر"، وبنفس اللقب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، وواصل عروضه رفقة البايرن وأكمل السداسية بالفوز بالسوبر المحلي والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

وفي شهر أبريل/ نيسان 2021 أعلن فليك أنه أخبر البايرن برغبته في الرحيل بنهاية الموسم، ليغادر وفي جعبته سجل انتصارات تاريخي، إذ لم يخسر البافاري معه سوى في 7 مباريات وتوح بسبعة ألقاب.

خبرة كافية

يعرف فليك بالتالي أفكار كوفاتش جيدًا قبل مواجهة اليوم، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة البارسا، الراغب في مواصلة حملته بنجاح في دوري الأبطال.

وعن ذلك قال فليك في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة: "فكرت في هذا الأمر كثيرًا، أنا أعرف الكثير عن نيكو، ولا أعرف ما إذا كان ذلك يساعدني أم لا، نعرف أننا يجب أن نحضر أنفسنا جيدًا فهو مدرب رائع وشخصية مميزة، وأنا سعيد بعودته إلى التدريب في ناد بارز مرة أخرى".

وتطورت نتائج دورتموند بعض الشيء منذ تولي كوفاتش المهمة الفنية للفريق، فبعد الخسارة بسوء حظ كبير في الجولتين 26 و27 من الدوري الألماني أمام أوجسبورج ولايبزيج رغم سيطرة الفريق على المباراتين، نجح بوروسيا في قلب الأمور بفوز صريح على ماينز المتألق هذا الموسم بنتيجة (3-1).

وقبلها تفوق دورتموند بسداسية نظيفة على يونيون برلين في الجولة 23، كما تغلب على فرايبورج (4-1) في الجولة 28، وأظهر جودته في ثمن نهائي دوري الأبطال بقلب تأخره أمام ليل إلى انتصار بنتيجة (2-1).

ويدرك فليك تغير دورتموند تحت قيادة كوفاتش قائلًا: "تغيرت الثقة لدى الفريق بعض الشيء، أصبحوا يضغطون بحدة أكبر واكتسبوا الثقة من نتائجهم في البوندسليجا ودوري الأبطال، هم فريق يتمتع بالسرعة والدقة في تسجيل الأهداف".

واللافت للنظر أنه وعلى الرغم من السنوات العديدة التي عملها الثنائي في مجال التدريب، إلا أن مباراة اليوم هي المواجهة الأولى بينهما، وبالتالي سيختبر فليك للمرة الأولى مدى معرفته بكوفاتش.

وعن ذلك قال المدرب الكرواتي: "ستكون مواجهة لطيفة لعملنا معًا من قبل، كان مساعدي والآن سنتنافس أمام بعضنا البعض".

بالفعل كانت إقالة كوفاتش لحظة فارقة في مسيرته فليك، بعد فوزه بالثلاثية التاريخية رفقة البايرن، ويقف الآن على أعتاب الفوز برباعية تاريخية في موسمه الأول رفقة برشلونة.

ويتصدر برشلونة ترتيب الدوري الإسباني ووصل إلى نهائي كأس ملك إسبانيا وتوج بالسوبر الإسباني، ويواجه دورتموند في ربع نهائي دوري الأبطال بحثًا عن استكمال مشواره في البطولة، وقد يكون كوفاتش من جديد بوابة فليك نحو مجد جديد.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

برشلونة يخسر كشافه في الدوري الإيطالي بعد رحيل مانشيني

 تشيزني يتقبل خسارة مركزه الأساسي مع برشلونة لصالح تير شتيجن