تختلف القدرة والرغبة الجنسية عند المرأة والرجل في مراحل الحياة الزوجية المختلفة، ولا يمكن اعتبار العلاقة الحميمة خلال السنة الأولى من الزواج كمقياس لما يجب أن تكون عليه فيما بعد.
فيما يتعلق بهذا الموضوع تجيب الدكتورة منى الصواف عن رسالة أرسلتها إليها إحدى السيدات تشكو فيها مشكلتها التي تعاني منها وتطلب الحل، جاء فيها مايلي:
سؤال:
أنا سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات ولا يوجد لدي أطفال بعد، وفي السنة الأولى من الزواج كانت العلاقة الحميمة تحدث بصورة يومية وأحياناً أكثر من مرة في اليوم الواحد وكنت أشعر أنا وزوجي بالرغبة معظم الوقت خاصة في فترة الظهيرة والمساء وأحياناً حتى في الصباح، وكان الزوج في غاية السعادة وامتد شهرالعسل على هذه الحال الى أكثر من شهرين.
ثم بدأت ألاحظ أن الزوج أصبح يعلق كثيراً على أنني تغيرت في الفترة الأخيرة خاصة واني لم أعد أستطيع تحمل العلاقة الحميمة بصورة يومية أو متكررة في اليوم الواحد، وعلى الرغم من أنني لم أرفض مطلقاً، إلا أن زوجي جعلني أشعر بالذنب لأنني تغيرت في الاستجابة، على الرغم من أنني لم ألحظ أي تغيير على مشاعري أو رغبتي تجاه زوجي.
فهل أنا مخطئة كما يقول زوجي ؟ وهل فعلاً أعاني من مرض من دون أن أشعر؟ علماً بأنني مرتاحة في حياتي الزوجية وأرغب فعلاً في اسعاد زوجي.
الإجابة:
المشكلة يا عزيزتي أن هناك بعض المفاهيم والمعتقدات لدى زوجك تحتاج إلى توضيح وذكر الحقائق العلمية حولها، وللأسف مثل هذه المفاهيم منتشرة ومتغلغلة في تفكير العديد من الرجال وأيضا النساء في مجتمعاتنا العربية والتي تؤثر سلباً على العلاقة الحميمة وحتى الحياة الزوجية.
فمن هذه المفاهيم الخاطئة ما يلي:
1. الاعتقاد بأن معدل الأداء الجنسي وقوته ستستمر كما هي عليه في فترة الزواج الأولى وشهر العسل وبنفس الصورة لدى الزوج والزوجة. وهذا المفهوم خاطئ فالحقيقة أن العلاقة الجنسية تكون في أول سنة من الزواج أكثر من حيث عدد المرات والشدة وهي تعتمد في المقام الأول على ارتفاع الإثارة الفسيولوجية، التي تصبح أكثر هدوءاً بعد فترة من استمرار هذه العلاقة.
2. الاعتقاد بأن الاستجابة الجنسية من قبل أحد الزوجين تجاه الآخر في العلاقة يجب أن يكون ثابتاً وبنفس الدرجة في كل مرة من الممارسة، وهذا الاعتقاد خاطئ ويجعل الزوجين تحت ضغط نفسي يؤثر سلباً على نتيجة الاستجابة وبالتالي التقليل من الشعور بالمتعة أثناء وبعد انتهاء العلاقة، فهناك عوامل كثيرة تلعب دوراً مهما في تحديد درجة ونوعية الاستجابة لدى الزوجين منها المرحلة العمرية، مدة الزواج، ديناميكية العلاقة الزوجية بينهما، وأيضاً جوانب فردية مرتبطة بالنواحي الصحية والنفسية لكل منهما.
3. يحدث في بعض الأحيان أن يحدث الإشباع الجنسي عند الزوجة وتبحث عن الإشباع العاطفي خاصة في الأوقات التي تشعر فيها بالقلق أو التوتر من مؤثرات الحياة خارج نطاق العلاقة الحميمة مما قد يجعلها تحتاج الى اللمسات الخاصة من الزوج مثل الاحتضان والاحتواء حتى ولو لم تتم عملية الجماع، هذا الشعور قد يفسره الزوج على أنه نوع من التغير السلبي ويبدأ في وضع اللوم عليها وتحميلها مسئولية الاضطراب في العلاقة دون أن يفهم حقيقة شعورها.
مما يولد لديها الشعور بالذنب وبالتالي يؤثر سلباً على أدائها العلاقة الحميمة رغبة في تحقيق ما يرغبه الزوج وهو ما يعرف بقلق الأداء، ومن المهم في مثل هذه الحالات التواصل بالحوار الهادئ بين الطرفين لشرح حقيقة مشاعر كل منهما تجاه الآخر.
4. العاطفة والجنس وجهان لعملة واحدة فلا يمكن أن تتم العلاقة الحميمة بإشباع جيد للطرفين من دون أن يكون هناك قدر من الاشباع العاطفي لديهما وهنا تأتي أهمية مرحلة التهيئة للعلاقة الحم والتي تشمل المداعبة والملاطفة والتقبيل والأحضان ولمس الجسد.
الحالة التي عرضتيها لا تدل على وجود مرض أو اضطراب محدد وانما تدل على وجود قناعات ومعتقدات خاطئة تحتاج الى تعديل ولاعادة تثقيف كلا الطرفين والأهم من ذلك الى التدريب الجيد على التواصل والحوار والانصات الجيد بعيداً عن البحث عن المسئول عن الخلل.
نصيحة:
من أهم النصائح التي يجب أن تقدم للمقبلين على الزواج هي الحرص على الاستمتاع وتحقيق الاشباع والرضا العاطفي بعيداً عن الأرقام والحسابات لعدد مرات اللقاء الحميم فلقاء واحد كامل قد يكون أكثر اشباعاً وفائدة للزوجين معاً من عدة لقاءات غير مكتملة ومحبطة.
ما رأيك بالموضوع، وهل لديك اقتراحات أخرى؟، أو هل لديك مشكلة خاصة تعانين منها؟ سارعي بكتابة مشكلتك و سوف تحصلين على الرد المناسب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر