الجزائر ـ المغرب اليوم
تمكنت إجراءات وزيرة التربية نورية بن غبريط من ضمان انضباط مترشحي بكالوريا دورة 2014 طيلة الثلاثة أيام الماضية من عدم تكرار كارثة العام الماضي”الغش الجماعي” الذي هز القطاع والجزائر كاملا والذي رافقة تكسير وجرحى، بعد التهديد بالصرامة مع أية محاولة غش، وهذا في الوقت الذي تواصلت المواضيع الصعبة لليوم الثاني على التوالي، إما في مادة المحاسبة أو العلوم أو الفلسفة التي أفرحت البعض وأبكت آخرين.
سلمت أمس مراكز امتحان البكالوريا من تكسير للطاولات واعتداءات على الأساتذة الحراس وجرحى وخروج إلى الشارع وغش جامعي، الذي ميز هذا اليوم في العام الماضي، في عدة مراكز مست العاصمة وبعض ولايات الوطن، والتي عرفت آنذاك انفلات أمني عقب انتفاضة العديد من المترشحين على صعوبة مواضيع مادة الفلسفة لشعبة الأدبيين، في الوقت الذي قاطعها آخرون وخرجوا من قاعات الامتحانات والدموع تملأ عيونهم.
وأكدت مصادر مسؤولة لـ”الفجر” أن الاحتياطات والتدابير التي اتخذتها وزارة التربية، ووقفت على تطبيقا المسؤولة الجديدة للقطاع نورية بن غبريط، ساهم وبشكل كبير على عدم تسجيل تجاوزات، وهذا رغم أن المواضيع كانت صعبة وأبكت المترشحين خاصة ما تعلق بموضوع الفلسفة. وهذا عند توزيع الأسئلة، قبل أن يرجع الهدوء إليهم بعد 10 دقائق من قراءة المواضيع.
وكان اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا صعبا على غالبية مترشحي شهادة البكالوريا لعدة مراكز امتحان، حيث وجد مترشحو البكالوريا في شعبة العلوم الطبيعية صعوبة في الإجابة على المواضيع المقترحة التي كانت طويلة جدا حسب قولهم.
هذا فيما لم تكن أيضا مواضيع شعبة التسيير والاقتصاد التي اجتازوها أمس في مادة التسيير المحاسباتي والمالي، سهلة ونفس الصعوبة تلقاها تلاميذ شعبة تقني الرياضي في جميع فروعه، حيث أبدى ذوي تخصص الهندسة الكهربائية صعوبة المواضيع ونفس الشيء للآخرين، من تلاميذ التقني رياضي فرع هندسة طرائق، في ظل ارتياح تلاميذ شعبة الآداب والفلسفة الذين اطمئنوا أمس لمواضيع الفلسفة.
وانهال الكثيرين بالبكاء أمام المراكز، والأمر يتعلق بمترشحي شعب اللغات الذين اجتازوا أيضا أمس مادة الفلسفة، والتي كانت جد صعبة عكس موضوع الآداب والفلسفة والذي ركزت مواضيعها على العدالة والرياضيات وكذا الدال والمدلول، أين وجدها البعض أنها مواضيع سهلة وتباينت بذلك المواقف بعد أن أبكت بدورها آخرون واعتبروها صعبة.
وفي ظل تباين التصريحات بين سهولة وصعوبة المواضيع صرحت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أن الوزارة تعمل من أجل ضمان مصداقية شهادة البكالوريا، موضحة في تصريح لها أن وزارة التربية الوطنية وبالتنسيق مع كل الشركاء ”تعمل جاهدة من أجل ضمان مصداقية امتحان البكالوريا الذي يلعب دورا أساسيا في تحديد مصير ومستقبل التلاميذ” مشيرة إلى ”تجنيد كل الإمكانيات وتوفير الظروف الملائمة لضمان السير العادي للامتحانات”.
وذكرت الوزيرة أن الامتحان ”يجري في ظروف جد عادية عبر كافة التراب الوطني” مؤكدة ”عدم تسجيل أي أعمال أو أحداث، من شأنها أن تعكر صفو الامتحانات ما عدا بعض حالات الغش الفردية”.
وأشارت الوزيرة في السياق أن المترشحين من ”موقع مسؤوليتهم ودرايتهم بأهمية الامتحان على وعي تام بصرامة القوانين والتشريعات المعمول بها والمتعلقة بالفصل والطرد النهائي” مشددة على ”تطبيق القانون بصرامة”، وهو الذي حال دون تسجيل أمس أية حالات غش جماعي وفق سيناريو العام الماضي، في ظل تأكيد بعض رؤساء المراكز أن تعليمات قدمت لمنع أية محاولة غش، وعدم الوصول إلى كشف الغش الذي يعد عملا خطيرا يعاقب عليه القانون للحارس وحتى للملاحظين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر