مراكش - و.م.ع
ساهم مشروع "المدارس الصديقة لحقوق الإنسان"، والذي يُعد مبادرة عالمية لمنظمة "العفو الدولية" للتربية على حقوق الإنسان في المدارس، بشكل فعال في تغيير سلوكيات عدد كبير من التلاميذ، ونزع فتيل التوتر الذي كان يسود في غالب الأحيان العلاقات بين مكونات المجتمع المدرسي.وأظهرت تلك التجربة، التي شاركت فيها ثانوية ابن يوسف للتعليم الأصيل في مراكش إلى جانب 24 مؤسسة حول العالم، وحوالي عشرين فرعًا لمنظمة العفو الدولية منذ بداية الموسم الدراسي (2010-2009)، عن مدى أهمية إشراك كل مكونات المجتمع في ما يتعلق بنشر ودعم ثقافة حقوق الإنسان داخل المؤسسات التعليمية. وتُنظِّم منظمة العفو الدولية، في المغرب، يومي الجمعة والسبت في مراكش، ورشة لتقييم هذا المشروع الدولي، وذلك بعد أربع سنوات من انطلاقه في ثانوية ابن يوسف للتعليم الأصيل، ويهدف هذا التقييم إلى الوقوف على ما تحقق من إنجازات، ورصد الصعوبات التي واجهت المشروع من خلال مقاربة تشاركية تجمع الفاعلين التربويين والاجتماعيين والباحثين والخبراء المستقلين الذين واكبوا المراحل المختلفة من المشروع في عدد من المؤسسات التعليمية التي اختيرت لتنفيذه. وأكدتْ مُنسِّقة المشروع في منظمة "العفو الدولية"، فرع المغرب، ثريا بوعبيد، في تصريحات صحافية، أن "من بين النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها هذه المبادرة تراجع نسبة العنف داخل المؤسسة التعليمية التي اختيرت لتطبيقه، فضلًا عن مساهمتها في جعل الكثير من التلاميذ الذين كانوا يتصفون بسلوكيات عدوانية وعنيفة من الحريصين على نشر ثقافة حقوق الإنسان داخل المؤسسة".وأضافت بوعبيد، و"يساهم المشروع بشكل كبير، في دفع الأساتذة إلى الاهتمام بمحتوى المقررات الدراسية، وتكريس مبدأ العدالة المدرسية من خلال حرص إدارة المؤسسة على إشراك مكونات المجتمع المدني كافة في ما يتعلق بالسياسات والقرارات التي تتخذ داخل المؤسسة". وأوضح النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية في مراكش، سمير مزيان، أن "هذا المشروع يندرج في إطار اتفاق شراكة وتعاون مُوقَّع بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز، وثانوية مولاي يوسف للتعليم الأصيل، ومنظمة "العفو الدولية" فرع المغرب".وأضاف أن "هذا المشروع يهدف إلى نشر قيم المواطنة التي تحفز على الأداء المتميز للتلاميذ داخل المؤسسات من أجل اكتساب شخصية قوية تُمكِّنهم من مواجهة التحديات المستقبلية"، مشيرًا إلى أن "التفكير مُنصب حاليًا على تعميم هذه التجربة مستقبلًا لتشمل مؤسستين تعليميتين أخريين في المدينة الحمراء".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر