باريس - واج
كان لاحتلال مناطق شمال مالي من طرف المجموعات المسلحة تأثيرات خطيرة على النظام التربوي تجسدت في تجميد شبه كلي لاكاديمية تومبوكتو حسبما أوضحت منظمة اليونسكو التي أشارت إلى أن الدخول المدرسي لم يتم في كيدال و غاوو.و أكدت المنظمة مستشهدة بتقرير لبعثة مشتركة مع الحكومة المالية توجهت مؤخرا إلى عين المكان أن احتلال مناطق شمال مالي نجم عنه تهدم العديد من المدارس بتومبوكتو و غاو و كيدال.و لاحظت البعثة أن جزء كبيرا من المنشأت المدرسية هدم أو نهب. الأثاث المدرسي هدم و استعمل للتدفئة والعتاد الكهربائي و عتاد الإعلام الآلي (المولدات الكهربائية و الكوابل و الحواسب و آلات الطباعة و غيرها) خرب أو أحرق.و أعربت المديرة العامة لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا عن انشغالها قائلة ان "وضعية التعليم في شمال مالي تئير الانشغال. فمن خلال الاعتداء على المدارس حاولوا المتطرفون القضاء على أسس المجتمع مثلما عاينته خلال زيارتي إلى هذا البلد في فيفري الماضي" مضيفة انه من الأهمية بمكان توظيف كل شيء من اجل تمكين التلاميذ من العودة في أسرع وقت إلى المدرسة" لا ن هذا "مرتبط بمستقبل كامل المنطقة".و أوضحت البعثة في تقريرها أن الاحتلال نجم عنه ترحيل العديد من المعلمين و تلاميذ الطورين الابتدائي و المتوسط إلى خارج البلد و نحو البلدان المجاورة مثل النيجر و موريتانيا و بوركينا فاسو و الجزائر مؤكدة انه في تومبوكتو اغلب المعلمين لم يلتحقوا بعد بمناصبهم.ففي الطور الابتدائي التحق 52 بالمائة من المعلمين بمناصبهم و بقي 1197 معلم غائبا في كل أكاديمية تومبوكتو. و في الطور المتوسط 8 بالمائة فقط من الأساتذة يعملون و 150 ما زالوا ينتظرون التحاقهم بمناصبهم حسب نفس التقرير.و على مستوى التعليم التقني و المهني 5ر7 بالمائة من الأساتذة التحقوا مجددا بمناصبهم في حين أن 134 أستاذا ما زالوا متغيبين.في حين أن 60 بالمائة فقط من تلاميذ الطور التحضيري و الابتدائي لم يلتحقوا بعد بالمدرسة حسبما أضاف نفس التقرير.و بالنسبة للتعليم الثانوي تخلف عن الدراسة 3200 تلميذ من بين مجموع 3616 تابع للأكاديمية. و في التعليم التقني حضر 167 تلميذ فقط من بين 1412 كان ينتظر التحاقهم.و في منطقتي غاو و كيدالي الدخول المدرسي لم يجر بعد خاصة بسبب عدم دفع منح التنقل و التنصيب للمعلمين.و أمام هذه "المعاينة المنذرة بالخطر" وجهت اليونسكو و مالي نداء إلى المجموعة الدولية حتى تجمع الأموال لضمان عودة المدرسين من خلال حملة تحسيسية و من خلال تقديم المنح للأساتذة العاملين في المناطق الشمالية. و يتعلق الأمر أيضا بتقييم مدى تدهور جميع المنشأت المدرسية.كما أوصت البعثة بتوفير مرافقة نفسية مدرسية للأساتذة و أولياء التلاميذ و التلاميذ المصدومين جراء الأزمة.و دعت أيضا إلى إطلاق حملة وطنية لمحو الأمية سيما تجاه النساء حتى تفهمن أهمية تمدرس الأطفال و خاصة البنات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر