الباكالوريا الدولية بالإنجليزية لا بالفرنسية
آخر تحديث GMT 01:47:12
المغرب الرياضي  -
المغرب الرياضي  -
آخر تحديث GMT 01:47:12
المغرب الرياضي  -

208

الباكالوريا الدولية بالإنجليزية لا بالفرنسية

المغرب الرياضي  -

المغرب الرياضي  - الباكالوريا الدولية بالإنجليزية لا بالفرنسية

مراكش_المغرس

حين يطرح في المغرب موضوع الباكالوريا "الدولية" باللغة الفرنسية، يدرك الجميع حجم استخفاف مدبري هذه المكيدة بعقول المغاربة. فاللغة التي يتواصل بها العالم، ويتواصل بها حتى الفرنسيون أنفسهم مع غيرهم في مجال البحث العلمي هي الإنجليزية. لغة التنمية والبحث العلمي والمناظرات والعلاقات الدولية، ولغة المنتظم الدولي...لغة العصر هي الإنجليزية. فلماذا يسمون الأشياء بغير أسمائها؟ ومن يقف وراء هذه المؤامرة؟ وما أهدافهم؟ وما حجم الخسارة التي يتكبدها المغاربة بسبب الخناق الفرنكفوني؟  الحماية والخيانة أخطر ثقب في جسم الوطن الولاء لغيره. مؤامرة تم التمهيد لها عبر "مواطنين" تحميهم دول أجنبية وهم في بلدهم. ثم عممت الحماية على البلاد بأكملها بتوقيع السلطان على معاهدة الحماية. ولم تغادر فرنسا المغرب رغم رفض الشعب ومقاومته لوجودها، بل ظلت تقتل من أحرار هذا البلد، وتشرد، وتعتقل، وتنفي....ثم درست العقليات والبنيات المجتمعية والتشكيلات العرقية والقبلية، فنشأت في المغرب نخب موالية لفرنسا وللغتها وثقافتها وفكرها، على حساب كل ما يرتبط بالوطن وأهله. وهمش كل مدافع عن مكونات الهوية الوطنية إلا أن يكون نزوعا فرعيا من شأنه تعميق الشرخ بين مكونات المجتمع لتبرز الفرنسية أنها هي الجامعة وهي الموحدة لا غيرها. لقد رسمت فرنسا مخطط علاقتها بالمغرب عبر مسارات متعددة، من جملتها تكوين نخب موالية لها خوفا أو طمعا. فأما الطامعون فأصحاب المصالح الذين يفتح لهم المجال لولوج مراكز القرار، أو تغذق عليهم الامتيازات. وأما الخائفون فأصحاب ملفات الفساد والخروقات والانتهاكات. وكم علبة سوداء تقضي آخر أيامها في فرنسا لتعود محمولة في نعشها بعد تفريغ حمولتها لدى من يعنيهم أمر امتلاك زمام الأمور في بلدنا. العربية والفرنسية والإنجليزية لا تنمية لشعوب مسلوبة الإرادة، ولا تقدم لبلدان يديرها غيرها عبر وكلاء يجهرون بانتسابهم إلى غير ما ينتسب إليه الوطن. أمام المغاربة، في ظل التشرذم والتخلف العربي فرصة لقيادة هذا الشتات، والنهوض بالعربية مفتاح هذه الزعامة، لكن الإرادة السياسية لنيل هذا المطمح غير واردة.. فسيادة لغة فرنسا في الإدارة وفي الحياة العامة وفي التعليم مؤشر على أننا نعيش استقلالا غير مكتمل الشروط. ويحز في النفوس أن يخاطب المسؤولون المغاربة غيرهم في مناسبات عدة بلغة فرنسا مع كون المخاطب لا يفهم الفرنسية ولا حاجة له بها. فمادام المخاطب في حاجة إلى ترجمة فلم لا نخاطبه بالعربية ويترجم له المعنى؟ ودون مطمح الزعامة درجة أدنى: اقتفاء أثر الأقوياء، واعتماد لغتهم الإنجليزية، لمسايرة ركب الأوائل، عوض البحث عن المعرفة عبر الوسطاء. يترجم الفرنسيون ما تيسر لهم من جديد العلم والمعرفة لمواكبة العصر، مع الحفاظ على لغتهم ضمن لغات العالم. وننتظر الوسيط الفرنسي لنأخذ عبره ما يترجمه لنا. إنها صورة العاجز الخامل الهامل الكسول، التي لا نرضاها لملايين الشباب من ذوي الطاقات الحية، والأدمغة والعقول النابغة من أبناء وبنات هذا الوطن. فلا خيار لمن يفكر في مصلحة هذا الوطن إلا النهوض بالعربية والأمازيغية دفاعا عن الهوية الوطنية، ثم الانفتاح على العالم باللغة الإنجليزية، لا محاصرة الذات في حوض فرنسا ومستعمراتها. الخناق الفرنكفوني روج وكلاء فرنسا من بني جلدتنا لمقولة ضد التعريب فربطوه بالتخريب الذي مس قطاع التربية والتعليم، وهو منه براء. تعريب أوقفه الوكلاء في منتصف الطريق، وذهب ضحية توقف هذا القطار أبناء الطبقات المسحوقة من شعبنا الذين لا بواكي لهم. تحطمت أحلام الكثيرين منهم أمام صخرة الفرنكفونية بعد الباكالوريا، فغير العلميون منهم الاتجاه صوب شعب أدبية لا قبل لهم بها، فتاهوا. وحاول آخرون الصمود وقل من أفلح. ووجد الذين تجاوزوا عقبة اللغة أنفسهم أمام حصار حد من آفاقهم. فالأطر المغربية من مهندسين وأطباء وغيرهم  لا يستطيعون أن يجدوا لهم موطئ قدم في الأسواق الخليجية والأسيوية والأمريكية, بل حتى الأوروبية...لغة التدريس التي تعلموا بها تطوقهم بخناق يحد من آفاقهم المعرفية، ويحبس تطلعاتهم المهنية، ويرسم لهم حدود التحرك في المجال الفرنكفوني الضيق. ضيق جغرافي ومجالي ومعرفي يخنق الانفاس، ويشل حركة الإنسان، ويقتل الإبداع. من أجل باكالوريا دولية باللغة الإنجليزية من واجب  الغيورين على التعليم بالمغرب المطالبة بالتحرر من قيد الفرنكفونية، وإنشاء سلك للتعليم الثانوي العلمي باللغة الإنجليزية، يفتح تدريجيا أمام المتفوقين، ثم يعمم بعدها، دون إلغاء المسار التقليدي المزدوج (عربي/ فرنسي). وسيرى الكل أين سيتجه أغلب الطلبة. وكأني بصوت فرنكفوني يقول وأين الأساتذة المؤهلين للتدريس بالإنجليزية؟ هو ذات السؤال الذي برروا به توقيف قطار التعريب. والجواب أن يفتح المجال أمام الأساتذة المتفوقين والمؤهلين لتكوين مركز في اللغة الإنجليزية، ويستقطب آخرون من بلدان أنجلوفونية لمدة محدودة، ويتواصل التدريب في مراكز تكوين أساتذة المواد العلمية بالإنجليزية، ويفتح المجال أمام مؤسسات حرة أمريكية وإنجليزية وفنلندية ويابانية وماليزية وتركية، وتفتح شراكات مع الجامعات والمعاهد العليا الأنجلوفونية. وفي ظرف وجيز يصبح المغرب غير المغرب الحالي. إن علاقة مغرب اليوم بفرنسا علاقة قوية للغاية، بغض النظر عن الماضي المؤلم. ولا أحد يعترض على هذه العلاقة. لكن على قادة فرنسا أن يدركوا أن اختناقنا بسبب الفرنكفونية تجاوز كل الحدود.  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباكالوريا الدولية بالإنجليزية لا بالفرنسية الباكالوريا الدولية بالإنجليزية لا بالفرنسية



GMT 19:08 2023 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أستون فيلا يسقط توتنهام في عقر داره بالدوري الإنكليزي

GMT 09:17 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

نشوب أزمة حاد بين نزهة بيدوان ومحمد بلماحي بسبب الدراجات
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib