رام الله – صفا
أوصى مشاركون في مؤتمر علمي نظمته كلية التربية في جامعة القدس المفتوحة بالتعاون مع الإدارة العامة للإرشاد والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم العالي الأربعاء بتطوير التجارب الناجحة في مجال الإرشاد التربوي المدرسي وتعميمها على المدارس كافة.
ودعوا في المؤتمر الذي جاء بعنوان "الإرشاد النفسي والتربوي في فلسطين: واقعه وآفاقه المستقبلية" إلى تفريغ مرشد تربوي في كل مدرسة وتوفير مراكز إرشاد في المدارس التي لا يوجد بها مرشدون تربويون، بحيث يخصص مرشد تربوي لكل 300 طالب وطالبة في المدرسة.
وشددوا على ضرورة تعزيز الثقافة والاتجاهات الإيجابية لدى الطلبة وأولياء الأمور والعاملين في الحقل التربوي تجاه الإرشاد التربوي والنفسي وأهميته، وتحديد أدوار المرشد التربوي المدرسي بوضوح، والالتزام بهذه الأدوار، وعدم تكليفهم بأي أعمال لا علاقة لها بأدوارهم ومسؤولياتهم.
ولفتوا إلى أهمية تطوير التجارب الناجحة في مجال الإرشاد التربوي المدرسي وتعميمها على المدارس كافة، وإنشاء مركز لإنتاج الوسائط التربوية والتعليمية المتعددة، من أجل توظيفها في خدمة العملية التعليمية والإرشادية.
وطالب المشاركون بالتنسيق بين التعليم العالي والجامعات المحلية لتطوير برامج متخصصة على مستوى الدبلوم والبكالوريوس في مجال الإرشاد النفسي والتربوي، وتضمينها مقررات عديدة ومتنوعة تركز على الإرشاد التربوي المدرسي ومرتبطة ببرامج تدريب عملي وميداني تؤهل الخريج للحصول على إجازة للعمل كمرشد تربوي مدرسي.
كما طالبوا بتطوير برامج التدريب، وتضمينها في الخطط الهادفة إلى تطوير مهارات المرشدين العاملين، وتقويم مخرجات هذه الدورات والبرامج المنفذة مع المرشدين، لتحويلها إلى سياسات متبناة من قبل الوزارة.
وأكدوا أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة وبرمجياتها في العمل الإرشادي بكل أشكاله وعملياته، وتوظيف الإرشاد الديني في خدمة العملية الإرشادية، وطرق الإرشاد في مؤسسات التعليم المدرسية والتعليم العالي لإثرائها وزيادة فاعليتها.
ودعوا للاهتمام بتطوير خدمات الإرشاد النفسي والتربوي في مؤسسات التعليم العالي كافة، من خلال إنشاء مراكز متخصصة ضمن خدمات شؤون الطلبة في هذه المؤسسات إذا لم تكن متوافرة، وتنظيم ورشات عمل وندوات للطلبة والعاملين وأصحاب القرار في مؤسسات التعليم العالي لتوضيح أهمية تقديم خدمات الإرشاد النفسي والتربوي للطلبة، ومن خلال مركز الإرشاد المقترح.
وقال وزير التربية والتعليم العالي برام الله علي أبو زهري في حفل الافتتاح إن تنظيم المؤتمر النوعي والمتخصص والذي يمس مستقبل النشء من أبنائنا وبناتنا الطلبة، يعكس مدى حرص وجدية القائمين عليه، ومدى إدراكهم للبعد الإرشادي والنفسي ودوره في العملية التعليمية التعلمية.
وأضاف أن وزارة التربية والتعليم أمام قضية غاية في الأهمية وهي تحقيق خدمات نفسية وتربوية لأبنائنا الطلبة، للوصول بهم إلى مستوى مناسب من الصحة النفسية وتحقيق الذات؛ ليكون مواطنا فاعلا ومنتجا قادرا على تلبية حاجاته وفق حاجات مجتمعه.
وأوضح أن وزارته تبنت العديد من المشاريع والبرامج الإرشادية والنفسية لتحقيق ذلك من خلال تفعيل سياسة الحد من العنف في المدارس، ونهج الوساطة الطلابية لحل الأزمات، ونهج التوجيه المهني، والمدرسة صديقة للطفل، وحماية الأطفال من الاعتداءات والتحرشات الجنسية، والصحة الإنجابية صديقة للشباب، والاستخدام الآمن للإنترنت.
وأكد أبو زهري أهمية التعاون المشترك مع جامعة القدس المفتوحة والذي سيسهم في تسليط الضوء على واقع الإرشاد التربوي والنفسي من أجل إلقاء النظر من خلال بعض الدراسات والبحوث على واقع الخدمات النفسية الإرشادية في فلسطين والدول المجاورة، والتعرف على أبرز التحديات التي تواجه الإرشاد النفسي التربوي في فلسطين.
من جانبه، قال رئيس جامعة القدس المفتوحة يونس عمرو إن الإرشاد النفسي والتربوي يعتبر من أهم الممارسات التي يجب أن يسعى لتحقيقها شعبنا الفلسطيني وبخاصة النشء الصغير والشباب، فنحن نقاوم احتلالا بغيضا يمارس أبشع وأقسى ممارسات القمع والترهيب ضد أبناء شعبنا ليس في المدارس فحسب وإنما ضد المقاومة الشعبية السلمية التي يقوم بها شعبنا للحصول على حقوقه كاملة من هذا الاحتلال.
ولفت إلى أن ما يواجهه شعبنا في هذه المرحلة يحتم علينا العمل على توفير إرشاد لكل من يحتاجه، معربا عن أمله بأن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات تساعد المسؤولين في تطوير هذا الجانب من التربية.
جلسات المؤتمر
وعقب حفل الافتتاح، انطلقت جلسات المؤتمر لمعالجة محاوره الستة، وعُرض فيه سبعة عشر بحثا من الجامعات الفلسطينية والعربية ومراكز البحث العلمي، اختيرت من أصل 60 بحثا وصلت إلى اللجنة العلمية.
وناقش الباحثون والمشاركون فيها العديد من المواضيع المتعلقة بالعمل الإرشادي في فلسطين، وخلصوا من خلال أبحاثهم والتجارب الميدانية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر