بعيون يملؤها التصميم على نهل العلم والمعرفة وقلوب تنبض بحب الوطن يبدأ طلاب وتلاميذ سورية عاما دراسيا جديدا في سلسلة متواصلة من العمل الدؤوب لجميع السوريين الذين أثبتوا على مدار التاريخ بشكل عام وعلى مدار السنوات الثلاثة الماضية على وجه الخصوص أنهم أقوى من أن تنال من وطنيتهم وصلابتهم وحبهم للحياة مؤامرة أو مخطط عدواني يرسمه وينفذه أعداء العلم والبشرية والحضارة.
ويأتي بدء العام الدراسي في موعده المحدد من قبل الحكومة بعد إنجاز جميع الإجراءات اللازمة والضرورية لسير العملية التدريسية في مختلف المحافظات في رسالة جديدة تؤكد أن وزارة التربية بمؤسساتها وكوادرها كافة رافد حقيقي وداعم أساسي لجيشنا الباسل في مواجهة التنظيمات التكفيرية الإرهابية الظلامية والمخططات العدوانية وهذا ما عبر عنه وزير التربية الدكتور هزوان الوز بالقول: إن افتتاح العام الدراسي يعني أن “القرار في سورية بالمواجهة والثبات راسخ وصلب بعزيمة أبنائها المخلصين وإرادتهم القوية في محاربة أعداء الوطن وعملائهم”.‏‏‏
وجدد وزير التربية في تصريح لـ سانا تأكيده على قدرة القطاع التربوي على الوفاء بالتزاماته أمام أبناء الوطن وعلى مشاركة الجيش في مقاومة التحديات التي تتربص بالسوريين جميعا من خلال العمل بروح الفريق الواحد لمتابعة المسيرة التعليمية والتربوية لبناء الانسان المنتمي الى وطنه والمؤمن به مشيرا إلى أن
القطاع التربوي ماض في مهمته بعزيمة لا تلين ولا تنهزم ويقين لا يهرم وثقة بكفاءة المدرسين والمعلمين والاداريين ووعيهم في ترسيخ ثقافة النور في مواجهة ثقافة الظلام وفي تعزيز الانتماء إلى الوطن في مواجهة الاستتباع للآخر الممعن في ضلاله العالمي الجديد.
الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بمؤسساتها المختلفة لضمان بدء المدارس عملها على نحو منتظم منذ الأسبوع الأول تجسدت بحسب الوزير الوز في إنجاز المؤسسة العامة للطباعة لكامل خطتها الطباعية المقررة وفق تقدير الاحتياجات اللازمة والمقدرة بحدود 50 إلى80 مليون نسخة من الكتب المدرسية وتوزيعها على مستودعات المؤسسة في فروعها بالمحافظات وفق المراحل الدراسية المقررة مبينا أنه تم تسليم كتب المرحلة الثانوية بنسبة 100 بالمئة بينما يتواصل العمل لاستكمال تسليم جميع الكتب للحلقتين الأولى والثانية.
وتجسد حقد الإرهابيين على العلم والمعرفة في استهدافهم للعديد من وسائل النقل التي تحمل الكتب المدرسية إلى بعض المحافظات إلا أن ذلك لم يمنع الوزارة من ابتكار حلول بديلة واعتماد وسائل أخرى مناسبة لإيصال الكتب في الوقت المناسب مع الإشارة إلى وجود كتب مدورة بحالة جيدة من العام الماضي في المدارس يمكن الاستفادة منها عند الضرورة ما يعني أن بإمكان الطلبة الحصول على كتبهم في اليوم الأول من العام الدراسي.‏‏‏
وتكشف أعداد الطلبة المسجلين في المدارس لهذا العام مرة أخرى كذب الادعاءات التي تحاول بعض وسائل الإعلام ترويجها عن الواقع التعليمي في سورية حيث يوءكد وزير التربية أن عدد الطلاب الذين سيتوجهون غدا إلى المدارس يقارب 4.373.522تلميذاً وطالباً يتوزعون بين ثلاث مراحل بحيث تشمل المرحلة الأولى ما يقارب 107.374 طفلاً في مرحلة رياض الأطفال مبينا أن عدد الملتحقين في هذه المرحلة في العام الماضي 104.247.
ويشير الوزير الوز إلى أن المرحلة الثانية تضم ما يقارب 3.749.113تلميذاً وتلميذة في مرحلة التعليم الأساسي منهم 611.262 في الصف الأول الأساسي في حين بلغ عدد الملتحقين في العام الماضي 3.639.916تلميذاً وتلميذة منهم 593.461 في الصف الأول الأساسي بينما يبلغ عدد طلاب المرحلة الثالثة ما يقارب 475.303طلاب وطالبات في مرحلة التعليم الثانوي بمراحلها المختلفة مبينا أن عدد الملتحقين في هذه المرحلة خلال العام الماضي 461.459 طالباً وطالبة.‏‏
ولأن المدارس والبنى التحتية كانت المتضرر الأساسي من اعتداءات الإرهابيين بذلت وزارة التربية جهودا مضاعفة لوضع أكبر عدد ممكن من المدارس في خدمة العملية التعليمية حيث نجحت بحسب الوزير الوز في إعداد ما يقارب 17700 مدرسة لاستقبال التلاميذ والطلاب بما فيها رياض الأطفال مبينا أن الوزارة وجهت جميع مديرياتها الى ضرورة إنجاز التشكيلات في الوقت المناسب.
وحرصا من الوزارة على مراعاة الوضع المادي لأولياء الطلبة أكد وزير التربية على عدم التشدد في مسألة اللباس المدرسي تلبية لواقع فرضته الظروف ومراعاة للأوضاع المادية للطلاب وذويهم مطالبا الإدارات المدرسية بالتقيد بتلك التعليمات وحسن تفهمها وأن يتفهم أولياء الطلاب جوهر التعليمات وغايتها ويتعاونوا مع الإدارات المدرسية على حسن تنفيذها.‏‏‏
وفي المحصلة لا شك أن تزامن بدء العام الدارسي الجديد مع استمرار تعرض سورية لأشرس حرب عداونية إرهابية شهدها تاريخ البشرية تستهدف مقومات الحياة بلا استثناء وفي مقدمتها البنى التحتية ولاسيما المدارس التي بناها السوريون بعرقهم وجدهم واجتهادهم يوجه مرة أخرى رسالة للعالم أجمع بأن سورية بعزيمة أبنائها ماضية في تحديها للفكر الظلامي التكفيري الذي يرعاه وينفذه مجرمون مارقون على القانون الدولي والإنساني.