عمان ـ بترا
مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني رعى سمو الامير فيصل بن الحسين اليوم الجمعة المجلس العلمي الحادي والسبعين (الاول لهذا العام) بعنوان "معايير النزاهة والشفافية في الشريعة الاسلامية.
حيث دأبت وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية على عقدها في شهر رمضان المبارك من كل عام في قاعة المؤتمرات الكبرى في المركز الثقافي الاسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين بحضور نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة المسلمين واساتذة الشريعة الاسلامية من الاردن والدول العربية الشقيقة.
ويشارك في اعمال المجلس من مصر مستشار مفتي الديار المصرية ،عضو هيئة التدريس بجامعة الازهر فضيلة الدكتور اسامه الازهري، ومن الاردن استاذ الفقه الاسلامي في كلية الشريعه في الجامعة الاردنية الدكتور محمود السرطاوي .
وفي بداية اعمال المجلس الذي اداره امين عام وزارة ةالاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية فضيلة الدكتور محمد الرعود بين اهمية الحديث عن موضوع النزاهة والشفافية في هذه المرحلة المهمة والحساسة التي يمر بها وطننا العزيز جنبا الى جنب مع الامة الاسلامية لنؤكد صدق الانتماء وخالص الحب الولاء لله اولا ثم للوطن وقائد مسيرة الوطن.
واضاف الرعود " ان الصدق والاخلاص رائدنا وحادينا لتفعيل منظومة النزاهة والشفافية في كل مؤسساتنا العامة والخاصة تلبية لقوله تعالى على لسان نبيه شعيب عليه السلام "ان اريد الا الاصلاح ما استطعت" ، وما توفيقي الا بالله فقد اصبحت مباديء النزاهة والشفافية والمساءلة موضع الاهتمام والتركيز في برامج الاصلاح والتحديث الاداري والمالي في مختلف القطاعات التشريعية والقضائية والتنفيذية ، ومن هنا بادر جلالة الملك عبد الله الثاني وعهد برسالة ملكية سامية الى رئيس الوزراء برئاسة لجنة لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية.
واستعرض الدكتور اسامه الازهري مفهوم النزاهة والشفافية في الشريعة الاسلامية والعدل والاتقان وتطبيقاتها في الشريعة الاسلامية وقال ان هناك ثلاثة مقاصد الاول التعبد والمشاعر والنسك والاقبال على الله في الفرائض والسنن،والمقصد الثاني تزكية النفس ،والمقصد الثالث العمران وهو ان الشرع الشريف كما امرنا بالاخلاق الفاضلة فانه جاء ببناء المؤسسات ومنظومة الحرف والمهن والصنائع حيث كان هذا الهدي مطويا بحيث يغفل كثيرون عن الهدى النبوي في العمران ، وكيف يمكن اعادة منظومة القيم للحرف والمهن لتؤدي دورها في قيام الاوطان.
وقال ان معنى النزاهة هي هدى نبوي في عمارة الاوطان مشيرا الى ان النزاهة في القضاء يجب ان تشتمل على ان يكون القاضي ملما بالعلم ، وملم عن الحق، واقتداء بالائمة ومشاورة للعلماء واهل الفضل حيث بين العلماء ان النزاهة هي صفة فاضله مركبة من الجود والعدل والفهم.
بدوره بين الدكتور محمود السرطاوي ان النزاهة في معناها الوضوح في جميع المعلومات الاسلامية.
وقال ان النزاهة منظومة قيم متعددة مبينا ان محل النزاهة كل مؤسسة عامة او خاصة وهما متطلب قانوني وشرعي وانساني في المجتمع ، وان من اركان النزاهة الايمان بالله تعالى والمراقبة الذاتية للنفس فقضية التربية الايمانية اساسية.
وبين ان المسؤولية والنزاهة والشفافية يجب ان تشمل جميع افراد المجتمع حيث ان الكل راع والكل مسؤول عن رعيته، كما بين ان التربية السلوكية لها اهميتها في الحفاظ على القوانين وتطبيقها.
واستعرض السرطاوي مفهوم القوة والامانه واحترام عقول الاخرين مبينا ان الامانه ام الفضائل وقال ان من ابرز علامات الايمان والتقوى الحديث الشريف لا ايمان لمن لا امانة له ، والامانة مبدأ اساسي من مبادي الاسلام والايمان وقال تعالى " ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها".
وحضر المجلس وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل عبد الحفيظ داوود وامام الحضرة الهاشمية سماحة قاضي القضاه الدكتور احمد هليل وعدد من الاعيان والنواب والقضاة الشرعيين وكبار ضباط القوات المسلحة والامن العام والدفاع المدني والدرك وسفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين لدى المملكة والمدعوين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر