الرياض ـ المغرب اليوم
تلقت إحدى القنوات الإذاعية اتصالا من مستمع فسألته المذيعة عن آخر عملية أجراها بهاتفه النقال.. فكانت المفاجأة بأنه قد خرج للتو من قاعة الامتحان واستفاد من هاتفه في الغش في الاختبار، لتعود وتسأله المذيعة: كيف تحصل على الإجابات فرد: الله يخلي لنا "جوجل".
وفي موقف آخر سأل عبد الرحمن الذي يعمل موظفا في إحدى الجهات الحكومية في العاصمة الرياض، ابنه بغضب عن سبب عدم مراجعته مادة الكيمياء التي سيختبرها في اليوم التالي: لماذا لا تراجع؟! فرد الابن بابتسامة الواثق: لا تقلق يا أبي فالدرجة مضمونة! فقال الأب: كيف؟ فأجاب الابن: الله يخلي لنا الـ"واتساب" عملنا جروبا للاختبار، الذي يخرج أولا ينقذ البقية بإرسال إجابات الأسئلة عليه.
فقال الأب على استحياء: هل يسمح بالهاتف النقال في الاختبارات؟ فرد الابن: "تهريب"!
وتظهر مقولة: "تعددت الوسائل والطرق وتطورت؛ لكن الغش واحد".
وهنا يقول حسام أحد الطلاب في المرحلة الثانوية، إن الغش في الامتحانات لم يعد كما كان، بل تطورت أساليبه وطرقه، فالبراشيم والكتابة على السروال أو القلم أو اليد أو خلافه أضحت وسائل قديمة، بل تعدت إلى طرق جديدة ومبتكرة، تلعب فيها التقنية دورا رئيسا، مبينا أن أفضل هذه الطرق حاليا هو الـ"بلاكبيري".
وأضاف أفضل الطرق حاليا هو الـ"واتساب" والـ"تيلجرام" وغيرها، حيث يتم تصوير الأسئلة بداية وإرسالها على الجروب، ليقوم بعدها أعضاء مضافون في الجروب من خارج المدرسة بالبحث عن حلول للإجابات ومن ثم يتم تحويل الإجابات الصحيحة على الطلاب المضافين في الجروب فيستفيد الجميع من الحل، أما "تويتر" فله نصيب هو الآخر.. حيث يستفيد منه بعض الطلاب في البحث عن الإجابات.
هذا يأتي في الوقت الذي تعرض فيه أحد المعلمين في الأحساء لحالة اعتداء بعد أن اكتشف طالبا يغش في الامتحان، فقام بضبط ما معه من أدوات الغش وسحب الورقة وحرر محضر غش له، فما كان من الطالب إلا أن سدد للمعلم عدة طعنات في الرقبة والرأس باستخدام القلم، وكانت المفاجأة أن الطالب أكمل اختباره في اليوم التالي، لأنه لا يحق للمدرسة بحسب لائحة السلوك والمواظبة الصادرة في عام 1434هـ حرمان أي طالب من الاختبار مهما كانت الظروف، حسبما قال مدير الإعلام التربوي في المنطقة الشرقية.
بدوره أكد تربوي، فضل عدم ذكر اسمه، أن الغش يعد سلوكاً غير أخلاقي، وإخلالاً بسلامة الاختبار، وتضع الوزارة الضوابط والعقوبات للتعامل مع حالات الغش، وذلك بحسب ما ورد في لائحة الاختبارات، مضيفا أن الطالب أو الطالبة التي يثبت غشه في اختبار الفصل الثاني "الدور الأول" أو "الدور الثاني" بالصف الثالث الثانوي أو ما في مستواه تسحب ورقة إجابته، ويحرر محضر بذلك، وإذا تكررت عملية الغش من الطالب أو الطالبة فيحرم من درجة الاختبار في المواد التي غش فيها إذا كان ذلك في اختبار منتصف أحد الفصلين.
أما إذا تبين وقوع غش جماعي سواء كان في النقل أو الشهادات فيحرر محضر بذلك من قبل المصححين أو المصححات، وتحصر الأوراق المشتبه بها، وترفع للجهة المختصة مع التحفظ على النتيجة.
وأضاف التربوي ما حدث لمعلم الأحساء مؤلم، وللأسف بحسب نص اللائحة يحق للطالب استكمال اختباراته، لأن هذا عمل جنائي ويأخذ مجراه القانوني، معترفا بأن كثيرا من الأخطاء تقع نتيجة عدم تطبيق اللائحة بشكل سليم، إضافة إلى أنه لا بد من تكثيف عملية المراقبة على الطلبة ومصادرة كل الوسائل المعينة على الغش، مبينا أن استشراف المستقبل لدى الطالب والخوف من المجهول خاصة مع كثرة الاختبارات مثل القدرات والتحصيلي وغيرها، إضافة إلى صعوبة القبول في الجامعات تجعل الطلاب يلجأون إلى مثل هذه الممارسات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر