عمرو خالد يحدد 10 طرق من سُنة النبي ﷺ ترفع الروح المعنوية للمجتمع
GMT
20:18 2018
السبت ,19
أيار / مايو
الداعية الإسلامي عمرو خالد
القاهرة - المغرب اليوم
أوضح الداعية الإسلامي عمرو خالد، أن من سُنة النبي صلى الله عليه وسلم صناعة الروح العالية للمجتمع، عكس المتطرفين الذين يعملون على إفساد الروح المعنوية وتثبيط الهمم، وأكد في ثالث حلقات برنامجه الرمضاني "السيرة حياة" أن هناك 10 طرق مستمدة من السُّنة النبوية لرفع الروح المعنوية للمجتمع، هي: رفع روح السلام، إطعام الطعام، صلة الأرحام، جمع الناس على الخير، تجميل حياة الناس "تشجير المدينة"، نشر قصص الرموز والقدوة، جبر الخواطر، تشكيل فرق عمل قوية تتكامل وتتعايش وتتشارك "المؤاخاة"، تنازل عن رغباتك لتحقق روح حلوة للمجتمع "الأنصار لم يحصلوا على أي سلطة"، انو رفع روح كل المحيطين بك.
وأشار خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم عمل خلال الشهر الأول من وصوله إلى المدينة على رفع الروح المعنوية بين المسلمين، انطلاقًا من أن الإنسان له روح: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ"، وكذا المجتمع والأماكن لها روح أيضًا، وزاد "عمل على رفع الروح المعنوية لدى المهاجرين والأنصار، نظرًا لأن المهاجرين عانوا من اضطهاد قريش لمدة 13 عامًا، وهاجروا إلى بلد آخر لا مأوى لهم ولا مال فيه، يمزقهم ألم فراق الأهل والوطن، خاصة أن العرب معروف عنهم ارتباطهم بالأرض".
ولفت المتحدث إلى أن "طبيعة عمل المهاجرين كانت مختلفة عن طبيعة عمل أهل المدينة، فمهنتهم التجارة، والأنصار مهنتهم الزراعة"، مردفًا "حصلت بطالة، وظهر أهل الصفة، وهم أشد الناس فقرًا، وتزايدت الأعباء على الأنصار، فقد أصبح لزامًا عليهم أن يزرعوا لأنفسهم وللمهاجرين، فقل المحصول، ونتج عن ذلك وضع اجتماعي واقتصادي متأزم".
وقال خالد "علاوة على ذلك ظهرت أمراض شديدة بين المهاجرين، نظرًا لأن مناخ المدينة كان قاسيًا عليهم، فأصيب أبو بكر بحمى شديدة، حتى خافوا عليه من الموت. كما كانت العلاقات متوترة بين الأوس والخزرج من الأنصار، على الرغم من دخولهم الإسلام، نتيجة 100 سنة من الحروب بينهما، حتى إنه في يوم "بعاث" قبل الهجرة بخمسة أعوام فقط سقط مئات القتلى من كبار زعماء القبيلتين، إضافة إلى تواجد كفار ومنافقين و3 قبائل من اليهود، إذ كان تعداد سكان المدينة 10 آلاف نسمة".
وذكر خالد أنه "إزاء ذلك الوضع، عمل النبي على الانتقال من الهم إلى الهمة، وفي أول خطبة له بعد دخوله المدينة خطب، قائلًا "أيها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"، وزاد "خطابه كان موجهًا إلى كل الناس، ليس المسلمين فقط.. انتزع خصومة الدين والقبيلة، دعاهم إلى إفشاء السلام، أي أن يحركوا السلام داخل المجتمع، من خلال نشر الأمان المجتمعي، وحثهم على إطعام الطعام، لأن هناك فقراء، خاصة بين المهاجرين، وعلى صلة الأرحام، وهو كلام موجه للأوس والخزرج، يخاطب فيهم روح الأخوة والقرابة، حتى يفضوا النزاع الذي بينهم، ويتعايشوا في سلام، والأمر الأخير هو: صلوا بالليل والناس نيام.. جعل الصلاة تذكرة دائمة للمعاني، فتكون الصلاة للحياة".
واعتبر خالد أن "هذه الخطبة حمت المجتمع من الصراع، وتضمنت عناصر صناعة روح له، كل كلمة فيها كان الوطن بحاجة إليها"، مضيفًا "هذا هو تجديد الخطاب الديني المطلوب تحقيقه، فلو أردت أن تقلد النبي: حرك روح السلام وأطعم الفقراء وأقاربك وجيرانك، وصل الأرحام، وصلى بالليل ليمتلئ قلبك بروح السلام".
ورأى عمرو خالد في قصة إسلام سلمان الفارسي نموذجًا في طريقة صناعة الروح المعنوية، فقد أخذ يتنقل من الشام إلى العراق ثم اليمن بحثًا عن نبي آخر الزمان، حتى عرف بوجود النبي بالمدينة، فرمى نفسه في حضنه وانكب على يده يقبله ويبكي وأسلم، وأشار إلى أن "النبي جمع الصحابة وحكى لهم قصته، حتى يرفع روحه وهو يقدمه على أنه رمز ونموذج، وهو يقول لهم إن هناك من اغترب عن أرضه وتنقل من بلد لآخر بحثًا عن الإسلام".
وأبرز خالد أن "اليهودي الذي كان يملك سلمان طلب 300 فسيلة نخل يغرسها، وأربعين أوقية من الذهب، حتى ينال سلمان حريته، فجمعها النبي، وغرسها بنفسه"، مفسرًا ذلك بأنه "من أجل أن يرفع الروح المعنوية لدى الناس"، وزاد "حتى الكفار بالمدينة رأوا أنها أصبحت أجمل مما كانت، فالنخل وإن كان في أرض اليهودي، لكن المجتمع سيستفيد منه.. من أجل هذا غرس النخل بيده الشريفة".
وتحدث الداعية عن طريقة أخرى لرفع الروح المعنوية، وهي "المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ والمعنى هنا هو: الإنسان قبل البنيان..أعطني إنسانًا صالحًا أعطيك وطنًا عظميًا، أعطني جيلاً رائعًا أعطيك حضارة عظيمة"، وقال "المؤاخاة كانت قائمة على 3 أشياء: التكامل، التعايش، بناء المستقبل، فآخى بين عبدالرحمن بن عوف وسعد بن الربيع.. كان الأول تاجرًا ماهرًا والثاني معه المال، حتى تتأسس شراكة تجارية قوية.. وجعل الفقهاء والعلماء مع بعضهم البعض: عبدالله بن مسعود مع معاذ بن جبل، حتى يؤسسا لمدرسة علمية، والمقاتلين مع بعض: أبو عبيدة بن الجراح مع سعد بن معاذ ليكونا إلى جانب بعض في الحرب، وجعل الأصهار مع بعض: أبو بكر وخارجة بن زيد، حتى يضمن أن عائلات وأسر المدينة متماسكة أكثر".
وأضاف خالد "جعل أصحاب التفكير الإبداعي مع بعض: عمار بن ياسر مع حذيفة بن اليمان، وأصحاب الصوت الجميل مع بعض: أسيد بن حضير، وبلال بن رباح، والقوي مع الضعيف: عمر مع عتبان بن مالك الأنصاري "كفيف"..القوي الخدوم مع الضعيف المحتاج للخدمة، والعالم مع العابد: سلمان عالم وأبو الدرداء زاهد، حتى يتحقق التوازن، وزعماء القوم مع بعض: أبو أيوب الأنصاري مع مصعب بن عمير، حمزة مع زيد بن حارثة، سيد مع عبد ليكسر حاجز السادة والعبيد، وفي الوقت نفسه عمه من النسب مع ابنه من الرعاية".
وأورد المتحدث في الختام "ما فعله النبي كانت له أصداء إيجابية داخل مجتمع المدينة، وتحققت بفضله إنجازات كبيرة، حيث كان كل أنصاري يقاسم المهاجر بيته، لكن المهاجرين كانوا يأبون ويقولون: أين السوق لنعمل؟ فاستطاع النبي أن يقضي على حالة الإحباط، وأن يزرع مكانها الحب. وكما يقولون: الحب يصنع المعجزات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر