تستمر الأحداث ملتهبة في الشارع الجزائري، بعد إسقاط حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بهد إسقاط بقايا رموز حكمة من مفاصل الدولة، حيث يستمر الحراك في الشوارع من تظاهرات ووقفات احتجاجية، ومع استمرار هذا الحراك توفي أحد النشطاء بسب الإهمال الطبي داخل المستشفى نتيجة إضرابه عن الطعام في ظل عدم وجود رعاية صحية له، على الرغم من كل ذلك أعلن وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، اكتشاف حقل غاز جديدا في المنطقة الجنوبية من البلاد.
ككل ثلاثاء منذ ثلاثة أشهر، خرج الیوم، الطلبة الجامعیون الجزائريون لتجديد موقفھم الثابت والمطالب بالاستجابة الفورية لكافة مطالب الشعب، مؤكدين مساندتھم للحراك الشعبي المطالب بالتغییر في المشهد السياسي ورحیل رموز الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وتأتي تظاهرات الطلاب بعد انتهاء فترة تقديم ملفات الترشح لانتخابات الرابع من يوليو التي ينتظر أن يفصل المجلس الدستوري في مصيرها بعد البت في ملفي مرشحين اثنين فقط.
أقرأ أيضا :
سعد الدين العثماني يطلب من الرئيس الجزائري المقبل فتح الحدود مع المغرب
وجدد الطلبة الذين لم تثنھم مشقة الصیام وارتفاع درجة الحرارة عن موقفھم الرافض لتنظیم الانتخابات الرئاسیة في الرابع من يوليو القادم، تحت إشراف رئیس الحكومة نور الدين بدوي ورئیس الدولة عبد القادر بن صالح، معتبرين أن تنظیم ھذا الموعد الانتخابي في ظل الأوضاع التي تعیشھا البلاد يعد بمثابة إعادة النظام القديم بوجوه جديدة.
وعرف محیط البريد المركزي صباح الیوم تعزيزات أمنیة قبل أن يبدأ الطلبة في التجمع من جديد للمرة الـ 14 منذ بداية الحراك الشعبي.
وعلى غرار الأسابیع المنصرمة، تجمع الطلبة بمحاذاة المدخل الرئیسي لجامعة بن يوسف بن خدة (الجامعة المركزية) متوجھین نحو ساحة البريد المركزي، حیث جابوا الشوارع مرددين جملة من الشعارات "فیفا للجیري يتنحاو قاع" أي تحيا الجزائر يذهبون جميعا، "عقدنا العزم أن نحرر الجزائر"، "وطني وطني غالي الثمن"، " جیش شعب خاوة خاوة" أي إخوة، "مكاش انتخابات يا العصابات"، "سلمیة سلمیة".
إلى ذلك خرج الطلبة الجامعیون عبر عدة ولايات في مسیرات سلمیة للمرة الخامسة على التوالي خلال الشھر الفضیل، حیث أكدوا على مواصلة الحراك والاحتجاج إلى غاية رحیل رموز بوتفليقة والاستجابة إلى جمیع المطالب.
وفاة ناشط حقوقي
أعلن المحامي صالح دبوز عن وفاة الناشط الأمازيغي كمال الدين فخار صباح اليوم الثلاثاء في مستشفى "فرانس فانون" بمدينة البليدة، بعد تدهور وضعه الصحي جراء إضرابه عن الطعام.
وقال دبوز في مقطع فيديو نشره على "فيسبوك"، إنه "بعد الإهمال الشديد الذي تعرض له فخار في مستشفى غرداية، نقل على جناح السرعة إلى مستشفى البليدة، حيث توفي صباح اليوم".
وأضاف دبوز أن "فخار وهب نفسه للدفاع عن حقوق الإنسان وبني مزاب (أمازيغ يعتنقون المذهب الإباضي في مدينة غرداية الجزائرية) ضد التعسف وضد الظلم إلى أن توفي، كما رفض الخروج من الجزائر رغم التهديدات التي كانت تطاله من السلطات".
وحمّل دبوز وزير العدل السابق الطيب لوح، ومحافظ مدينة غرداية، وقاضي تحقيق الغرفة الأولى بنفس المدينة مسؤولية وفاة فخار.
يذكر أن فخار وضع رهن الحبس المؤقت منذ شهرين تقريبا بعد أن اعتقل مع مجموعة من اتباعه على خلفية أحداث عنف بمدينة غرداية، حسب موقع "النهار".
وأضاف "النهار" أن فخار البالغ 56 سنة، من معارضي السلطة والمطالبين بتغيير "النظام الاجتماعي" في غرداية.
ويقطن غرداية أمازيغ يعتنقون المذهب الإباضي وعرب يعتنقون المذهب المالكي، وكانت هذه المدينة مسرحا لأحداث العنف الأهلي قبل أن يعود إليها الهدوء النسبي في السنوات الأخيرة.
اكتشاف جديد
قال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، إن الجزائر حققت اكتشافاً مهماً للغاز في ولاية تندوف جنوب غربي البلاد، مما قد يساهم في تعزيز صادرات الجزائر ويحافظ على حصتها السوقية في الخارج.
والجزائر مورد رئيسي للغاز إلى أوروبا، لكن ارتفاع الاستهلاك المحلي وعدم زيادة الإنتاج في السنوات الأخيرة شكلا تهديداً لأحجام الصادرات.
وأبلغ عرقاب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أمس الاثنين أثناء تفقده الحقل الجديد: "أعطى هذا الحقل نتائج إيجابية جداً مكنت من تحقيق حوالي 275 مترًا مكعباً من الغاز إلى جانب حوالي 300 لتر في الساعة من الغاز المكثف".
وأضاف: "استكشاف طاقة الغاز ولأول مرة بهذه الولاية يشكل محطة تاريخية هامة بالنسبة للاقتصاد الوطني والمحلي أيضاً". ولم يذكر متى سيبدأ الإنتاج في الحقل.
وقال عرقاب إن شركة الطاقة الحكومية "سوناطراك" ستجري المزيد من التقييمات لطاقة الحقل الإنتاجية.
وبدأت الجزائر، التي تنتج نحو 135 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، بتجديد عقود التوريد مع عملاء أوروبيين، حيث ينتهي سريان العقود الحالية في نهاية العام الحالي أو أوائل 2020.
ويعتمد اقتصاد الجزائر اعتماداً شديداً على الغاز والنفط الخام، وصاغت الحكومة مشروع قانون جديداً للطاقة يقدم حوافز للمستثمرين في مسعى لجذب الشركات الأجنبية.
وعزف الكثير من المستثمرين الأجانب عن قطاع الطاقة الجزائري خلال السنوات الأخيرة، وعزوا ذلك إلى شروط التعاقد غير الجذابة والبيروقراطية.
قد يهمك أيضا :
انتخابات الجزائر تبحث عن مرشحين والتأجيل هو السيناريو الأقرب
جنرال جزائري متقاعد يدلي بأقواله في قضية "التآمر"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر