الدار البيضاء - محمد خالد
يكثر، مع نهاية كل موسم كروي في المغرب، الكلام عن وجود تلاعبات في نتائج بعض المباريات في الدوريات المغربيَّة في أقسامها المختلفة، دون أن تكون هناك حقيقة ثابتة بشأن هذا الموضوع في ظل صعوبة إثباته. ولا تختلف الأمور كثيرًا في الموسم الجاري الذي شارف على نهايته، وكثر القيل والقال بشأن مجموعة من مباريات دوريي القسم الأول والثاني التي حامت بشأنها بعض الشكوك، فعلى سبيل المثال،
اتهمت جماهير "حسنية أغادير" لاعبي فريقها بالتلاعب والتهاون في مجموعة من المباريات، بعد تلقي الفريق لـ6 هزائم متتالية، 4 منها جاءت أمام أندية تنافس من أجل الفوز بلقب الدوري، واثنتين أمام فرق تصارع من أجل ضمان البقاء في القسم الأول.
وقبل 5 دورات من نهاية الدوري، تعالت الأصوات بضرورة تشديد المراقبة في المباريات التي تهم مقدمة وأسفل الترتيب، لكشف أي تلاعبات محتملة، علمًا أن المباريات التي تجمع أندية معنية بلقب الدوري ضد أندية خارج المنافسة وليست في حاجة لنقاط إضافية لتأمين مكانتها، تكثر بشأنها الأقاويل، كما هو الشأن بالنسبة للمباراة التي ستجمع الأحد بين النادي "القنيطري"، وهو أحد فرق وسط الترتيب بفريق "المغرب التطواني" المتصدر، وحذرت جماهير "الرجاء"، أحد المتنافسين على اللقب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من وقوع أية تجاوزات في هذا اللقاء، وطالبت لاعبي الفريق "القنيطري" بما أسمته "اللعب النظيف".
ولا تقتصر مخاوف التلاعب بنتائج المباريات على دوري الدرجة الأولى فقط، بل تنتشر وبشكل أكبر في دوري الدرجة الثانية، وتعالت أصوات مجموعة من مدربي الأندية، بضرورة تخليق الممارسة ومحاربة أشكال التهاون والتلاعب، التي تضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص بين الأنديَّة.
وأكّد مدرب فريق "اتحاد طنجة" محمد الرايس، أنّ هناك سماسرة يحاولون إفساد أجواء المُنافسة السليمة والشريفة من خلال الاصطياد في الماء العكر، وأبدى مدرب "اتحاد الخميسات" فوزي جمال، أمله في أن تسود الروح الرياضية والنزاهة في آخر اللقاءات وأن يكون الصعود إلى القسم الممتاز لمن يستحقه.
وتبقى هذه المخاوف والتصريحات مجرد أقاويل في ظل صعوبة إثبات فعل التلاعب في نتيجة مباراة ما، لأن المتلاعبين غالبًا ما يتخذون الاحتياطات لكي لا ينفضح أمرهم، وبالتالي فإنه حتى في حال إذا ما أظهرت الصور التلفزية أنّ هناك تهاونًا أو تلاعبًا في مباراة ما، فإنه يكون من الصعب جدًا إثبات ذلك من الناحية القانونيّة.
وشهد الموسم الأخير، انفجار فضيحتين مدويتين بشأن قضية التلاعب، الأولى تتعلق بمباراة جمعت "النادي القنيطري" و"رجاء بني ملال" برسم الجولة الـ 29، ووصل الملف إلى القضاء الذي استمع لمجموعة من لاعبي ومسؤولي الفريقين، لكنه لم يصدر أي قرار في الموضوع إلى الآن.
والثانية تخص فريق "الرجاء البيضاوي" بعد التصريحات التي أدلى بها لاعبه السابق أمين الرباطي، وأكد فيها أنه قام بأدوار حقيرة من أجل أنّ يبقى فريقه شامخًا، وحينما سئل عن ماهية هذه الأدوار، أوضح أنه حاول تقديم مبالغ مالية للاعبين في بعض الفرق لتسهيل مأمورية فريقه في التتويج بلقب الدوري.
هذا الملف وصل بدوره إلى المحكمة، لكنه لازال يراوح مكانه دون أن يعرف أي جديد. وبات الاتحاد المغربي الجديد لكرة القدم مطالبًا باتخاذ إجراءات صارمة للتصدي لأي تلاعبات في حال إثباتها، حفاظًا على مصداقية الدوري المغربي التي باتت على المحك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر