مدريد ـ لينا عاصي
فجَّرت الخسارة الأخيرة لمنتخب الإمارات، أمام إسبانيا، في كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة لكرة السلة، قضايا مثيرة بعد أن نال "الأبيض الصغير"، هزيمة قاسية للغاية بفارق وصل إلى 111 نقطة وبنتيجة 138إلى 27 أمام "الماتادور الإسباني" بطل أوروبا، وربما لم تكن النتيجة متوقعة لدى الجماهير العاديين، ولكن من يتابع اللعبة، يرى أنها طبيعية نسبيا مقارنة بالفوارق الكبيرة للغاية بين الطرفين، والدليل على ذلك مثلاً أن هناك 6 لاعبين في المنتخب الإسباني يتخطون حاجز الـ200 سم في الطول وهم: تشابي لوبير "201 سم"، وأوسكار أمو "204 سم" وجومي سورولا "208 سم" ورامون فيا "204 سم" وصامويل رودريجيز "201 سم" وإلياندرو مازاريا "204 سم"، وبقية اللاعبين يتخطون حاجز 190 سم ومنهم: جورج تروبيكا (195 سم) وإلياندرو يانج (194 سم) وودايموند أونيوكا (197 سم) وسنتياجو سيتي (198سم).
وظل المنتخب الإماراتي، لمدة 10 دقائق هي الوقت الأصلي لزمن الربع الرابع غير قادر على تسجيل النقاط مكتفياً بنقطة واحدة فقط، وربما يكون ذلك رقماً قياسياً على مدار بطولات كأس العالم للناشئين أن يسجل فريق في ربع كامل من عدد الأرباع المباراة الأربعة "نقطة واحدة" حيث انتهى الربع الرابع بتفوق الإسبان بنتيجة (40/1)، والأرباع الثلاثة الأخرى جاءت بنتيجة 31/ 17 و28/ 5 و39/ 4، ومن الواضح أن منتخب الإمارات قدم كل ما يملك من قوة في الربع الأول، ثم فرض "الماتادور" نفسه على المباراة تماماً والتي جرت على صالة نادي الشباب في اليوم الثاني لمنافسات كأس العالم.
وأكد المدير الفني لمنتخب الإمارات الوطني، منير بن الحبيب، أن "الخسارة كانت طبيعية أمام بطل أوروبا وفارق الطول "ذبحنا" لدرجة أن محاولات لاعبينا كانت تتحطم أمام العمالقة الإسبان، والأمر الإيجابي كان في أن اللاعبين تجاوزوا رهبة الافتتاح وقدموا عرضاً أفضل مما كان عليه أمام إيطاليا".
أضاف "عقلية لاعبينا تختلف تماماً عن لاعبي المنتخب الإسباني، جربنا كل الطرق في اللعب، حيث كنا نواجه منتخب الإمارات يلعب في الطابق الخامس وهو مؤشر إلى فارق الأطوال الفارعة والقوة البدنية الكبيرة، لم يتركوا لنا أي مجال للعب ولو طلبنا من لاعبينا التعامل بقوة معهم لخرج الـ12 لاعباً نتيجة الأخطاء الفنية الـ5 لكل لاعب".
وتابع "الحلول كانت صعبة أمام الإسبان للفوارق الكبيرة، وتحت السلة كانت الأزمة الكبيرة ولكن كانت الصدمة في عدم مقدرة لاعبينا الصغار من اختراق الغابات الإسبانية الصعبة التي كشفت لنا الكثير من الأمور التي يجب أن نعالجها كمنظومة عامة في اللعبة".
وأشار إلى أنه "في التدريبات والمباريات الودية نصرخ في اللاعبين بشكل كبير من أجل التعلم، ولكن في المونديال نمنح اللاعبين الفرصة الكاملة للعب والعطاء، ورغم الخسارة الكبيرة من إسبانيا لكن كنا الأفضل من مباراة إيطاليا".
وشدد رئيس الاتحاد رئيس اللجنة العليا المنظمة لـ"المونديال"، اللواء إسماعيل القرقاوي، "لا يهمنا النتائج التي تحدث في البطولة، وكنا نعلم أن هناك فارقا كبيرا ولكننا لم نخف بل علينا أن نواجه الحقيقة دون أن ندفن رؤوسنا".
وتابع: "أطلب من الرأي العام الرياضي أن يشاهدوا الفوارق الكبيرة ويجب علينا النظر بشكل أبعد من مجرد البطولات المحلية، ولابد أن تختلف الاستراتيجية لدينا جميعاً، نحتاج إلى نواحي مالية معينة، ويجب أن نخطط بشكل جيد ولابد من زيادة الميزانية الخاصة بالاتحادات الرياضية وليس اتحاد السلة فقط، مع الاعتناء باللاعبين الصغار لرفع المستوى".
وأكد القرقاوي بقوله: "يجب أن يكون التخطيط سليماً ومدروساً بعناية ومتابعة مع نوعية من المدربين الجيدين الذين يخضعون لدورات مختلفة من أجل التطوير، وأرى أن التجربة مفيدة للغاية ولابد للجهات المعنية أن يتابعوا الموقف بدقة لنقف على أرض الواقع".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر