القاهرة – هاشم يوسف
يستعد ملعب "استاديو مينيراو" في بيلو هوريزونتي السبت ليكون مسرحًا لأولى مباريات دور الستة عشرة لبطولة كأس العالم لكرة القدم، إذ يواجه المنتخب البرازيلي المضيف جاره التشيلي، في مباراة يسعى فيها "السيليساو" للمضي قدمًا نحو حلم التتويج باللقب للمرة السادسة في تاريخه. ويدخل رفاق النجم نيمار دا سيلفا اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد تصدر المجموعة الأولى في الدور الأول، إذ فازوا في مباراة الافتتاح على كرواتيا 3-1، ثم تعادلوا مع المكسيك بدون أهداف، قبل أن يكتسحوا الكاميرون بنتيجة 4-1.
وتمثّل مباراة السبت اختبارًا حقيقيًا للمنتخب البرازيلي، عطفًا على الأداء المتوسط نسبيًا للفريق خلال الدور الأول، مقابل تميز المنتخب التشيلي الذي لعب دورًا أساسيًا في إقصاء منتخب إسبانيا، حامل اللقب، مبكرًا بفوزه عليه بهدفين من دون رد.
ويعوّل لويز فيلبي سكولاري مدرب أصحاب الأرض بشكل كبير على نيمار الذي برز في دور المجموعات بتسجيله أربعة أهداف تقاسم بها صدارة الهدافين برفقة زميله في برشلونة، الأرجنتيني ليونيل ميسي، والألماني توماس مولر.
وتألق نيمار في المباراة الافتتاحية بتسجله هدفين في كرواتيا أحدهما من ركلة جزاء، قبل أن يصوم عن التسجيل في المباراة الثانية، وفي اللقاء الثالث أمام الكاميرون سجل هدفين آخرين، أكد بهما أنه فرس الرهان بالنسبة للجماهير البرازيلية المتعطشة والطامحة بلقب جديد.
ومن المرجّح أن تشهد تشكيلة المنتخب البرازيلي بعد التغييرات وفق ما ذكرت الصحافة المحلية، مؤكدة أن فرناندينيو سيكون أساسيًا على حساب جوستافو الذي لم يقدّم ما يشفع له بمواصلة حجز مكان ثابت في التشكيلة، بعكس فرنانيدينو الذي أبلى بلاء حسنًا بعد نزوله بديلًا أكثر من مرة.
وبحسب التدريبات الأخيرة للسيليساو فإن سكولاري قد يقدم على تغيير جوهري آخر بإشراك مايكون نجم روما الإيطالي في مركز الجناح الأيمن بدلًا من داني ألفيش لاعب برشلونة، والذي قدّم مردودًا عاديًا في مباريات الدور الأول، فيما يتوقّع أن يعزز المدرب خط الوسط براميريز على حساب هالك، ذي النزعة الهجومية.
وفضلًا عن الكتيبة القوية التي يدخل بها سكولاري اللقاء، فإن عامل الجمهور سيكون حاسمًا في مباراة اليوم، وبطبيعة الحال فإن مدرجات الملعب ستكون ممتلئة تمامًا، وهو ما يمثّل إضافة وعاملًا محفزًّا للمنتخب البرازيلي للفوز والتأهل لدور الثمانية.
وفي المقابل، فإن المنتخب التشيلي يملك من الأسلحة ما يؤهله لقلب الطاولة، وتحويل احتفالات البرازيليين بتنظيم المونديال إلى أتراح بإقصاء منتخبهم مبكرًا، لا سيما بعد العروض القوية التي قدّمها في الدور الأول، حينما فاز على أستراليا وإسبانيا، قبل أن يخسر بصعوبة أمام هولندا.
ويعتمد الأرجنتيني خورخي سامباولي مدرب "لاروخا اللاتيني"، على نجم برشلونة أليكسيس سانشيز، فضلًا عن لاعب الوسط المتألق أرتورو فيدال، الذي أكد قدرة منتخب بلاده على الفوز رغم اعترافه بأن المهمة لن تكون سهلة أمام أصحاب الأرض.
ويأمل المنتخب التشيلي أن يغير معادلة التاريخ في لقاء اليوم، ذلك أن معظم المباريات السابقة التي جمعت المنتخبين صبّت نتائجها في صالح المنتخب البرازيلي، الذي تمكن من إخراجهم من كأس العالم ثلاث مرات من قبل أعوام 1962 في الدور قبل النهائي (في النسخة التي استضافتها تشيلي بالذات)، و1998 و2010 من الدور الثاني.
ومن أصل 68 مباراة رسمية وودية جمعت بين المنتخبين الجارين لم يفز المنتخب التشيلي سوى سبع مرات، مقابل 48 فوزًا للبرازيل، و13 تعادلًا، وهو ما يؤكّد التفوق الكاسح للسيليساو، إلا إذا كسب اليوم سانشيز الرهان مع زميله في برشلونة نيمار، ونجح مع زملائه في خلق مأساة جديدة للبرازيليين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر