الرباط - عمار شيخي
احتضنت العاصمة البلجيكية بروكسل، ندوة حول الديانات السماوية الثلاث وتحدي التطرف، نُظمت بمبادرة من هيأة الحوار الأورو متوسطي، وأجمع المتدخلون على أن المغرب عُرف على مر العصور بتعايش المسلمين والمسيحيين واليهود، وهو ما يشكل نموذجًا يحتذى خاصة في ظل هذه المرحلة التي تشهد تنامي خطاب الكراهية والتطرف. وتناول المتدخلون سبل مواجهة التطرف التي تجتاح أوروبا، مؤكدين على الدور الذي يمكن أن تضطلع به الديانات السماوية الثلاث في نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف.
وكشف الأمين العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة خالد حاجي، أن المغاربة، مسلمون ويهود ومسيحيون، طوروا قواعد للعيش المشترك مما مكنهم من الانصهار في مجتمع واحد يسوده التسامح والقبول بالآخر، بينما أشاد الحاخام الأكبر لبروكسل، ألبير غيغي بانتشار ثقافة التسامح والتعايش بين مختلف الديانات في المغرب، وهو ما مكن جميع المغاربة، مهما اختلفت معتقداتهم، من العيش جنبًا إلى جنب في سلم ووئام. وذكر الحاخام، بموقف الملك الراحل محمد الخامس، حينما رفض أي شكل من أشكال التفرقة بين رعاياه، وقام بحماية اليهود المغاربة من بطش السلطات الاستعمارية الفرنسية في عهد حكومة فيشي الموالية للنازية، في وقت كان فيه اليهود الفرنسيين يقتادون في فرنسا نحو مراكز الاعتقال.
وشدد الحاخام الأكبر لبروكسل، على ضرورة التمييز بين التطرف والإسلام، مؤكدًا أن مرتكبي عدد من العمليات المتطرفة في أوروبا لا علاقة لهم بالإسلام، وإن الشباب ينخرطون في صفوف الجماعات المقاتلة "بحثًا عن هوية ما أو دفاعًا عما يعتقدونه قيمًا، مشيرًا إلى الدور الذي يقوم به الأنترنت في استقطاب هؤلاء الشباب.
وتناول الكلمة ليون ليمينس، الأسقف المساعد بمالين، وتحدث عن السبل الكفيلة بتحقيق العيش المشترك في عالم يشهد تناميًا غير مسبوق للصراعات الدينية. وأوضح ليمينس أن العيش المشترك يتطلب مقاربة جديدة نفتقدها اليوم وهي التعرف والقبول بالآخر وخلق فضاء يسع للجميع. وأشار إلى الأوضاع في سورية والعراق والتي شهدت، على مر التاريخ، تعايشا قل نظيره بين مختلف الديانات والإثنيات إلى أن ظهر تنظيم داعش الذي اقترف مجازر في حق اليزيديين والمسيحيين وحتى المسلمين ذوي المرجعيات المختلفة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر