ملامح الزمن الجميل ترتسم في أول مطاحن القامشلي
آخر تحديث GMT 19:20:14
المغرب الرياضي  -
المغرب الرياضي  -
آخر تحديث GMT 19:20:14
المغرب الرياضي  -

317

تشتهر بإنتاج أفضل أنواع القمح في العالم

ملامح الزمن الجميل ترتسم في أول مطاحن القامشلي

المغرب الرياضي  -

المغرب الرياضي  - ملامح الزمن الجميل ترتسم في أول مطاحن القامشلي

أقدم مطاحن القامشلي
دمشق - لامار أركندي

احتضنت مدينة القامشلي شمال شرقي سورية العديد من المطاحن القديمة التي تناوبت الأجيال القديمة على إدارتها وطحن حاجة الناس من الطحين ، في منطقة زراعية تشتهر بإنتاج أفضل أنواع القمح في العالم .

وأنشأ المطحنة "آل علي بكً"  قبل أكثر من تسعين عامًا ونسبت إسمها إلى أسم القرية التي ولدت فيها محمقية ، وكانت تغذي من إحدى روافد نهر الجغجغ ، ورغم بدائية مطحنة محمقية القديمة الواقعة في الجهة الشمالية من المدينة المتاخمة للحدود التركية ، لكنها لم تبخل في سد احتياجات أبنائها في إنتاج كميات كبيرة من الطحين.

غير أنها تقاعدت عن العمل وفيضت بذكريات من عاشر أيام المواسم في حقبتها الشابة ، مفعمة بعطاءات ذخرت بعبق إرث ما تركه الأجداد ، وخزنت في ذاكرتها عشرات الأغاني التي دندنها أبناء القرى الذين توافدوا على طريقها حاملين معهم أكياس الطحين على ظهر دوابهم في اتجاه مقصدهم الأخير "مطحنة القرية" البعيدة التي يستذكرها العم عدنان جميل ذو الثمانين عامًا.

وقال إنها مطحنة محمقية كانت أهم المطاحن في أيامها الغابرة ، رغم وجود أربعة مطاحن توزعت في محيط المدينة كمطحنة مانوك ودرباس والمطحنة الكبيرة على مياه نهر جغجغ غير أن مطحنة محمقية  الأقدم بينها والتي يعود بنائها لأكثر من تسعين عامًا.

وأكد في تصريحات لـ"المغرب اليوم" توافد العشرات  من كل حدب وصوب على القرية المعطاءة في كرمها ، والمضيافة لمن يضطر للبقاء فيها للنوم فكان الترحاب سيد الموقف دائمًا من سكانها .

وأضافت زوجة العم عدنان : "كانت الأولوية تمنح للقادم من القرى البعيدة ويأخذ الدور الأوّل ، دون منازع ، كانت أجمل الأيام التي كتبت في حياتنا ، نجهد بسعادة وندندن  أغانينا التراثية حتى ساعات الليل المتأخرة ، لا نشعر بتعب النهار المنهك في أجواء تغمرنا فيها السعادة".

وأضاف الباحث التاريخي ، جوزيف أنطي ، عن طريقة تجهيز تلك المطحنة التي اندثرت قائلًا "بنيت المطحنة من الحجر الأسود، والإسمنت، وبعد الحفر، تمّ وضع كل قطعة في مكانها، فالبئر في أعلى منتصف المطحنة، ويجب أن تمتلئ بالماء من النهر الجاري ، وتوجد فراشة حديدية في أعلى البئر تستقبل الماء بقوة، كي يدور الميل الذي في أسفل البئر، فتتحرك الفراشة بشدة، وتقوم بتحويل القمح إلى طحين، وذلك من خلال الخشبة الصغيرة التي تدق أسفل الدلو، فيوضع الطحين في المكان المخصص بالقرب من الفراشة، فالعملية بأكملها بحاجة إلى ضغط الماء فقط في الدرجة الأولى، ولا تحتاج إلا إلى عامل واحد، أمّا المرحلة التي أخذت أكثر جهدًا وتعبًا فهي مرحلة الحفر لأنها تتطلب حفر مساحة طويلة ليتم سكب المياه بقوّة على الفراشة الحديدية، أمّا بالنسبة إلى طقوسها التي تميزت بالمتعة والهدوء، ولأن المطاحن تبنى خارج حدود القرية فالجميع يأخذ راحته".

وأردف الباحث التاريخي والتراثي ، نور الدين عقيل ، اعتبر صناعة طحن الحبوب من أقدم الصناعات الغذائية في العالم، وقد استخدم الإنسان وسائل عدة لهرس الحبوب وطحنها، ، و كانت أولى هذه الوسائل المدقة والجرن الحجري.

وأضاف : "مع تطور البشرية اخترع الإنسان الرحى وهي طاحونة بدائية عبارة عن حجرين منحوتين على شكل دائرتين، من الحجارة البازلتية مثقوبة من وسطها لصب الحبوب المراد طحنها فيها، ويدور القسم العلوي بالقوة العضلية فيهرس هذه الحبوب ويحولها إلى دقيق يخرج من أطرافها ، ومع تطور الحضارة البشرية تطورت هذه الآلة لتصبح أحجار الرحى أكبر وتنتج أكثر وتدار بقوة الماء، فاخترعت المطحنة المائية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملامح الزمن الجميل ترتسم في أول مطاحن القامشلي ملامح الزمن الجميل ترتسم في أول مطاحن القامشلي



GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب الرياضي  - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 02:47 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هزيمة ثقيلة تهز عرش نوفاك جوكوفيتش وتبعده عن ناصية حلمه

GMT 22:40 2016 الإثنين ,25 إبريل / نيسان

كوك وجاميرو يقودان إشبيلية للفوز على ريال بيتيس

GMT 03:55 2014 الأربعاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نسعى لتقديم الأفضل ونتمنى من الجماهير دعمنا في البطولات

GMT 02:41 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

محمد علوي ينفي تأثر معنويات "الفدائي" من مباراة اليابان

GMT 00:46 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

لارغيت يوضح فقدان اللاعب المغربي للمستوى التكتيكي

GMT 02:58 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بناء أكاديميّة "الرجاء" يتطلب عشرة مليارات سنتيم
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib