احتفت مؤسسة عبد اللطيف اللعبي من أجل الثقافة المغربية، على مدى يومين، بمرور 50 عامًا على صدور مجلة " أنفاس" ، باللغتين العربية والفرنسية، وذلك في حفل شعري وموسيقي تمت خلاله تلاوة شذرات من كتابات ما زالت تحتفظ براهنيتها بعد نصف قرن من الزمن.
ويندرج هذا اللقاء الثقافي، الذي نظمته أمس الاحد، المؤسسة بتعاون مع وزارة الثقافة المغربية، على هامش المعرض الدولي الثالث والعشرين للنشر والكتاب في الدار البيضاء، في إطار الاحتفال بمرور50 عام على صدور مجلة “أنفاس”، فيما قام الشاعران اللعبي ومصطفى النيسابوري وعبد الهادي السعيد، والفاعلان الثقافيان جوسلين اللعبي ويونس أجراي، بتلاوة مقاطع من أشعار ومسرح وبيانات ونصوص من مجلة أنفاس التي قامت "ذار ملتقى الطرق" بفي لدار البيضاء بإعادة طبعها كاملة في 3000 صفحة (17 عددا باللغة الفرنسية و6 باللغة العربية).
وقدم المثقفون الخمسة سبعة وثلاثون مقتطفًا من النصوص التي وردت في المجلة لكل من المبدعين اللعبي، وعبد الكبير الخطيبي، وبرنار جاكوبياك، وحميد الهوادري، ومحمد خير الدين، وأحمد المجاطي، وإدريس الشرايبي، وعبد الله الستوكي، وابراهام السرفاتي، وأحمد البوعناني، ومالك علولة، وعبد الرفيع الجواهري، والطاهر بنجلون، ومحمد إسماعيل عبدون، وحسن المفتي (زجل).
كما قدموا قراءات لنصوص لعبد العزيز المنصوري، والحسين الطنجاوي، ومحمد الواكيرة، ومحمد بنميمون، وأدونيس، وإتيل عدنان، وسميح القاسم، ومحمود درويش، وفدوى طوقان، وتوفيق زياد، ومحمد الفيتوري، وجمال بلحضر، وكذا للجيلالي الغرباوي، وأطاع الله، وفريد بلكاهية ومحمد شبعة، ومحمد المليحي، وحفيظ ومحمد حميدي، وإيمي زيزير، ودوغي وبوكمان (مسرح).
وتخللت الحفل معزوفات على آلة العود من أداء الفنان إدريس الملومي، مرفوقًا بعازف الإيقاع الحسين بكير.
وكانت مؤسسة عبد اللطيف اللعبي من أجل الثقافة قد نظمت يوم الجمعة المنصرم لقاء آخر تمحور حول حدث إعادة طبع الأعداد الكاملة للمجلة باللغتين العربية والفرنسية، ونشر كتاب “”فصل متقد، مجلس (أنفاس)" بعد خمسين عاما" الذي طبعته منشورات دار سيروكو بالدار البيضاء.
وفي مداخلة لعبد اللطيف اللعبي، ذكر بسياق صدور المجلة ، وقرار إعادة طبعها حفاظًا على الذاكرة الثقافية المغربية من الضياع، مشيرًا على سبيل المثال إلى كتابات أحمد البوعناني التي لم يتم نشر أغلبها بعد، وكذا محمد لفتح ومحمد تيمد في المسرح.
وأكد الشاعر والكاتب أن النصوص الواردة في مجلة "أنفاس" ، عن الكتابة شعرا ونثرا، "تحظى بحداثة وراهنية وطلائعبة" لا تخفى سواء في مجالات الشعر أو التشكيل أو السينما أو الفكر أو السياسة .
وقال النيسابوري إنه بعد 50 سنة لا يكتب المرء بالطريقة نفسها ، لكن "نصوص المجلة ما زالت تحتفظ براهنيتها لأنها كانت سابقة لزمنها وضد زمنها"، فهي نصوص ذات طابع رؤيوي، قاومت الزمن وتستحق التوقف عندها في زمن اختلاط القيم، ومن هنا ضرورة اطلاع الأجيال الجديدة عليها، مضيفًا أنها ليست أدبًا فقط بل إنها فكر ومعرفة ومسيرة إنسانية كاملة.
وقال يونس أجراي إن إعادة طبع مجلة “أنفاس” مهم جدا للذاكرة الثقافية المغربية ولكل الأجيال، ويهدف إلى وضع جزء من التاريخ رهن إشارة العموم سواء من الطلبة أو الباحثين أو المهتمين، خاصة أن المغرب لا يتوفر على مؤسسات كافية تهتم بالذاكرة المعاصرة للبلاد، مذكرا بأن المجلة متوفرة إلكترونيًا مع ضرورة تسهيل الولوج إليها .
واعتبر نائب رئيس مؤسسة عبد اللطيف اللعبي من أجل الثقافة، طبع أعمال ندوة الرباط عمل رائع، يتضمن شهادات الأحياء من مؤسسي “أنفاس” والمساهين فيها ويستذكر الذين رحلوا، مذكرًا بأنها انفتحت على باحثين من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة.
وقالت مديرة منشورات سيروكو، كارين جوزيف، إن تجربة إصدار كتاب يتضمن أشغال ندوة الرباط حول إعادة نشر مجلة أنفاس “مسؤولية كبيرة”، اعتبارا “للشحنة الانفعالية للنصوص وقوتها” معربة عن اعتزازها بالمشاركة في “هذه المغامرة”، كما أكد مدير دار النشر “ملتقى الطرق”، عبد القادر الرتناني، أن المهم كان هو رفع التحدي الصعب، وتمت طباعة المجلة كاملة دون نفصان على الطريقة القديمة، مضيفًا أن نصوصها تحتفظ براهنيتها وطلائعيتها (الصراع العربي الإسرائيلي على سبيل المثال).
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر