بيروت - المغرب اليوم
ينظّم دار النمر للفنّ والثقافة ثلاثة أنواع من المعارض سنويًا، معارض لمجموعة النمر الفنية، معارض لدعم الفنانين في مجالات مختلفة ومعارض يستضيفها لفنانين من المنظقة وخارجها، كما يوفّر الدار مساحات مختلفة لنشاطات فنية وثقافية متنوّعة كالمسرح وعروض الافلام والنقاشات والموسيقى وإطلاق الكتب والمحاضرات والجلسات الثقافية والعلمية، أمّا على صعيد المجتمع المحلّي فالتركيز منصب على الأنشطة التعليمية من خلال تنظيم ورش عمل مع حرفيين وإيجاد شراكة مع مدارس ومراكز شبابية. تحتفي دار النمر بإرث المنطقة الثقافي الغنيّ وتواجه محوّ الهوية الفلسطينية وتقيم دار النمر حاليا معرض مداد\ Midad الذّي يستحضر تطوّر الخط العربي وتحويلاته وتطبيقاته المتنوّعة عبر العالم، وفي مختلف الأزمان ويقدّم مداد وهو المعرض الافتتاحيّ لمجموعة النمر اكثر من 75 قطعة، يمتّد تاريخها من القرن الثامن إلى القرن العشرين للميلاد إلى جانب خمسة أعمال جديدة أنتجها فنانون معاصرون خصيصًا للمعرض بطلب من دار النمر إذ يواكب هذا المعرض تطوّر الخط العربي عبر الزمن ورغم أنّ الخط العربي مرتبط جوهريًّا بالاسلام إلّا أنّ ثراء المنطقة بالأديان المختلفة والمجتمعات والأنظمة السياسية المتنوّعة أدّى إلى إستخدام اللّغة العربيّة من خلال العديد من المضامين الدينية والثقافية.
تتضمّن مجموعة النمر أعمالًا من الهند والصين وداغستان، بالإضافة إلى مصحف إستثنائي أستعيدت نسخته من إفريقيا بالإضافة إلى بعض المخطوطات الآتية من المغرب العربيّ حيث تظهر تلك المخطوطات كيف استمر استخدام الخطّ الكوفيّ وهذا ليس إلّا مثالًا واحدًاعلى تطوّر الخط العربيّ الغنيّ وتنوعاته في ظروف مختلفة.
معرض مداد غير مقيًد بترتيب زمني، أو جغرافيّ محدّد، بلّ يستحضر تطوّر الخطّ العربيّ وتحوّلاته وتطبيقاته المتنوّعة عبر العالم وفي مختلف الأزمان، معظم المعروضات هي ملك خاص للسيد رامي النمر صاحب دار النمر للفن والثقافة الذّي يشجّع باستمرار المواهب الشابة من فنانين لبنانيين وفلسطينيين وعرب على إقامة معارضهم في هذا الدار، كما تشارك هذه الدار في إقامة العديد من المعارض لفنانين فلسطييين بانية جسر تواصل ما بين الفلسطينين في الداخل والآخرين المنتشرين في شتّى أنحاء العالم بُغية الحفاظ على الهويّة الفلسطينيّة والوقوف سدًا منيعًا في وجه من يحاولون القضاء عليها.
يقع هذا الصرح الثقافيّ العريق في فيلا سالم في شارع كليمنصو في مدينة بيروت، وهو مبنى ساحر يعود إلى الثلاثينيات من القرن الماضي، تمّ بناءه على يد المهندس المعماري لوسيان كافرو، وهو من أولى المباني في بيروت التّي اعتمد بناؤها نموذج الدومينو الذي ابتكره لوكوبوزييه، ممّا جعله ملائمًا بالكامل للترميم، ومع افتتاح دار النمر للفن والثقافة يكون قد تمّ الحفاظ على هذا المبنى التاريخي وأعيد أحياؤه كمساحة عامةّ تفاعلية ومتاحة للجميع وتكريسًا لإعادة تصوّر تاريخ المنطقة من خلال الفنون.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر