عمار شيخي- الرباط
إفتتحت صباح اليوم الجمعة، في ضواحي العاصمة التونسية، الدورة الثانية والثلاثون لمعرض تونس الدولي للكتاب، بالإعلان عن مراهنة المنظمين، على "تعزيز الدور التنويري للثقافة في مكافحة الإرهاب، باعتباره ظاهرة معقدة ومتعددة الأبعاد، وعدم الاقتصار على المقاربة الأمنية الصرفة".
ومثل المغرب في حفل الافتتاح، وزير الثقافة المغربية، محمد الأمين الصبيحي، وتشارك دور نشر مغربية في فعاليات المعرض الدولي للكتاب بتونس، وأوضحت وزارة الثقافة المغربية، أن هذه المشاركة تندرج في إطار إستراتيجيتها لدعم الكتاب، وبخاصة محور المشاركة في المعارض الدولية، حيث تحوز الوزارة في هذا المعرض رواقا من 54 مترًا مربعًا، في إطار التبادل بين معرض تونس الدولي للكتاب ومعرض الدار البيضاء الدولي للنشر والكتاب. وتضع الوزارة الرواق رهن إشارة الناشرين المغاربة المستفيدين من سياسة الدعم، إضافة إلى تحمل تكاليف شحن الكتب، وتذاكر السفر، وتكاليف الإقامة و الطباعة.
وأكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، خلال افتتاح المعرض، أن السلطات التونسية "واعية ومؤمنة بأهمية الثقافة والفكر عموما في التصدي لظاهرة الإرهاب التي أصبحت تنخر مجتمعاتنا"، وأوضح "دورها التنشيطي للدورة الاقتصادية بالنظر إلى كونها صناعة وإنتاجية ذات عائدات ومداخيل مالية".
و إعتبرت وزير الثقافة التونسية، سنيا مبارك، في كلمة بالمناسبة نشرتها يومية المعرض، أن وراء حرص الدولة التونسية على ضمان "الحق في الثقافة" إيمان عميق ما فتئ يترسخ في ضمائر التونسيين، بأن الثقافة هي "فيتامين الفكر، والحصن المنيع الذي يقي الانسان من سموم التطرف، ومخاطر الاستقالة من الحياة، وانتشار ثقافة الموت".
ويتضمن برنامج الدورة، التي تستضيف فرنسا، العديد من الندوات الفكرية والفقرات الثقافية والإبداعية المتعلقة بمجالات الإعلام والرواية والشعر والنقد والنشر والكتاب عموما، يساهم في تأثيث موادها مثقفون ومبدعون من العالم العربي وأوروبا علاوة على تونس، من بينهم المغاربة إدريس خروز المدير العام للمكتبة الوطنية، والمختص في مجال الإعلام علي كريمي، والأكاديمي عبد الواحد مبرور، والمبدع نور الدين العشيري.
وتخصص الدورة، التي تحتفي أيضا بالعديد من الكتاب من جنوب المتوسط وشماله وافريقيا، احتفالية خاصة للكاتب الاسباني سرفانتيس من خلال تنظيم ندوة بمناسبة مرور 400 سنة على وفاته، علاوة على تكريم المصلح الاجتماعي التونسي الشهير الطاهر حداد.
ومن المقرر أن تشهد الدورة برنامجا فنيا تنشيطيا لفائدة الأطفال والشباب، يتضمن العديد من العروض الموسيقية والمسرحية والفنية علاوة على توزيع عدد من الجوائز في مجالات الرواية والقصة والشعر والمقالة، ومجالات النشر تخص كتب الطفل والفن والتحقيق والترجمة. وستعرف الدورة مشاركة حوالي 237 عارضا و810 ناشرا من 22 بلدا عربيا وأوروبيا وأسيويا ومن أمريكا اللاتينية، من ضمنهم 5 عارضين و14 ناشرا مغربيا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر