أونتاريو ـ خليل شمس الدين
أطلقت امرأة خاضت معارك مع ثلاثة أنواع من السرطان منذ أن كانت في سن الـ 11 عامًا صورها وهي عارية الصدر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكشفت بشجاعة عن الوشم الذي رسمته على صدرها بعد عملية استئصال للثديين.قررت كيلي ديفيدسون، 34 عامًا، بعد أن أزالت ثدييها لعلاج السرطان عدم الخضوع
لجراحة تجميلية، واختارت بدلاً من ذلك رسم وشم على أشكال مستوحاة من حكايات خرافية على صدرها.
وقالت السيدة المقيمة في أونتاريو بكندا لصحيفة "Toronto Star": "إنها إشارة الشرف والقوة بالنسبة إلي، وهذا يذكرني بكل يوم مع هذه المعارك التي تغلبت عليها. لقد فزت في هذه الحرب، ولدى أمل في التغلب عليه تمامًا".
حصلت الصور التي نشرتها ديفيدسون على صفحة " Why We Ink's" على موقع "فيسبوك" في 4 نيسان/ أبريل على إعجاب أكثر من 700 ألف شخص، وأصبحت قصتها مصدر إلهام لمرضى السرطان والناجين منه.
اضطرت ديفيدسون للخضوع لعملية استئصال الثدي عندما تم تشخيصها بأنها مصابة بسرطان الثدي في سن الـ 28، وهزمت المرض، ولكن الاستئصال الجراحي لثدييها تسبب في صدمتها.
وقالت لصحيفة "Ottowa Sun": "من الواضح أنه أمر مدمر لأي سيدة أن تفقد صدرها، لأنها تحدد لنا الفرق بين المؤنث والأنوثة ولكن بالنسبة إليّ، أنا احتضنت الأمر".
وقالت إنها قررت قبول جسدها الجديد وهي تفتخر بخوضها هذه المعركة، وقررت تخليدها عن طريق رسم الوشم على مكان ثدييها.
وكتبت على الصور "إنه أمر يمثل كيف هزمت السرطان، وكيف أن الثديين لا يمكنهما تعريف شخصيتي أو هويتي كامرأة".
ويصور الوشم جنية تجلس أمام شلال يتدفق مع فراشات ترفرف في الخلفية، وقالت إن الجنية تصورها إلى حد ما، والفراشات التي تحلق بعيدًا تمثل السرطان الذي ترك جسدها".
لكن سرطان الثدي ليس العقبة الوحيدة التي تخطتها ديفيدسون في حياتها، فقد كانت مصابة في سن الـ 11 عامًا، بمرض "هودغكينز" وهو من الأورام اللمفاوية، وفي العام 2011، خضعت لجراحة لإزالة الغدة الدرقية، بعدما اكتشفت أنها مصابة بسرطان الغدة الدرقية الحليمية.
كانت ديفيدسون متفائلة على الرغم من كل معاناتها، ورفضت هزيمة المرض لها، وقالت:" أنا لا أزال جميلة. ولا أحتاج لثدي حتى أشعر بجمالي، أو أن أصوره إلى أشخاص آخرين".
عملت ديفيدسون لمساعدة الأخريات في مثل وضعها في بوتيك لاستئصال الثدي لسنوات، حيث عرضت المشورة على النساء الأخريات، ومساعدتهن على التكيف مع هيئاتهن الجديدة، والثديين الاصطناعيين المناسبين لها.
وقالت إنها وخطيبها دوغ سترادويك يخططان لزفافهما هذا الصيف، وحتى في الأوقات الصعبة يحاولان التركيز على الإيجابيات.
وقالت لصحيفة "Toronto Star": "أنا أعيش واستمتع بحياة مفعمة بالحب. أنا لن أسمح للسرطان بأن يهزمني، وإذا لم يصبني السطان مجددًا فسأظل أحاربه مثل الماضي".
وتم إنشاء صفحة " Why We Ink's" التي حصلت على إعجاب أكثر من 9 آلاف شخص، وهي تستهدف الأشخاص الناجين من السرطان لتبادل الفن الذي رسموه على أجسامهم مع الآخرين.
وتعد كيلي ديفيدسون واحدة من الآلاف الذين تحولوا إلى وسائل الإعلام الاجتماعية كمتنفس للتعامل مع المرض. وقالت عن مجتمع السرطان "إنها مثل الأسرة، إنها مجرد نادٍ بالنسبة إلينا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر