تطوان - المغرب اليوم
قال السّياسيّ الإسلاميّ وأحد منظّري حركة التّوحيد والإصلاح أبو زيد المقرئ الإدريسيّ في لقاء أطّره لفرع الحركة ب تطوان، ليل الثّلاثاء، حول موضوع "الأسرة المغربيّة والتّحدّيات المعاصرة"، أنّه "منذ ظهور العولمة الكاسح في ثمانينيّات القرن الماضي، ظهرت كتابات اقتصاديّة وتنمويّة تشير إلى تحوّل كبير ومؤسف في وظيفة الدّولة"، مضيفا أنّ الأخيرة "تتحوّل، شيئا فشيئا، من الدّولة الرّاعية إلى الدّولة الجابية".
وأعزى البرلمانيّ عن حزب العدالة والتّنميّة ذلك إلى "ضغط العولمة والمديونيّة والفشل"، معتبرا أنّ هناك تحدّيات خارجيّة "جاءت من الأمم المتّحدة بالتّحديد، ومن العولمة التّشريعيّة، ومن هذا التّسلّط التّألّهي علينا في العالم الثّالث"، مردفا "نتكلّم عن قوانين، شيئا فشيئا، نرغم على التّوقيع عليها، وشيئا فشيئا، نرغم على رفع التّحفّظات عليها، وشيئا فشيئا، نقترب من الأجل القانونيّ ليبدأ لدى الأمم المتّحدة الحقّ في الإكراه، وهذا الإكراه يكون في البداية ماليّا بحرمان الدّول من المساعدات، ثم التّدخّل عن طريق القروض، ثم قد يصبح عسكريّا".
واعتبر المتحدّث أنّ الاتّفاقيّات المتعلّقة بالمرأة والأسرة الصّادرة عن الأمم المتّحدة "تستهدف جوهر الأسرة، وتستهدف نواتها الصّلبة، وهي القيم التّكافليّة والتّماسكيّة الّتي تبنى عليها"، مشيرا في معرض كلمته إلى أنّ موظّفين قارّين قد تسرّبوا إلى دهاليز الأمم المتّحدة وأنّهم من يضعون جدول الأعمال ، "وهي فئة خطيرة استطاعت أن تدقّ مساميرها الصّدئة في مفاصل الأمم المتّحدة، وهؤلاء هم الّذين يتبعون الملفّات" يتابع أبو زيد، مستنكرا إدراج نقط في جدول الأعمال فيما "أخرى لا تجد طريقها إلى ذلك، وهذا من عمل الموظّفين" ، معتبرا أنّ "هذا العامل الخارجيّ الرّهيب الدّوليّ، يضغط على الأسرة المغربيّة ويتهدّدها، وآثاره لم تبدأ بعد".
اقرأ أيضًا:
"المحكمة الابتدائية" تقضي بحبس شرطي 3 شهور في أزيلال
من جهة أخرى، استعرض عضو حزب المصباح جملة من التّحدّيات الأخرى الّتي وصفها "بالمقلقة"، جاءت نتيجة تحوّل مخيف في القيم الإجتماعيّة، وسيادة المنطق الاستهلاكيّ، "وانعكس هذا على الأسرة انعكاسا رهيبا، وأثّر في إمكاناتها وفي نشأتها، ممّا نقلنا إلى مظاهر أخرى مقلقة، كالتّأخر في سنّ الزّواج، والعنوسة" يضيف أبو زيد، مشيرا إلى أنّ المغرب قد أصبح يحتلّ المرتبة الثّانية بعد لبنان على مستوى نسبة العنوسة.
مظهر مقلق آخر ركّز عليه أبو زيد، وهو تفشّي ظاهرة العزوف عن الزّواج بفعل سيادة "تحوّلات قيميّة سلبيّة بدأت توفّر للشّباب فرص التّنفيس على غرائزهم خارج الإطار الشّرعيّ"، بالإضافة إلى "ارتفاع نسبة الطّلاق، حيث يعرف المغرب نسبا مرتفعة ومخيفة"، فضلا عن طلاق الشّقاق الذي وإن كان قد عكس قهر وضيم المرأة من جهة، فإنه من جهة أخرى "عكس نفاذ صبر فتيات اليوم، وقلّة القدرة على التّحمّل" وفق تعبيره.
وحول التّعليم والمدرسة ذكر الدّاعية والسّياسي المغربيّ أنّ "الأسرة تتحمّل جزء كبيرا من نفقات التّعليم العموميّ، وتتحمّل كل نفقات التّعليم الخصوصيّ"، واعتبر أنّ "المدرسة المغربيّة اليوم، ماضية في اتّجاه الفرنسة، وهذا يمثّل خطرا على الهويّة المغربيّة، وخطرا على شخصيّة الطّفل المغربيّ" وهو ما يزيد من أعباء الأسرة الّتي عليها أن تسعى إلى تصحيح أخطاء المدرسة الّتي "تعرف انهيارا في الوظيفة التّربويّة والقيميّة" وفق تعبيره.
ولمعالجة هذه التّحولات المهدّدة لتماسك الأسرة المغربيّة، طرح أبو زيد الدّولة عددا من المقترجات أبرزها تخفيف الضّغط الضّريبيّ على الأسرة كمحفّز للتّشجيع على الزّواج والإنجاب سيرا على خطى عدد من دول أوروبا كألمانيا وفرنسا تفاديا لخطر الشّيخوخة الدّيموغرافيّة، ومراقبة الإشهارات والإنترنيت والألعاب الإلكترونيّة لتلافي القيم الاستهلاكيّة السّلبيّة، وتخفيف العبء على وزارة الأسرة والتّضامن والمساواة والتّنمية الاجتماعيّة، عبر تخصيص ميزانية التزام لها مع إسقاط عبء ذوي الاحتياجات الخاصّة عنها، وإزاحة التّعاون الوطني من مسؤوليّاتها باعتباره قطاعا واسعا يفضّل فصله.
قد يهمك أيضًا:
ندوة المقرئ أبو زيد تنتهي بواقعة خطيرة في الجديدة
نشطاء الحركة الأمازيغية يحتجون على المقرئ أبو زيد ويحاصرون ندوته في تزنيت
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر