الرباط-المغرب اليوم
تزايدت الأصوات المنتقدة لسياسات جبهة البوليساريو خلال الآونة الأخيرة، حيث أعرب السكان عن استيائهم الشديد من غياب إبراهيم غالي، زعيم الجبهة، في ظل انعدام الأمن الداخلي داخل المخيمات، مؤكدين أنه يقوم بزيارة مخيمات المحتجزين الصحراويين في بعض المناسبات فقط، من أجل التقاط الصور التذكارية أو لخداع المواطنين البسطاء.
وقالت مجلة "المستقبل الصحراوي"، المقرّبة من جبهة البوليساريو، إن مؤسسات الجبهة تعيش واقعًا أشبه بالموت السريري، في ظل غياب رئيس الجبهة ومختلف القيادات الوطنية، التي اتخذت من مخيمات تندوف ملجأ لها في انتظار إيجاد حل سلمي للقضية.
وأضافت المجلة سالفة الذكر، بلغة شديدة اللهجة، أن المشهد المحلي يعيش حالة من الرتابة غير المسبوقة منذ أسابيع؛ فمنذ توليه الرئاسة لا يزال الرئيس زاهدًا في جولاته للمخيمات والنزول إلى المواطن، والتي يبدو أن الرئيس تركها لطاقمه الحكومي، فيما احتكر هو الجولات الخارجية.
وأوضح المنبر الإعلامي، نقلًا عن سكان المخيمات، أن إبراهيم غالي تخلى عن ما كان يقوم به الرئيس السابق من جولات للمخيمات، من أجل معرفة المشاكل التي يعانيها السكان، مبرزًا أنه اعتزل السياسة الداخلية، بحيث ابتعد عن هموم ومشاكل المواطن.
وشددت المجلة المقرّبة من جبهة البوليساريو على أن "ابتعاده عن تدبير شؤون السياسة الداخلية مرده إلى رغبته في الحفاظ على توازنات السياسة الداخلية التي فرضت قواعدها غير المعلنة، بعدما ظهر حلف يريد الهيمنة على المشهد الداخلي، إذ ينظر إلى أي انتقاد صادر من مؤسسة الرئاسة بأنه تدخل في صلاحياته المطلقة في إدارة الشأن الداخلي، وهي الإدارة التي كانت كارثية على واقع ومستقبل المؤسسات الصحراوية".
وأشار المصدر ذاته إلى أن "عودة الرئيس من قمة زعماء الاتحاد الأفريقي، هذه المرة، ستتزامن مع المضايقات التي يعانيها التجار الصحراويون مع البلدين المجاورين، وفشل ندوة الرياضة الوطنية الأخيرة ومشاكل الصحة واستمرار أزمة العطش، ثم الهجوم على القوات العمومية وتهديد القضاة بالإضراب، ما لم توفر لهم الجبهة ضمانات تسمح بفرض القانون".
وأردفت المجلة: "سيعود الرئيس ومشاكل التسرب المدرسي متفاقمة، بعد تقليص أقسام الطور الإعدادي في المخيم دون أن تجد حلًا، وهو ما يهدد مصير الكثير من التلاميذ. كل هذه المشاكل ينتظر المواطن أن يسمعها الرئيس منه مباشرة، دون الاكتفاء بتقارير القادة الذين يرسمون له صورة وردية عن واقع صعب، يحسّه المواطن وحده في التعليم والصحة والتجارة وكل يوميات حياته".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر