كابول ـ أ.ف.ب
غادرت آخر القوات الفرنسية المقاتلة كابول السبت قبل سنتين من الانسحاب النهائي للقوة الدولية، تنفيذا لوعد قطعه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وقال مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس ان حوالى 200 جندي من فوج بلفور الاول للمشاة كانوا يتولون حماية الانسحاب غادروا جوا في الساعة 14,30 بالتوقيت المحلي (1,00 ت غ).
ويتوقع ان تعود هذه القوات الى فرنسا في 18 كانون الاول/ديسمبر بعد ان تمكث مدة ثلاثة ايام في جزيرة قبرص المتوسطية.
ويعني ذلك انه لم يتبق في افغانستان سوى نحو 1500 جندي فرنسي، اغلبهم في كابول. ومن المقرر ان يبقوا في البلد المضطرب حتى 2013 لتولي مسؤولية اعادة المعدات وتدريب الجيش الافغاني على تولي المسؤولية الامنية في البلاد.
وبعد ذلك سيبقى بضع مئات من الجنود الفرنسيين في مهمات تدريبية.
وبلغ اعلى عدد للقوات الفرنسية في افغانستان 4000 جندي حيث كانت خامس اكبر قوة في قوات الحلف الاطلسي بعد الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وايطاليا.
وانضمت فرنسا الى التحالف الذي يقوده الحلف الاطلسي في اواخر 2001 لمساندة الحكومة الافغانية الجديدة في مواجهة التمرد الذي بدأ بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد للاطاحة بنظام طالبان الذي كان ياوي زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي كان وراء هجمات 11 ايلول/سبتمبر على نيويورك وواشنطن.
وفي العام 2007 دخلت القوات الفرنسية ولاية كابيسا الاستراتيجية التي تطل على طريق تربط بين كابول وباكستان بعد ان وافق الرئيس في ذلك الوقت نيكولا ساركوزي على طلب اميركي لمشاركة القوات الاميركية في العمليات القتالية ضد طالبان بشكل اكبر.
وتلا ذلك قتال دام ضد المسلحين والجماعات المسلحة.
وبعد سلسلة من الهجمات خاصة في كانون الثاني/يناير عندما قتل جندي افغاني خمسة جنود فرنسيين، اعلن ساركوزي ان المهمة القتالية في كابيسا واقليم سوروبي ستنتهي في 2013.
وسرع خلفه فرنسوا هولاند تلك العملية لتنتهي بنهاية 2012، وغادرت اخر مجموعة من الجنود الفرنسيين القتاليين كابيسا وعادوا الى كابول في 20 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتصاعدت الهجمات التي ينفذها جنود افغان ضد زملائهم من حلف الاطلسي هذا العام حيث قتل 61 من جنود الحلف بنيران عناصر الامن الافغاني ما خلق مشاعر من انعدام الثقة في الحرب ضد طالبان.
وادت تلك الهجمات الى دعوات في دول غربية اخرى يزداد فيها الاستياء من الحرب في افغانستان، لسحب القوات من ذلك البلد في وقت مبكر. الا ان الحلف الاطلسي اصر على انه سيتبع البرنامج المتفق عليه والذي ينص على سحب القوات بنهاية 2014.
ويؤكد قادة فرنسيون وافغان ان كابيسا اصبحت مستقرة، ولكن يعتقد ان المتمردين يسيطرون على اثنين من اقاليمها الستة.
ويتولى نحو 4700 شرطي وجندي افغاني مسؤولية الامن في الولاية يدعمهم 250 جندي اميركي.
وفرنسا ليست الوحيدة التي تنهي مهامها القتالية في افغانستان، فقد سحبت كندا جميع قواتها في تموز/يوليو 2011 وهولندا في اب/اغسطس 2010.
وسحبت الولايات المتحدة القوات التعزيزية البالغ عددها 33 الف جندي في وقت سابق من هذا العام، رغم ان نحو 68 الف جندي لا زالوا في افغانستان.
وفقدت فرنسا 88 جنديا في افغانستان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر