روش هانيكرا - أ.ف.ب
رد الجيش الاسرائيلي بشكل محدود الاثنين على مقتل احد جنوده برصاص جندي لبناني على الخط الازرق الفاصل بين البلدين، وهو يحاول معرفة ما اذا كان حزب الله ضالعا في الحادثة ليحدد كيفية الرد.وافاد الجيش الاسرائيلي في بيان ان "الجيش يؤكد رسميا ان جنديا (31 عاما) من قوات الدفاع الاسرائيلية تعرض لاطلاق نار فيما كان يقود آلية قرب روش هانيكرا" (رأس الناقورة) على مقربة من الحدود مع لبنان.وتابع بيان الجيش ان "الجندي تلقى العلاج في الموقع ثم تم اجلاؤه الى مستشفى وتوفي بعد ذلك متأثرا بجروحه" مشيرا الى اصابته بست او سبع طلقات.واكدت القوة الدولية التابعة للامم المتحدة في لبنان (يونيفيل) ان اطلاق النار هو "عمل منفرد نفذه جندي" لبناني.واتى هذا التوضيح بعد انعقاد اجتماع ثلاثي عند معبر رأس الناقورة مع ضباط اسرائيليين ولبنانيين برئاسة اليونيفيل.واكد قائد اليونيفيل الجنرال باولو سيرا ان "الملابسات الدقيقة لهذه الحادثة لم تتضح بعد بالكامل، لكن نتائج التحقيق الاولى تشير الى انه عمل منفرد من قبل جندي خالف القواعد والاجراءات العملانية". واضاف "في هذه المرحلة من الضروري انهاء تحقيق اليونيفيل في اسرع وقت، بالتعاون مع الاطراف ولا سيما (الجيش اللبناني)".واضاف سيرا انه "سعيد بالتعاون التام (من الطرفين) لاعادة الهدوء الى المنطقة". واشار الى ان "هذه الحادثة الخطيرة ينبغي ان تبقى حادثا معزولا".واتى بيان قيادة الجيش اللبناني في المنحى نفسه. وجاء فيه "تشير قيادة الجيش الى ان ما جرى ناجم عن سلوك فردي قام به احد الجنود، وقد تولت لجنة عسكرية التحقيق بالموضوع".وتابع بيان الجيش "ان التنسيق جار مع قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان لمعالجة تداعيات الحادث، وتؤكد هذه القيادة مجددا التزام الجيش مندرجات قرار مجلس الامن رقم 1701 بصورة كاملة، لا سيما الحفاظ على استقرار المناطق الحدودية بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية".وكان وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون صرح "بحسب معلوماتنا فان جنديا لبنانيا اطلق النار على جندينا. اننا نحمل الحكومة والجيش اللبنانيين مسؤولية ما يحصل من جهتهم".كما طالب "بان يوضح الجيش اللبناني ما حصل وان كان الجندي تصرف بمبادرته الشخصية، وماذا حدث معه وكيف ينوي الجيش اللبناني منع تكرار ذلك"، وذلك قبل الاجتماع الثلاثي مع اليونيفيل.واكدت اليونيفيل في بيان ان "المحادثات دارت حول اجراءات ملموسة لتعزيز الاجراءات الامنية على +الخط الازرق+ لتجنب تكرار الحوادث المشابهة".ودان امين عام الامم المتحدة بان كي مون "اطلاق النار على جندي اسرائيلي من طرف جندي لبناني" مؤكدا ان الطرفين "يتعاونان مع اليونيفيل لتحديد الوقائع".وذكر في بيان "القوات المسلحة اللبنانية بواجباتها" على الحدود" فيما "ناشد الطرفين ابداء ضبط النفس".ودعا مجلس الامن الدولي الاثنين اسرائيل ولبنان الى الهدوء. وفي بيان تبناه بالاجماع، حث مجلس الامن الدولي "جميع الاطراف الحفاظ على الهدوء وضبط النفس".وافاد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اريي شاليكار لفرانس برس انه بعد اطلاق النار فتح الجنود الاسرائيليون النار على "شخصين مشتبه بهما على الجهة الاخرى من الحدود".وتابع "نعتقد انهما جنديان لبنانيان كانا ضالعين في اطلاق النار على الجندي" الاسرائيلي مضيفا ان احدهما اصيب.وافاد مصدر امني لبناني وكالة فرانس برس الاثنين ان الجنود المولجين نقطة المراقبة الحدودية مع اسرائيل التي اطلقت النار من محيطها في اتجاه الاراضي الاسرائيلية الاحد موجودون في مركزهم.وافاد مراسل وكالة فرانس برس في الجنوب ان المركز يقع على بعد نحو 500 متر من خط الهدنة بين لبنان واسرائيل، على مقربة من بلدة رأس الناقورة الواقعة في اقصى الجنوب الغربي للبنان. وهو عبارة عن غرفة تضم اجهزة اتصال، يتواجد فيها عادة ثلاثة جنود مهمتهم المراقبة للابلاغ عن كل ما يجري على "الخط الازرق".و"الخط الازرق" هو الخط الذي رسمته الامم المتحدة عند انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000، بعد احتلال دام 22 عاما.وهذه المناوشة على الحدود هي الاكثر دموية منذ اب/اغسطس 2010 عندما قتل جندي اسرائيلي وجنديان وصحافي لبنانيون.وكان الجيش الاسرائيلي افاد الخميس الماضي عن اطلاق نار من قبل "صيادين" على الحدود اللبنانية. ورد الجنود الاسرائيليون بدون ان يوقع الحادث اصابات.شار معلقو وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان حجم الرد رهن بمعرفة ما اذا كان هجوما منفردا او عملية من تنفيذ حزب الله او الجيش اللبناني.وفي 7 اب/اغسطس اعلن الجيش اللبناني اصابة جنود اسرائيليين في انفجارين بعد توغلهم بعمق 400 متر في الاراضي اللبنانية، فيما افاد الجيش الاسرائيلي عن اصابة اربعة جنود بدون ان يحدد في اي طرف من الحدود اصيبوا.وتبنى الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله فيما بعد التفجيرين مؤكدا ان الحزب "سيواجه" اي خرق بري اسرائيلي جديد. وكانت هذه اول مرة منذ حرب 2006 بين اسرائيل وحزب الله التي يتبنى فيها الحزب المدعوم من ايران والنظام السوري مسؤولية عملية ضد الجيش الاسرائيلي.وفي 4 كانون الاول/ديسمبر اتهم الحزب مباشرة اسرائيل باغتيال احد قادته قرب بيروت.وشنت اسرائيل حربا مدمرة ضد حزب الله الذي يسيطر على جنوب لبنان خلال صيف 2006 ويخيم هدوء شبه تام منذ ذلك الحين على الحدود بين البلدين لكن المسؤولين الاسرائيليين يؤكدون ان حربا جديدة ضد حزب الله، الذي يشتبه في امتلاكه عشرات الاف الصواريخ المخبأة في جنوب البلاد، ليست سوى مسألة وقت.واستغل نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني دانون التوتر الجاري على الحدود الشمالية لاسرائيل لدعوة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى قبول مطالب اسرائيل بابقاء وجود عسكري على الحدود بين الاردن والضفة الغربية حتى بعد انشاء دولة فلسطينية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر