سيمفروبول - المغرب اليوم
اتهمت اوكرانيا روسيا السبت بارسال الاف الجنود الاضافيين الى جمهورية القرم فيما تعهد الكرملين بالمساعدة على استعادة الهدوء في شبه الجزيرة، وحذرت واشنطن من ان اي تدخل عسكري لموسكو في اوكرانيا سيكون له "ثمن".
وقال وزير الدفاع ايغور تينيوخ في اول جلسة للحكومة الاوكرانية ان القوات الروسية ارسلت 30 ناقلة جند مدرعة و6000 جندي اضافي الى القرم في محاولة لمساعدة المسلحين المحليين الموالين للكرملين على الحصول على مزيد من الاستقلال عن قادة اوكرانيا الجدد الموالين للاتحاد الاوروبي. واتهم الوزير روسيا بانها بدأت في ارسال هذه التعزيزات الجمعة "دون تحذير او تصريح من اوكرانيا".
وجاءت تصريحات الوزير فيما تجول عشرات المسلحين الموالين لروسيا وهم في كامل عتادهم العسكري امام مقر السلطة في مدينة سيمفيروبول عاصمة القرم، بعد يوم من سيطرة مسلحين اخرين على المطارات والمباني الحكومية في المنطقة.
واصبحت شبه جزيرة القرم التي تمتد داخل البحر الاسود الذي يضم الاسطول الروسي، وتسكنها غالبية من المتحدرين من اصول روسية، مقطوعة عن باقي البلاد حيث اغلقت المطارات واقام المسلحون الموالون للكرملين حواجز على الطريق الرئيسي الواصل الى باقي اوكرانيا.
واصبح القرم في مقدمة المواجهة ين الغرب وروسيا حول اوكرانيا والتي كشفت عن الانشقاقات الثقافية القديمة بين غرب البلاد الموالي للاتحاد الاوروبي، والمنطقتين الجنوبية والشرقية اللتين يتحدث سكانهما باللغة الروسية.
واتضح ذلك الانقسام بشدة في شبه جزيرة القرم التي يسكنها مليونا شخص والتي يتمركز فيها اسطول القوات البحرية الروسية منذ نحو 250 عاما، والتي اهداها زعيم سوفياتي الى اوكرانيا عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي في 1954.
وسيطر مسلحون موالون لروسيا على مباني الحكومة والبرلمان في العاصمة سيمفيروبول الخميس قبل ان يسمحوا للنواب بتعيين رئيس وزراء جديد ويدعوا الى اجراء استفتاء في المنطقة في 30 اذار/مارس لمنح القرم مزيدا من الاستقلال.
واستولى عشرات من الجنود الذين يرتدون الازياء القتالية الروسية ويحملون رشاشات الكلاشنيكوف على مطار القرم الرئيسي في العاصمة، وقاعدة بيلبيك العسكرية القريبة من سيفاستوبول مقر الاسطول الروسي في البحر الاسود.
ودعا رئيس وزراء القرم الجديد سيرغي اسكيونوف الرئيس بوتين السبت الى المساعدة على استعادة "السلام والهدوء" وسط ازمته مع سلطات كييف المدعومة من الغرب.
وقال في كلمة بثها التلفزيون الروسي الرسمي السبت "نظرا لمسؤوليتي عن حياة وامن المواطنين، اطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في ضمان السلام والهدوء على اراضي القرم".
وقال اكسيونوف كذلك ان جميع قوات الامن في القرم بما فيها القوات المسلحة والشرطة الاقليمية، ستدعمه.
واضاف "اطلب من جميع من لا يوافقون على ذلك، ترك الخدمة".
وطلب مجلس النواب الروسي (الدوما) السبت من بوتين "حماية" سكان منطقة القرم "بكل الوسائل" من "التعسف والعنف"، كما اعلن رئيس البرلمان سيرغي ناريشكين.
وقال ناريشكين ان "النواب يدعون الرئيس الى اتخاذ اجراءات لضمان استقرار الوضع وحماية السكان من التعسف والعنف بكل الوسائل". وكان ناريشكين يتحدث عن شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية والمعارضة للسلطات الجديدة في كييف.
من ناحية اخرى اعلنت مجموعة غازبروم الروسية العامة السبت ان المستحقات غير المدفوعة من ديون اوكرانيا لروسيا عن شحنات الغاز "هائلة"، مؤكدة ان السعر التفضيلي الذي منحته موسكو لكييف قد يعاد النظر فيه.
وقال المتحدث باسم غازبروم سيرغي كوبريانوف لوكالة الانباء ريا نوفوستي "نقيم علاقات طيبة مع اوكرانيا وحركة الترانزيت تعمل، لكن يجب بالتحديد دفع (مستحقات) الغاز (...) في الوقت الحاضر تصل متأخرات الدفع الى 1,549 مليار دولار".
وتراقب الحكومات الغربية الوضع في اوكرانيا بقلق متزايد، فيما يحاول الحكام الجدد في كييف التعامل مع تهديد الانهيار الاقتصادي وانفصال المناطق التي تتحدث الروسية التي دعمت الرئيس السابق يانوكوفيتش.
واعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي في مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في طهران السبت، قراره اختصار زيارته الى ايران بسبب الوضع الذي اصبح "حرجا" في القرم.
وقال سيكورسكي "علي اختصار زيارتي لايران بسبب تطور الوضع في اوكرانيا ويجب ان اعود الى بولندا". واضاف ان "الوضع اصبح اكثر حرجا في القرم".
كما أعلنت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامنتا باور الجمعة ان بلادها طلبت ان يتم فورا ارسال "بعثة دولية للتوسط" في قضية شبه جزيرة القرم، داعية روسيا الى سحب قواتها من هذه الجمهورية الاوكرانية التي تتمتع بحكم ذاتي.
واجرى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف دعاه خلالها الى تهدئة الوضع في منطقة القرم الاوكرانية المضطربة، فيما تتهم كييف موسكو بارسال قوات الى تلك المنطقة.
"أ.ف.ب"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر