أديس أبابا - المغرب اليوم
علق مفاوضو حكومة جنوب السودان والمتمردين الثلاثاء محادثات السلام بينهما لاكثر من اسبوعين بعدما لم تحقق تقدما كبيرا خلال ثلاثة اسابيع من المفاوضات التي جرت في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا.
واتفق الطرفان فقط خلال هذه المحادثات على "الية" لمراقبة وقف اطلاق النار الذي ابرم في منتصف كانون الثاني/يناير لكن يجري انتهاكه بانتظام منذ ذلك الحين.
واعلنت الهيئة الحكومية لتنمية شرق افريقيا (ايغاد) التي تتولى رعاية محادثات السلام في اديس ابابا الثلاثاء ان الطرفين سيوقفان محادثات السلام حتى 20 اذار/مارس من اجل "التفكير والتشاور حول وثائق توجه عملية" التفاوض.
وقال الناطق باسم ايغاد ان فريق الرئيس سلفا كير وفريق المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار اللذين تخوض قواتهما معارك منذ 15 كانون الاول/ديسمبر لم يتفقا بعد "على اعلان مبادىء" يهدف الى تحديد سبل التفاوض لا سيما برنامج العمل.
واضاف الناطق تيغسيت هايلو "لقد باشرا مشروع وثيقة-اطار حول اعلان مبادىء لكن العمل لم ينجز بعد" موضحا ان العملية ستستانف في 20 اذار/مارس.
والتقدم الوحيد الخجول الذي تحقق خلال هذه المفاوضات هو توقيع الطرفين على "سبل تطبيق اتفاق وقف الاعمال الحربية" الذي ابرم في 23 كانون الثاني/يناير في اديس ابابا بحسب ايغاد التي اعتبرته "تقدما كبيرا نحو تطبيق الية المراقبة والتحقق" من وقف اطلاق النار على الارض.
والوثيقة المتعلقة بسبل تطبيق وقف اطلاق النار "تعطي تفاصيل حول كيفية عمله ومكان تطبيقه وتركز بشكل خاص على مراقبته" كما قال هايلو لوكالة فرانس برس.
لكن التوصل الى وقف اطلاق نار لم يمنع استمرار المعارك التي اوقعت حتى الان الاف القتلى- عشرة الاف بحسب بعض المراقبين- وادت الى نزوح حوالى 900 الف شخص.
واندلع النزاع في 15 كانون الاول/ديسمبر في جوبا اثر معارك بين قوات متنافسة من الجيش على خلفية نزاع سياسي بين كير ومشار ضمن الحزب الحاكم، الحركة الشعبية لتحرير السودان المنبثق عن التمرد الجنوبي سابقا الذي قاتل الخرطوم خلال الحرب الاهلية الطويلة (1983-2005) والتي ادت في تموز/يوليو الى انقسام البلاد واستقلال جنوب السودان.
ثم توسعت المعارك الى بقية انحاء البلاد وترافقت مع مجازر اتنية لا سيما بين قبيلتي الدينكا التي يتحدر منها كير والنوير التي ينتمي اليها مشار.
والنزاع سببه الاساسي صراع قوة بين الرئيس كير ونائبه السابق مشار الذي اقيل من منصبه في تموز/يوليو.
ويتهم كير نائبه السابق بتدبير انقلاب ضده وهو ما ينفيه مشار متهما رئيس جنوب السودان بالعمل لاستبعاده عن المنافسة مع اقتراب الانتخابات في العام 2015.
والاسبوع الماضي، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش طرفي النزاع في جنوب السودان بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان يمكن اعتبارها جرائم حرب وخصوصا في مدينة ملكال النفطية الاستراتيجية عاصمة ولاية اعالي النيل.
وتحدثت المنظمة في تحقيق جديد اجري بين نهاية كانون الثاني/يناير ومنتصف شباط/فبراير عن "مجازر انتقامية على اسس اتنية وعمليات تدمير واسعة وعمليات نهب معممة".
من جهتها، اعلنت منظمة اطباء بلا حدود الاربعاء الماضي ان الاطراف المتحاربة في جنوب السودان قامت بنهب مستشفيات وقتلت مرضى في اسرتهم وحرمت مئات الاف الاشخاص من تلقي الرعاية الطبية الحيوية.
"أ.ف.ب"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر