جوبا - أ.ف.ب
اوصى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين بارسال 5500 جندي و423 شرطيا اضافيا الى جنوب السودان لتعزيز بعثة الامم المتحدة المنتشرة هناك، فيما تحدثت شهادات عن تجاوزات ذات طابع اتني.
وبدأ مجلس الامن مساء مشاورات عاجلة لبحث طلب بان تعزيز القدرات العسكرية واللوجستية وعلى صعيد الشرطة لقوة الامم المتحدة في جنوب السودان فيما ينزلق هذا البلد الى حرب اهلية رغم تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية بعد عامين ونصف عام فقط من اعلان استقلاله.
وستضاف هذه التعزيزات الى نحو سبعة الاف من القبعات الزرق و700 شرطي في اطار قوة مينوس.
واقترحت الولايات المتحدة قرارا في هذا المعنى يصوت عليه اعضاء المجلس ال15 الثلاثاء في الساعة 15,00 (20,00 ت غ) وفق ما اعلن السفير الفرنسي جيرار ارو الذي يتراس المجلس، مضيفا ان "رد جميع اعضاء المجلس كان ايجابيا".وقالت السفيرة الاميركية سامانتا باور "هناك تفاهم واسع جدا وعزم للتحرك سريعا"، لكنها تداركت ان ارسال التعزيزات "سيستغرق بضعة ايام على الاقل".
وكان بان نبه في وقت سابق الى ان "الامم المتحدة ستحقق حول اتهامات (بارتكاب) انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وجرائم ضد الانسانية" في جنوب السودان، وقال "ينبغي محاسبة من هم مسؤولون على مستوى عال في شكل شخصي ومواجهة التبعات، حتى لو ادعوا انهم لم يكونوا على علم بالهجمات".
ويشهد جنوب السودان مواجهات عنيفة منذ اتهم الرئيس سالفا كير نائبه السابق الذي اقيل في تموز/يوليو بتنفيذ محاولة انقلاب قبل اسبوع. ونفى رياك مشار هذا الامر متهما كير بانه يريد القضاء على خصومه.وفي جوبا، اكد الموفد الاميركي الى السودان وجنوب السودان دونالد بوث ان كير التزم بدء محادثات من دون شروط مسبقة مع مشار بهدف انهاء الازمة.
اما نائب الرئيس السابق فاعلن حتى الان انه مستعد فقط للتفاوض حول تنحي الرئيس.ميدانيا، استمر تدهور الوضع وحذرت الامم المتحدة من ان مئات الاف الاشخاص قد يحتاجون الى مساعدة عاجلة متوقعة "زيادة كبيرة للحاجات" الانسانية على المدى القصير.ومنذ اسبوع تم احصاء قتلى بالمئات ويتدفق عشرات الاف المدنيين على مختلف مجمعات الامم المتحدة في محاولة للفرار من الموت.
وتحدثت شهادات عدة عن ارتكاب اعمال عنف اتنية بينها جرائم قتل وعمليات اغتصاب منذ بدات المعارك في منتصف كانون الاول/ديسمبر.والاثنين، روى شاهدان لفرانس برس ان جنودا حكوميين اوقفوا وقتلوا قبل اسبوع نحو 250 شخصا اقتادوهم الى مركز للشرطة في جوبا. ولم ينج من هؤلاء سوى 12 عمدوا الى الاختباء تحت الجثث. واكد الرجلان انهما استهدفا لانتمائهما الى قبيلة النوير التي يتحدر منها مشار وان الجنود الذين ارتكبوا المجزرة ينتمون الى قبيلة الدنكا التي يتحدر منها كير وتشكل غالبية.
والاثنين، اتهم كير مشار بانه يستعين بميليشيات من النوير عرفت طوال الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه (1983-2005) بشن هجمات وحشية على مجموعات اخرى.ويتوقع ان يرسل الجيش السوداني الجنوبي تعزيزات الى بور (200 كلم شمال جوبا) عاصمة ولاية جونقلي التي سيطر عليها رجال مشار الاسبوع الفائت.
وسيطرت قوات نائب الرئيس السابق ايضا على بنتيو عاصمة ولاية الوحدة الاستراتيجية التي تختزن الانتاج النفطي الوطني.وقال كير امام البرلمان ان "قوات الجيش والقوات المناصرة (للحكومة) باتت مستعدة الان للتقدم نحو بور".وتواصل الولايات المتحدة وبريطانيا وكينيا واوغندا نقل رعاياها. واعلنت واشنطن ان الجيش الاميركي يعد لعمليات اجلاء جديدة بعدما نقل 380 اميركيا في الايام الاخيرة.
من جانبه، حذر مسؤول العمليات الانسانية للامم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر من تدهور الوضع بعدما زار مدينة بور، منبها الى ان الجنود الدوليين لن يكونوا قادرين على حماية 17 الف مدني لجأوا الى قاعدة الامم المتحدة المحلية.والاسبوع الفائت، هاجمت ميليشيات من النوير قاعدة للامم المتحدة في اكوبو بولاية جونقلي وقتلت جنديين دوليين من الهند وعشرين مدنيا من الدنكا كانوا لجأوا اليها.
واوضح لانزر ان الامم المتحدة "تحصن معسكرها في بور للتاكد من عدم تكرار ما حصل في اكوبو".ويبدو ان المعارك امتدت الى ولاية اخرى هي النيل الاعلى (شمال شرق) بحسب الباحث جوك مادوت الذي لفت الى اندلاع معارك في عاصمة الولاية مالاكال رغم انها لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
وبحسب المتحدث باسم الجيش فيليب اغير فان الاخير "يعمل" الاثنين ايضا على استعادة السيطرة على بنتيو في ولاية الوحدة.واعلن كير الاثنين ان "عيد الميلاد (هذه السنة) لن يكون كالاعياد السابقة لاننا سنبكي احباءنا الذين سقطوا في هذه الحرب المجنونة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر