بروكسل - المغرب اليوم
يعتزم القادة الغربيون لمجموعة السبع وبعدما هددوا موسكو بتشديد العقوبات عليها، ان يشرحوا مواقفهم بشكل مباشر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاءات تعقد في فرنسا للمرة الاولى منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
واكد رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي في ختام القمة في بروكسل الخميس ان "الازمة بين اوكرانيا وروسيا هي بالتاكيد السبب الذي نظمنا من اجله قمة مجموعة السبع هذه في بروكسل".
واكد ان الغربيين "متحدون" في رد فعلهم على الازمة الاوكرانية قائلا "نحن متحدون للتنديد باستمرار انتهاك روسيا سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا. ان ضم روسيا القرم بشكل غير شرعي والاعمال الهادفة الى زعزعة استقرار شرق اوكرانيا غير مقبولة ويجب ان تتوقف".
واكد القادة الاوروبيون قرارهم "فرض عقوبات على الاشخاص والكيانات التي دعمت بشكل ناشط او قامت بانتهاك سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا والتي تهدد السلام والامن والاستقرار".
وهدد الغربيون بتشديد عقوباتهم "بهدف فرض كلفة اضافية على روسيا في حال تزايدات الاحداث".
وحذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من ان "مجموعة السبع مستعدة لفرض عقوبات جديدة على روسيا في حال استمرت الاستفزازت".
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس ان دول مجموعة السبع سترى ما "سيقوم به" فلاديمير بوتين "في الاسبوعين او الثلاثة او الاربعة اسابيع المقبلة" بشان الازمة الاوكرانية قبل ان تقرر فرض عقوبات جديدة محتملة.
وقال اوباما للصحافيين في ختام قمة مجموعة السبع في بروكسل ان "بوتين امامه امكانية العودة الى سلوك الطريق الصحيح للقانون الدولي".
واضاف "سنرى ما سيقوم به بوتين في الاسبوعين، الثلاثة، او الاربعة اسابيع المقبلة".
وهذه العقوبات التي يرجح ان تطال الاقتصاد الروسي يمكن ان تتقرر في القمة الاوروبية المقبلة التي ستعقد في 26 و 27 حزيران/يونيو كما اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
لكن مجموعة السبع لم تقطع كل الجسور مع روسيا. واعتبارا من مساء الخميس في باريس سيعقد رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون لقاء ثنائيا مع بوتين. وقال متحدث باسم كاميرون الاثنين ان هذه "فرصة كبيرة للتأكيد على اهمية الحوار بين الحكومة الروسية والحكومة الاوكرانية الجديدة".
ويستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الخميس في قصر الاليزيه نظيره الروسي، فيما ستلتقيه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل صباح الجمعة قبل الاحتفالات الرسمية بانزال النورماندي.
اما الرئيس الاميركي باراك اوباما فمن غير المرتقب ان يعقد لقاء مع بوتين.
ولم يستبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان يجري بوتين محادثات مباشرة مع الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو في النورماندي.
وكان الرئيس الروسي اعلن مساء الاربعاء انه لن يتجنب احدا "وساجري محادثات مع الجميع".
ميدانيا، لم يشهد الوضع تهدئة.
فقد اعلن حرس الحدود في شرق اوكرانيا المستهدفين بهجمات انفصاليين، الخميس انهم تخلوا عن ثلاثة معابر على الحدود مع روسيا التي طلبوا اغلاقها جزئيا كما طلبوا تعزيزات من الجيش.
وقال حرس الحدود في بيان ان تلك المعابر تقع في منطقة لوغانسك وهي تشيرفونوبرتيزانسك ودولجانسكي وتشريفونا التي تعرضت الى هجمات متمردين مؤيدين لروسيا ليل الاربعاء الخميس.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الخميس الدعم الذي اعربت عنه مجموعة السبع بحسب قوله للعملية العسكرية التي يجريها الجيش الاوكراني ضد التمرد الموالي لروسيا في شرق البلاد انه "رياء بلا حدود".
وصرح مدفيديف في حديث امام مجلس النواب عن تدفق اللاجئين الى المناطق الروسية المتاخمة لاوكرانيا ان "ما يطلق عليها مجموعة السبع تتحدث بعد هذا عن تحركات مدروسة للجيش الاوكراني ضد شعبه". واضاف "انه رياء بلا حدود"، على ما نقلت الوكالات الروسية.
لكن قادة مجموعة السبع رفضوا هذه الانتقادات.
وقال فان رومبوي "نحن لا نزال على موقفنا بان الحكومة الاوكرانية لها حق فرض القانون وانها تقوم بذلك بشكل يمكن ان نصفه بانه مدروس"، مضيفا "علينا ان نعترف بان اوكرانيا ابدت الكثير من ضبط النفس منذ بداية الازمة" وضم القرم الى روسيا.
كما ندد قادة مجموعة السبع بالتهديد الذي توجهه روسيا بخصوص امدادات الغاز.
وجاء في البيان ان "استخدام امدادات الطاقة كوسيلة سياسية او كتهديد للامن غير مقبول". وتابعوا ان الازمة الاوكرانية تظهر بوضوح ان امن الطاقة يجب ان يكون في صلب برنامجنا المشترك ويتطلب تغييرا جذريا بهدف تنوع امدادات الطاقة وتطوير بنيتنا التحتية" في مجال الطاقة.
وارجأت شركة غازبروم الروسية حتى العاشر من حزيران/يونيو انذارها الموجه الى اوكرانيا بشأن دفع الفواتير المستحقة عليها ومواصلة الشحنات.
وتصر غازبروم على ان تسدد كييف كامل دينها المستحق من اجمالي ثلاثة مليارات دولار، فضلا عن اعتماد نظام الدفع المسبق لشحنات الغاز لشهر حزيران/يونيو، وهي تهدد بقطع الامدادات في حال عدم حصول ذلك بحلول التاريخ المحدد من قبلها.
اما الاتحاد الاوروبي الذي يستورد ربع حاجاته من الغاز من روسيا ونصف تلك الامدادات تمر عبر اوكرانيا، فيتخوف من ان يتحول الى ضحية جانبية لقطع الغاز الروسي عن اوكرانيا. وفي كانون الثاني/يناير 2009 تأذت دول اوروبا الوسطى والشرقية جراء قطع الغاز الروسي عن كييف.
وفي هذا الصدد، تعهد قادة مجموعة السبع ب"اتمام جهود المفوضية الاوروبية بهدف تطوير خطط طارئة بشأن الطاقة على الصعيد الاقليمي لشتاء 2014-2015".
وكان قادة مجموعة السبع دعوا مساء الاربعاء الرئيس الروسي الى خفض حدة التوترات في اوكرانيا و"التعاون" مع الرئيس الجديد بوروشنكو.
ولم تعترف روسيا رسميا بالرئيس الاوكراني المنتخب في 25 ايار/مايو والذي سيتسلم منصبه يوم السبت في كييف.
وجاء في بيان مشترك لدول مجموعة السبع ان "ضم روسيا للقرم بشكل غير قانوني واعمال زعزعة الاستقرار في شرق اوكرانيا غير مقبولة ويجب ان تتوقف".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر