بيشاور - المغرب اليوم
حذرت حركة طالبان باكستان الاثنين الشركات الاجنبية وطلبت منها مغادرة البلاد مهددة بشن ضربات انتقامية ضد الحكومة التي ارسلت دبابات ومشاة وطائرات الى المنطقة القبلية المضطربة.
وجاء التهديد فيما استعدت المدن الباكستانية الكبرى لمواجهة هجمات انتقامية، حيث تم تعزيز التدابير الامنية في منشآت رئيسية وطلب من الجنود القيام بدوريات في الشوارع فيما وضعت المستشفيات في شمال غرب البلاد في حالة جهوزية تحسبا لاستقبال جرحى.
واطلقت السلطات الهجوم على وزيرستان الشمالية، احدى معاقل طالبان والقاعدة، بعد اسبوع على هجوم للمتمردين على المطار الرئيسي في كراتشي سقط فيه عشرات القتلى وكان بمثابة النهاية لعملية السلام المتعثرة.
ولطالما طالب حلفاء باكستان الغربيون وخاصة الولايات المتحدة، بعملية في المنطقة الجبلية لاخراج مجموعات مثل شبكة حقاني التي تستخدم المنطقة لاستهداف قوات الحلف الاطلسي في افغانستان.
غير ان السلطات امتنعت عن القيام بهجوم نهائي، ربما خشية اغضاب امراء الحرب الموالين لباكستان ومن فتح العديد من الجبهات في المعركة المستمرة منذ عشر سنوات ضد التمرد الاسلامي المحلي.
وحذر المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان باكستان شهيد الله شهيد الدول الاجنبية بان توقف اعمالها التجارية مع الحكومة وتتوقف عن دعم "جيشها الكافر".
وقال المتحدث في بيان "نحذر جميع المستثمرين الاجانب وشركات الطيران والمؤسسات المتعددة الجنسيات بان عليها ان توقف فورا المسائل الجارية مع باكستان والاستعداد لمغادرة باكستان والا تتحمل مسؤوليتها الخسارة التي تلحق بها".
واضاف "نحمل حكومة نواز شريف والمؤسسة البنجابية مسؤولية خسارة ارواح مسلمين من منطقة القبائل وممتلكاتهم نتيجة لهذه العملية" مهددا ب"احراق قصوركم" في اسلام اباد ولاهور.
وتأتي هذه التحذيرات فيما قامت المدن الرئيسية بعزيز التدابير الامنية حيث شوهدت القوات تقوم بدوريات في شوارع اسلام اباد ولاهور وكراتشي.
وقال متحدث باسم شرطة اسلام اباد لوكالة فرانس برس "كانت التدابير الامنية في العاصمة في حالة تأهب لكن تم اعلان حالة تأهب جديدة".
وقال المتحدث اتيك شيخ لوكالة فرانس برس ان الشرطة في مدينة كراتشي، المركز الاقتصادي في باكستان، وضعت في حالة "تأهب قصوى" وتم الغاء اجازات جميع العناصر البالغ عددهم 27 الفا.
وفي ولاية خيبر بختنخوا الشمالية الغربية والمحاذية للمنطقة القبلية، اعلنت الحكومة حالة الطوارئ في كافة المستشفيات وطلب منها الاستعداد لاستقبال جرحى، بحسب ما اعلنه وزير الصحة في الولاية شهرام خان تركاي في بيان.
وتقوم طائرات سلاح الجو الباكستاني بقصف مخابئ مفترضة للمتمردين في المنطقة منذ يوم الاحد وعززتها دبابات ومشاة بقصف مدفعي كثيف.
وقال مراسل فرانس برس في بلدة ميرانشاه، كبرى مدن المنطقة، ان الدبابات تتمركز حاليا في البازار فيما يطلق الجنود النار بشكل متقطع لتنبيه السكان الى عدم مغادرة منازلهم.
ويمكن مشاهدة اكثر من 2000 جندي في مواقع جديدة في الجبال. وكانت باكستان ارسلت قوات الى المنطقة القبلية وقامت بتعزيزها في الايام التي سبقت الهجوم.
وبلغ عدد القتلى بسبب الهجوم حتى الان 177 بحسب الجيش، قتل معظمهم في قصف جوي وبعضهم بنيران قناصة. ولا يمكن التأكد من هذه الارقام من مصدر مستقبل.
وفي بلدة بانو التي تبعد 10 كلم شرق وزيرستان الشمالية، كانت مئات الشاحنات العسكرية المزودة بمدافع رشاشة في طريقها الى منطقة القتال، الى جانب صهاريج نفط ومستشفى عسكري ميداني.
وفي منطقة جسر كاشو على بعد نحو 25 كلم شمال شرق بانو، كانت الجرافات تسوي الارض لاقامة مخيم للنازحين.
وقال ارشاد خان، المدير العام لسلطة ادارة الكوارث "اتخذنا التدابير لاستقبال نازحين في مخيمين".
وفر نحو 62 الف شخص من المنطقة حتى الان الى اجزاء اخرى من باكستان، بحسب الارقام الرسمية، مع توقع "مئات الاف" اخرين لاحقا.
والعملية هي آخر عمليات الجيش ضد المتمردين منذ انضمام باكستان الى الحرب ضد الارهاب بقيادة اميركية في اعقاب هجمات 11 ايلول/سبتمبر.
ونجحت باكستان حتى الان في جمع السلطات المدنية مع الجيش الذي كان ينظر اليه بشكل واسع على انه يعارض عملية الحوار التي بدأت في وقت سابق هذا العام وافضت الى وقف لاطلاق النار لفترة وجيزة بين آذار/مارس ونيسان/ابريل.
غير ان الشكوك لا تزال تحوم حول استمرارية اي مكاسب وما اذا كانت باكستان ستتخلى عن سياسة استخدام جهاديين للتأثير على دول مجاورة، وهي استراتيجية يقول المحللون انها ادت الى نتيجة عكسية وبروز متمردين مصممين على الاطاحة بالحكومة.
وخروج الاف المقاتلين قبل العملية عبر الحدود السهلة التسلل، قد يعني احتمال عودتهم في نهاية الامر كما حصل في عمليات عسكرية سابقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر