واشنطن - المغرب اليوم
رحب مسؤولون اميركيون سياسيون وعسكريون بالافراج عن السرجنت بو برغدال في افغانستان الا ان الاسئلة المحيطة بظروف خطفه كثرت بعد ان اتهمه بعض الجنود بالفرار من الجيش.
ومن البيت الابيض وصولا الى وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، احتفل المسؤولون بعودة الجندي الشاب (28 عاما) وتحريره من ايدي حركة طالبان، وكرروا وعدهم الدائم بعدم التخلي عن اي من جنودهم.
واحتفل اهالي مدينة هايلي في اوهايو بالنبأ بتعليق لافتات كتب عليها "بو حر اخيرا" وربطوا الاشرطة الصفراء التقليدية لاظهار دعمهم للقوات الاميركية.
ولكن سرعان ما ساد الارتباك حين كثرت الاسئلة حول ظروف اختطافه في حزيران/يونيو 2009 في ولاية باكتيكا في شرق افغانستان، حين كان يؤدي مهامه في قاعدة عسكرية في المنطقة.
اما الجيش الاميركي فاكد انه "لن يغض الطرف" في حال تبين ان برغدال فر او تخلى عن موقعه. واكد رئيس الاركان الاميركي مارتن ديمبسي في بيان ان "الاسئلة المحيطة بتصرف هذا الجندي تحديدا منفصلة عن جهودنا لاستعادة اي جندي اميركي سجين لدى العدو"، مضيفا أن "قياديي جيشنا لن يغضوا الطرف في حال ارتكبت غلطة متعمدة"، مؤكدا ان برغدال بريء حتى تثبت ادانته.
واتهم بعض الجنود، ومن بينهم عناصر في وحدة برغدال، السرجنت الشاب بالتخلي عن موقعه، وربما ايضا الفرار في محاولة للوصول الى الهند.
وكتب ناثان برادلي بيثي في "دايلي بيست" ان عناصر اللواء الذي ينتمي اليه "تلقوا امرا بعدم السماح لهم بالخوض في ما حصل لبرغدال خشية على حياته. انه بأمان الآن وحان وقت قول الحقيقة".
واضاف ان "الحقيقة هي ان برغدال هرب وأن (ستة) جنود من وحدته قتلوا اثناء محاولتهم اقتفاء اثره" في العام 2009.
وبيرغدال، عضو في وحدة "بلاك فوت" في اللواء الاول من فوج المشاة 501، وقد غادر قاعدته سيرا وترك خلفه بندقيته وخوذته، واخذ معه بوصلة، وفق بيثي، الذي اضاف "زملاؤه الجنود تحدثوا في وقت لاحق عن رغبته في السير من افغانستان الى الهند".
اما على مواقع التواصل الاجتماعي، فنشرت صفحة "بو برغدال ليس بطلا" عريضة تطالب فيها البيت الابيض بمعاقبته لتغيبه من دون اذن سرعان ما حصلت على 5200 توقيع.
وفي حديث لشبكة سي ان ان قال العضو السابق في بلاك فوت جوزيه باغيت ان برغدال فر، مضيفا ان مهمته كانت "حمايتنا ولكن قرر الذهاب وفعل ما يريد".
اما المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن فاكد ان برغدال لم يصنف على انه هارب او تغيب من دون اذن، مشيرا الى انه "تمت ترقيته مرتين منذ اختطافه، ومن المفترض ان يتلقى ترقية ثالثة في حزيران/يونيو".
وتابع "لقد اعدناه الى الوطن. عقيدتنا تنص على عدم ترك اي من زملائنا خلفنا. وقد نفذنا ذلك في هذه الحالة"، مضيفا ان هناك وقت في المستقبل لمتابعة المسائل العالقة.
وبرغم احتفالهم وترحيبهم بالافراج عن السرجنت الشاب الا ان المسؤولين الاميركيين يعترفون بان الكثير من الاسئلة بحاجة الى اجوبة عاجلا ام اجلا.
ومن جهته قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي ان "ليس لدينا صورة كاملة عما جعله يغادر قاعدته ليلا".
ونقل برغدال الاحد من قاعدة بغرام الجوية في شمال كابول الى مركز لاندستوهل الطبي العسكري في جنوب المانيا لمعالجته وتقييم وضعه الصحي.
وكان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال الاثنين ان البنتاغون سيتسلم مسؤوليه متابعة "كافة الظروف المحيطة" باحتجازه.
وتصل عقوبة الفرار من الجيش خلال الحرب الى الاعدام في الولايات المتحدة. ويقول الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي ان برغدال عانى كفاية بعد اسره لخمس سنوات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر