كشفت مصادر طبية و أمنية جزائرية لـ"العرب اليوم" أن 20 شخصًا توفوا منذ بداية شهر حزيران/يونيو الجاري بسبب موجة الحر التي اجتاحت الجزائر و خاصة جنوبها و مناطقها الداخلية، وذكرت ذات المصادر أن غالبية القتلى قضوا خلال شهر رمضان الماضي وأن أغلب هؤلاء هلكوا في ولايتي أدرار وتمنراست، حيث تجاوزت درجة الحرارة 51 درجة مئوية تحت الشمس. في حين تشير مصادر طبية أخرى مطلعة لـــ"العرب اليوم" أن عدد الوفيات يفوق هذا الرقم بكثير، ولا سيما من فئة الشيوخ والعجزة الذين أصيبوا باختناق جراء شدة الحرارة. مع العلم أن الجنوب الجزائري يعد أحد أكثر المناطق سخونة في العالم بأسره. وأفادت المصادر بأن من ضمن هؤلاء القتلى 17 مهاجرًا أفريقيًا قضوا في مناطق متفرقة من الصحراء الجزائرية في الفترة الممتدة ما بين 1 و 27 حزيران/يونيو الجاري.
وتضرب منطقة الجنوب الجزائري موجة شديدة الحرارة، وصلت ذروتها خلال الأيام الأخيرة، حيث تخطت درجات الحرارة في بعض الولايات الجنوبية كأدرار وتمنراست حاجز الـ50 درجة مئوية، لتسجل بذلك أعلى ارتفاع لها، تشهده المنطقة منذ عدة عقود، مما يعكس التغيّرات المناخية وارتفاع حرارة الكرة الأرضية، ما ينبئ بفصل صيف شديد الحرارة.
في هذا الصدد، أوضح، الأستاذ عبد الرشيد بوبخة، المختص في علوم الفضاء والفلك لـ"العرب اليوم" أن موجة الحر التي تضرب الجزائر وخاصة ولايات الجنوب تأتي نتيجة تغيّرات على سطح الشمس، والتي جاءت بسبب تأثير الدورة الشمسية الـ24، التي بدأت عام 2008 وتنتهي في 2020 أي بعد 3 سنوات من الآن. وقال أنه "خلال هذه الدورة الشمسية تحدث انفجارات هائلة على سطح الشمس، مما يؤدي إلى إرسال موجات حرارية كبيرة إلى كوكب الأرض تسبّب ارتفاع درجات الحرارة".
هذا وترفض مصالح الإرصاد الجوية في الجزائر الإفصاح والإعلان عن درجات الحرارة الحقيقة خاصة في منطقة الجنوب ، حيث لم يسبق لها وأن أعلنت عن درجات حرارة بلغت أو تجاوزت الخمسين وذلك منذ الاستقلال، بالرغم من أن درجة الحرارة تخطت في بعض ولايات الجنوب الجزائري هذه الأيام و نحن في بداية فصل الصيف فقط سقف الــ50 درجة مئوية حسب مراكز إرصاد دولية،كما أن الانتشار الواسع لاستخدام الأنترنت كذّب كل إحصاءات و ادعاءات و توقعات مصالح الإرصاد الجوية في الجزائر،حيث بكبسة زر واحدة على أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف النقالة الذكية أو اللوحات الإلكترونية كفيلة بالتعرف على أحوال الطقس و درجات الحرارة في كل دول العالم و ليس في الجزائر فقط و بالتفاصيل المملة. و هو ما جعل مصالح الإرصاد الجزائرية لأول مرة تعلن عن بلوغ درجات الحرارة الــــ48 درجة لأول مرة منذ الاستقلال. فيما لا تزال السلطات السياسية الجزائرية ترفض الإعلان الرسمي عن درجات الحرارة الحقيقية حتى لا يمكنها إعلان الولايات التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة ولايات منكوبة تتطلب إجراءات مالية خاصة تصدر من الحكومة الجزائرية،لا سيما في عز مرحلة التقشف. وقد تجاوزت حصيلة ضحايا موجة الحر الشديدة التي تجتاح مناطق عديدة من ولاية أدرار منذ بداية شهر حزيران/يونيو المنصرم 10 قتلى في مناطق متعددة، خاصة الجهة الجنوبية للولاية منها، فيما سجلت 04 وفيات بدائرة عين صالح بولاية تمنراست.
سكان الجنوب يستغيثون: إننا نحترق..نحترق..نحترق
تسبب الارتفاع الكبير و القياسي و غير المسبوق في درجات الحرارة في ولايات الجنوب الجزائري في حظر التجوال و تحويل مدن بأكملها إلى مدن أشباح خالية من أي حياة أو حركة و خاصة في الفترة الممتدة من العاشرة صباحًا و حتى السابعة مساء،حيث بلغت درجة الحرارة 45 درجة مئوية تحت الظل،فيما بلغت سقف الـــــ50 درجة مئوية تحت الشمس.و هو ما جعل الكثير من السكان يرفضون الخروج سواء للعمل أو لقضاء حوائجهم الضرورية خشية أن تحترق أجسادهم من لفح الشمس الحارقة.
وذكرت مصادر طبية جزائرية مؤكدة لـ"العرب اليوم" أن أكثر المناطق تضررًا من هذه الموجة هي دائرة "أولف" وخاصة منطقة "أقبلي" و "تمقطن" و "تدلكت" جنوب ولاية أدرار و "رقان"، حيث فاقت درجة الحرارة بهذه المناطق 51 درجة، و قد تسببت الحرارة العالية و غير المسبوقة في تفحم كلي للجثث، و قد سارعت الجهات الصحية إلى دعوة و مناشدة المواطنين إلى تجنب الخروج في مثل هذه الظروف من منازلهم، و قد تمكنت 3 مروحيات عسكرية تابعة للجيش الجزائري من إنقاذ 22 شخصًا كانوا قاب قوسين أو أدنى من الموت المحقق جراء موجة الحر في عمق الصحراء الجزائرية،فيما تم العثور على 10 أشخاص من جنسيات إفريقية مختلفة متوفين و قد تفحمت أجزاء كبيرة من أجسادهم بمنطقة "تمقطن"،كما تم العثور على 3 أشخاص متفحمين بإحدى المناطق ببلدية "طلمين" بذات الولاية.
وقد أعربت مصادر طبية عن مخاوفها من تأزم الوضع في ظل استمرار موجة الحر خلال الأيام المقبلة لا سيما و نحن لا نزال في بداية فصل الصيف، فيما دعا البعض السلطات الطبية بولاية أدرار إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى، وإلى تحرك عاجل وفوري لوزارة الصحة التي لم تحرك ساكنًا إلى الآن، حيث لم تبادر إلى تشكيل لجنة للتحقيق رغم مطالب الأطباء بأخذ عينات من جثث الضحايا والمصابين. وتشهد ولاية أدرار، هذه الأيام، موجة شديدة من الحرارة، والتي لم يسبق لها مثيل على الإطلاق، حيث تراوحت ما بين 45 إلى 51 درجة، ما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 3 أشخاص، أغلبهم من الشيوخ المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم.
من جهة أخرى أشارت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ساهمت بشكل كبير في ارتفاع حصيلة الوفيات خاصة لدى كبار السن والمصابين بارتفاع ضغط الدم الحاد والسكري والقلب، وحذر الأطباء العاملون بالمؤسسات الاستشفائية من خطورة الوضع، حيث لاحظوا من خلال الكشوف الطبية التي قاموا بها ومعاينة جثث الضحايا أن درجة حرارة أجسام المصابين تفوق 45 درجة مئوية، ما يجعلهم يصارعون الموت، وطالب الأطباء المواطنين بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة خاصة هذه الأيام.
كما تسببت موجة الحر في نزوج جماعي للمواطنين نحو عاصمة الولاية أدرار بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في أغلب بلديات الولاية، وضعف التيار الكهربائي الذي أدى إلى شلل كلي بالمنطقة.
درجات الحرارة بين التصريحات الرسمية والتخمينات البشرية والحقائق العلمية
"نار جهنم"،"حمّان كبير"،"نار شاعلة"، كلمات مختلفة تداولها سكان بعض ولايات الجنوب الجزائري للتعبير عن درجة الحرارة العالية التي ضربت المنطقة خلال الأونة الأخيرة ولا تزال واكبتها حالة لغط مستفحل عن مؤشر درجة الحرارة الذي وصل أو فاق الـ 50 درجة حسب المواطنين في الوقت الذي سجل فيه مؤشر مصالح الأرصاد الجوية درجة الحرارة بـ 48 درجة عند الثانية ظهرًا.
وقد أشار الديوان الوطني للأرصاد الجوية في نشرية خاصة له عن ارتفاع درجة الحرارة ـفي الأيام القليلة الماضية، بكل من ولاية أدرار وتمنراست (منطقة عين الصالح). واستنادًا إلى ذات المصدر فان درجات الحرارة ستبلغ أو تتجاوز الــــ48 درجة محلي.
عمال الجنوب يستفيدون من عطل مدفوعة الأجر لأول مرة هذا الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة
هذا وقد سيشرع الصندوق الجزائري للعطل المدفوعة الأجر والبطالة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية "كاكوبات" بداية من الصيف الجاري في تعويض فترة التوقف عن العمل في قطاعات البناء والأشغال العمومية والري بسبب ارتفاع درجة الحرارة في الجنوب الجزائري الكبير.
وكان المدير العام لهذا الصندوق عبد المجيد شكاكري قد صرح أن "الصندوق الوطني للعطل المدفوعة الأجر والبطالة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية سيشرع في تعويض عمال البناء والأشغال العمومية على فترة التوقف عن العمل بسبب ارتفاع درجة الحرارة بمناطق الجنوب الكبير وذلك ابتداء من الصائفة المقبلة".
ويتعلق الأمر بتوسيع خدمات التعويض السارية على البطالة بسبب سوء الأحوال الجوية (أمطار-رياح-ثلوج) في قطاعات البناء والأشغال العمومية والري إلى الظروف المناخية الناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة.
وأوضح شكاكري في هذا الصدد أن تعويض فترة توقف ورشات البناء والأشغال العمومية والري بسبب ارتفاع درجة الحرارة يعتبر "أول إجراء من نوعه في العالم" وسيتضمن "نفس الشروط المؤهلة ونفس الإجراءات التعويضية على البطالة بسبب سوء الأحوال الجوية".
وأضاف أن هذا الإجراء جاء بعد بطالة "مفروضة" و "مؤقتة" للعمال المعنيين بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تجعل ممارسة عملهم على مستوى الورشات صعبًا.
فالهدف من ذلك كما أوضح المسؤول الأول لهذا الصندوق التابع لوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي هو ضمان حماية صحة هؤلاء العمال المعرضين للأخطار المرتبطة بمثل هذه الظروف المناخية.
هذا وأوضح المدير العام للصندوق أن هذا التعويض يخص عمال قطاعات البناء والأشغال العمومية والري المسجلين في الضمان الاجتماعي من طرف موظفيهم والذين تدفع اشتراكاتهم لدى الصندوق بصفة منتظمة.
وقام الصندوق في هذا السياق بالتوقيع على عقد-إطار مع الديوان الوطني للأرصاد الجوية لتسلم كشوف درجات الحرارة القصوى من أجل تطبيق أحسن لهذا التعويض الجديد.
الجدير بالإشارة أن قوانين الأمم المتحدة، تمنح العمال عطلة رسمية حال بلوغ الحرارة 50 درجة مئوية فما فوق، حيث تنص قوانين العمل الدولية على منح العاملين عطلة رسمية في حال بلوغ الحرارة 50 درجة، وذلك من أجل الحفاظ على صحتهم وعدم تمكينهم من العمل في ظل درجة حرارة مرتفعة كهذه. وتلزم منظمة الأمم المتحدة الدول الأعضاء فيها بتحديد المناطق التي تبلغ فيها درجة الحرارة الخمسين كمناطق منكوبة تتطلب إجراءات استثنائية لحماية المسنين والمرضى والأطفال من الهلاك.
بلوغ درجة الحرارة سقف الــ50 يفرض على الحكومة إعلان حالة الطوارئ في الولايات المعنية
وقد أجمع عدد من الخبراء في الأرصاد الجوية الجزائرية لــــ"العرب اليوم" أن بلوغ درجة الحرارة سقف الــ50 في عدد من ولايات الجنوب الجزائري الكبير يفرض على الحكومة الجزائرية إعلان حالة الطوارئ أو إعلان تلك الولايات مناطق منكوبة وعدم ترك سكان هذه الولايات فريسة سهلة للشمس الحارقة.
واستشهدوا بعدد من الدول الأوروبية التي بلغت درجات الحرارة بها الـــ40 فقط مما دفع السلطات بتلك الدول إلى إعلان حالة الطوارئ، على عكس ما يحدث في الجزائر هذه الأيام بإعلانات كاذبة لدرجات الحرارة.
درجات حرارة كبيرة أحرقت البشر و الشجر في الجزائر
و بحسب مصدر جزائري مسؤول بالحماية المدنية-الدفاع المدني-لــــ"العرب اليوم" فقد تسبب الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة خلال الـيومين الأخيرين في نشوب 40 حريقًا على مستوى 8 ولايات جزائرية، حيث أكدت المديرية العامة للحماية المدنية أن مصالحها المختصة بمكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية تدخلت لإخماد 12 حريق غابة، 09 حرائق أدغال، 19 حريقًا لمحاصيل زراعية، مع تسجيل خسائر مقدرة بـ 73 هكتارًا من الغابات، 43.7 هكتارًا من الأدغال، كذلك 39 هكتار قمح، 3500 حزمة تبن، و2651 شجرة مثمرة محروقة.
و التهمت الحرائق الناشبة خلال اليومين الأخيرين والناجمة عن الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، 155.7 هكتار من الغابات والأدغال والأراضي الزراعية، حيث أكدت مصالح المديرية العامة للغابات ومصالح الحماية المدنية أنها استطاعت التحكم في عدد من الحرائق الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة عبر ثماني ولايات من الجزائر، وأوضح المدير العام للغابات الجزائرية "عبد الفتاح عبد المالك"، في تصريح للإذاعة الجزائرية، أنه "خلال اليومين الماضيين تم تسجيل 13 حريقًا في كل من شلف، غليزان، تيزي وزو، جيجل، بجاية، سكيكدة وأم البواقي وكذا ولاية المدية، حيث تمكننا بعد بذل كل الجهود من إخماد هذه الحرائق". وأضاف المتحدث، أنه "بفضل التنسيق مع الحماية المدنية تم السيطرة على الحرائق واتخاذ العديد من الإجراءات في هذا الجانب، كما تم تسطير جدول مداومة على مدار 24 ساعة خاص بمديرية الغابات ومصالح الحماية المدنية يتعلق بالولايات التي تتوفر على الغابات" ، في حين أكدت المديرية العامة للحماية المدنية أن مصالحها المختصة بمكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية تدخلت لإخماد 12 حريق غابة، 09 حرائق أدغال، 19 حريقًا لمحاصيل زراعية، بتسجيل خسائر مقدرة بـ 73 هكتار غابة، 43.7 هكتارا من الأدغال، كذا 39 هكتار قمح، 3500 حزمة تبن، إلى جانب 2651 شجرة مثمرة محروقة.
و دفعت موجة الحر الشديدة التي شهدتها عديد المناطق بالجزائر، في الآونة الأخيرة،بمئات المرضى الجزائريين إلى التوافد نحو المصالح الاستشفائية نتيجة تعرضهم لحالات إغماءات واختناقات، لاسيما الأشخاص من ذوي الأمراض المزمنة كالسكري والربو وضغط الدم من أجل التكفل بهم ولتقديم الإسعافات الطبية الضرورية لهم، كما تسببت درجة الحرارة المرتفعة التي تجاوزت الـ40 درجة مئوية في الشمال و المدن الساحلية، خلال هذه الفترة، في تعرض الكثيرين لضربات شمس وإغماءات وعدم مقدرتهم على تحمّل حالة الطقس غير العادية.
و تشهد العديد من مناطق الجزائر منذ الأحد الماضي المصادف لليوم الأول من عيد الفطر المبارك ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة تجاوز 50 درجة بالعديد من الولايات الجنوبية و 40 درجة في الولايات الشمالية، في حين تتوقع مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية انخفاضًا تدريجيًا لدرجات الحرارة والتي ستعود إلى معدلها الفصلي بدءًا من اليوم بعد أن تجاوزت 40 درجة مئوية في الولايات الشمالية و 45 درجة في ولايات الجنوب، وأكدت المكلفة بالإعلام على مستوى ديوان الأرصاد الجوية الجزائرية "هوارية بن رقطة" أنه ابتداء من مساء اليوم الثلاثاء ستنخفض درجات الحرارة بشكل تدريجي بداية بالمناطق الغربية ، وأضافت المتحدثة ذاتها أن درجات الحرارة على مستوى المناطق الوسطى والشرقية ستبقى نوعًا ما مرتفعة حيث سيتم تسجيل 33 درجة بالمناطق الشرقية ودرجات أقل بالمناطق الجنوبية فيما يرتقب أن تعود درجات الحرارة إلى معدلها الفصلي اليوم .
علماء الدين ينصحون: إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم
ورد هذا الحديث في صحيح البخاري: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم، واشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضا، فأَذِنَ لها بنَفَسَين، نفَس في الشتاء ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر