أوتاوا - جاد منصور
عاد صحافي قناة "الجزيرة" السابق محمد فهمي، الذي أفرج عنه من السجن في مصر في أيلول / سبتمبر إلى كندا، على أمل البدء في مناقشة كيف يمكن للحكومة الكندية أن تحمى مواطنيها في الخارج بشكل أفضل.
وأوضح فهمي أنه وصل إلى تورنتو مع زوجته الأحد، وأنه كان دائمًا يتصور هذه اللحظة منذ وجوده في السجن، وأن وصوله إلى كندا ينهي محنة استمرت لمدة عامين، مما أثار تساؤلات حول مدى التزام مصر بحرية التعبير، وعن ما إذا كان ما فعلته حكومة المحافظين في كندا كافيًا لمساعدته.
واعتُقل فهمي عام 2013 مع اثنين من زملائه في قناة "الجزيرة" الإنجليزية، وهمل باهر محمد والأسترالي بيتر غيرستي، وحُكم على فهمي بالسجن لمدة ثلاثة أعوام أثناء إعادة محاكمته هذا العام، بعد إدانته ببث ما وُصف بأخبار كاذبة وتقديم تغطية منحازة لصالح جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة حاليًا.
وأدينت القضية على نطاق واسع من قبل جماعات حقوق الإنسان وغيرها، وتلقى فهمي وزميله المصري محمد باهر عفوًا رئاسيًا في أيلول / سبتمبر الماضي.
وذكر فهمي: "هذا ما كنت أنتظره، شعرت بالتواضع والتعاطف وردود فعل إيجابية من قبل ضباط الشرطة والأمن في المطار الذين تعرفوا على رغم محاولتي إبقاء وصولي بشكل هادئ".
وتابع: "كان محيرًا لي أن يتعرف علي سائق الأجرة والركاب على متن الطائرة والغرباء في المطار، وجدتهم يعرفون تفاصيل قصتي وشعرت بالكثير من الدفء والحب".
وأطلق سراح غريستي وعاد إلى أستراليا قبل عام من خروج فهمي وباهر، وتعرض رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الذي يواجه الانتخابات الاثنين المقبل إلى النقد من قبل فهمي وغيره لعدم قيامه بمجهود كافٍ لإعادة الصحافي إلى كندا، وأشار فهمي إلى أنه كان متأكدًا من عودته إلى كندا في خضم الحملة الانتخابية لأنه يشعر بضرورة بدء مناقشة القضية.
وأضاف فهمي: "نهج هاربر المحافظ كان سببًا في تأخيره فرصتي من أجل الحرية"، موضحا أن وزير الشؤون الخارجية السابق جون بيرد أضر بالقضية عندما قال في مؤتمر صحافي إن محاكمة فهمي يجب أن تتم في كندا وليس في مصر، وهو ما اعتبره فهمي زلة دبلوماسية، مشيرًا إلى أنه كان هناك الكثير ليقوله عن القضية في المؤتمر الصحافي الذي عقد في تورنتو الثلاثاء.
وأفاد مصدر حكومي رفيع المستوى، بأن هاربر تحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت مبكر من هذا العام، وأرسل إليه العديد من الخطابات بشأن قضية فهمي بما في ذلك خطاب منذ أربعة أو خمسة أسابيع.
ولفت فهمي إلى أنه لم يكن يعرف أن هاربر تحدث إلى السيسي، لكنه تساءل عن سبب عدم شفافية الحكومة من خلال الاتصال به واتخاذ موقف من القضية.
والتقى فهمي بالزعيم الليبرالي المعارض جستن ترودو في ساعة متأخرة الاثنين، ويخطط معه لمقابلة زعيم المعارضة الديمقراطي الجديد توم مولكير لكنه ليس لديه أي خطط لتأييد المشرح.
ويخطط فهمي لتولى منصب أستاذ مساعد في جامعة "كولومبيا" البريطانية في مدرسة الصحافة في "فانكوفر"، كما يؤلف كتابًا عن تجاربه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر