صدر لرئيس اتحاد الكتاب الاردنيين الشاعر مصطفى القرنة حديثا ديوان شعر جديد بعنوان( قمري ربما لم يأت بعد). وامتازت قصائد الديوان بملامسة النفس الانسانية، لتزيدها ابتهاجا وإحساسا بما حولها ، في كلمات اشبه بكلمات عاشق لا يدرك قيمتها سوى العشاقِ أصحابِ البصيرة . ويعلن القرنة في ديوانه الذي جاء في 314 صفحة من القطع المتوسط احتجاجه على الصمت، رادا إياه لبؤس الأمة وضعفها حين يقول: صمت يحل بنا فيطلقنا عرايا عاجزين عن البكاء. ويبرز الشاعر إيمانَه العميق بقيمة الحرية ، واهمية الماضي وما فيه من مراراتٌ متصلة، كفقد الأحبة، وساعات الهجير، والرمادُ الذي يُعمي العيون والاحلام الضائعة. ويجمع القرنة في قصائده بين الغنائية، والمشهديةَ، والسردَ، أو النسقَ الاستعاريَّ الجامح، و الحكمةَ، التي تحمل معاني متدفقة مثل نهرٍ جديدٍ ولد توًا / محققا إمكانية التأمل للجمالية الشعرية، اذ يعيد تشكيل الظهور الأساسي للحياة، لتظهر القصيدة في نهاية الأمر كأنها قراءة تأويلية للوجود. . ويبرز في قصائد الديوان الخيال المجنح المحلق ... الخيال الجامح الذي يضم كل المفردات في قبضة واحدة ثم ينثرها مشكلا جملا فنية مبدعة، حيث تتماهى الحدودُ بين الواقعِ والخيال، بين الشعورِ واللاشعور، بين الحنين وما يشبه الحنين. ويظهر القرنة في الديوان قدرة على تشكيل القصيدة واختيار مفرداته وتطويعها باسلوب مشوق، ليصل بالمتلقي الى ما يريد حاملا ايّاه في جو ابداعي ملائكي ساحر تنساب موسيقاه العذبة الرائعة عبر آدائه المتميز . ويبدع في تطوير الصياغة الشعرية واللغة الموحية الدالة، واختيار الإيقاع الداخلي الذي يتناسب مع شكل قصائده، في محاولة منه لجعل الموسيقى الشعرية تنساب انسيابا طبيعيا في أحرف كلماته المنتقاة. يذكر ان القرنة هو رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، وصدر له سابقا روابتا: الموت بطعم مالح ، وخيمة مشرعة للريح، ومجموعة قصصية بعنوان دولاب الجان، وديوان شعر بعنوان انتبه عند المرور .