ذكر محافظ إقليم الجديدة معاذ الجامعي، في كلمة ألقاها أمام عدد من ممثلي وسائل الإعلام، أن وصول مهرجان جوهرة الدولي إلى الدورة الخامسة يُعد مؤشرًا على نجاحه، على اعتبار أن أكثر الشركات والمشاريع تموت قبل عامها الخامسة، مشيرًا إلى أن هذا العام عرف ترشيد وتقليص الميزانية المخصصة للموعد بتحديدها في 6 ملايين درهم من أجل تفعيل الاستمرارية التي اختيرت شعارًا لنسخة هذا العام.

وأشار ذات المسؤول الإقليمي، خلال الندوة الصحافية التي احتضنها مقر الكنيسة القديمة في الحي البرتغالي في الجديدة بمناسبة التحضير للدورة الخامسة من المهرجان الدولي "جوهرة"، إلى أن وزارة "الثقافة"، خلافا للدورات السابقة، ستنخرط في تنظيم الدورة الحالية للمهرجان، وذلك بعدما دأبت جمعية دكالة وعمالة إقليم الجديدة على إعداده وتنظيمه بشكل سنوي تحت رعاية الملك محمد السادس.

وفيما عبّر الجامعي عن سعادته في حضور الندوة الصحافية التي جرت الأربعاء، أشار من جهة أخرى إلى ضرورة الاستمرار في إنجاح الدورات المقبلة، "حتى يصير المهرجان في مصاف التظاهرات التي تجاوزت إقامة 150 من الدورات في بعض البلدان الأوربية، وعلى غرار مهرجان مولاي عبد الله الذي يُجهل عمره كما لا تعرف سنة انطلاقه"، مشدّدا على أن سابق نسخ "جوهرة" لم تشهد أي انفلات أمني يمكن أن يعكر صفو الفرجة لدى زوار الفرجة الفنية والثقافية.

أما المندوب الإقليمي لوزارة "الثقافة" الجديدة فقد أشار ضمن كلمته إلى أن مهرجان جوهرة الدولي يعدّ من بين المهرجانات القليلة التي تعتمد المجانية في توفير الفرجة للجمهور، وأضاف أن الموعد يهدف إلى الاحتفاء بالقيم الإنسانية النبيلة للمغاربة كافة، والدكاليين خصوصًا، مُعتبرا هذه التظاهرة مناسَبة للفرجة العائلية في جو من الراحة والأمن، وفرصة لإعطاء الإقليم ما يستحقه من الإشعاع الاقتصادي والفني والسياحي، مثمّنا ما ورد على لسان عامل الإقليم من عزم الجهات المسؤولة على إنشاء أكاديمية في المدينة من أجل خلق تنافسية فنية وموسيقية وثقافية طوال العام.

وعن الأرقام المرتبطة بالمهرجان، فقد أكّد مندوب وزارة "الصبيحي" أن الدورة السابقة وصلت إلى 5 ملايين زائرًا، و55 مليون مشاهدًا، ومشاركة ممثلين عن 25 دولة، و500 فنّانًا وموسيقيًا، و500 صحافيًا معتمدًا، و15 موقعًا للأنشطة، و5 منصات مفتوحة، و50 شريكًا وفيّا، مشيرًا إلى أن الإحصاءات اتسمت بالتصاعد دورة بعد أخرى.

وأوضح المستشار الفني للمهرجان، الفنان عصام كمال، أن الدورة الخامسة التي ستنظّم أيام 6 و7 و8 من شهر آب(أغسطس) المقبل، ستعرف مشاركة مجموعة من الفنانين الموسيقيين، حيث سيجري تقديم العروض في ثلاث منصات بكل من أزمور والبئر الجديد وحلبة سباق الخيل في الجديدة، كما سيتم الوفاء بوعد قطعه المنظمون في دورة سابقة، يقضي بضرورة إشراك الفرق الشبابية المتوّجة في مسابقة "مواهب جوهرة"، وبرمجة عروضها في الدورة الخامسة.

وعن البرمجة الموسيقية للمهرجان، فقد أوضح عصام كمال أن منصة سباق الخيل في الجديدة ستحتضن عروض كل فاضل المزروعي وعبد العزيز ستاتي وباسكال مشعلاني وسعيدة شرف ومستريو والشاب بلال، في حين سيكون لزوار منصة أزمور موعدًا مع كل من شعيب لهلالي ورشيد المريني وفاطمة الزهراء العروسي وحميد الحضري وفرقة مازاكان وميدان بلاد وسعيد ولد الحوات، فيما سيتم تنظيم عروض كل من فرقة هوسة ورضا الطلياني وريبيليون وحجيب وعصام كمال وزينة الداودية على منصة مدينة البئر الجديد.

بعد أن قدّم الفنان سعيد موسكير أغنية ترحيبية مقتضبة خلال الندوة الصحفية، تقدّم عدد من ممثلي وسائل الإعلام بجملة من الأسئلة والملاحظات، تمحورت أغلبها حول ضرورة الانتباه خلال الدورة الحالية للإحكام التنظيمي في مختلف الجوانب المقترنة بالموعد، والتفكير في إقامة منصات إضافية بعدد من الفضاءات، كأولاد غانم وسيدي بنور، وأيضا مراعاة موعد المهرجان المتقاربة مع مهرجان مولاي عبد الله.

وأوضح مدير مهرجان جوهرة الدولي نبيل كراط، عقب انتهاء الندوة الصحافية، أن الموعد يتحدى الإكراهات ويعتبر من بين التظاهرات القليلة التي يتم تنظيمها بالاعتماد على تمويل المؤسسات الخاصة، ولا يُضخّ في ميزانيته درهمٌ واحد من دعم الدولة، مشيرًا إلى أن "جوهرة" لا يقتصر على العروض الموسيقية، بل يعرف تنظيم أنشطة تستهدف جميع الفئات العمرية، وتشمل العروض الرياضية والمسرحية والترفيهية والمعارض وفنون الشارع ومسابقة "مواهب جوهرة".