الدار البيضاء – المغرب اليوم
أكدت حكيمة الحيطي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة يوم أمس الأربعاء بالدار البيضاء أن المغرب يمتلك استراتيجية واضحة ومتكاملة في مجال حماية البيئة والحد من استعمال الغازات الملوثة.
وأضافت الحيطي، في كلمة لها خلال حفل الافتتاح الرسمي للدورة السابعة للمعرض الدولي لتجهيزات وتكنولوجيا وخدمات البيئة (بوليتيك 2015)، والمنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الجهود التي بذلتها المملكة في هذا الاتجاه مكنت من تحقيق إنجازات مهمة عززت من موقعها في خريطة المساعي الدولية لمحاربة ظاهرة الاحتباس الحراري.
مشيرة إلى أن هذه الإنجازات همت على الخصوص الحد من استعمال الغازات السامة لا سيما في المجال الصناعي، وتدبير النفايات من خلال جيل جديد من محطات تجميع النفايات، يتم فيها تحويل النفايات إلى مصدر للطاقة الحيوية تستخدم في إضاءة هذه المحطات، حيث أحدثت المحطة الأولى بمدينة الدار البيضاء، لتشمل هذه المبادرة في ما بعد كبرى مدن المملكة.
وذكرت أن التقدم الكبير الذي شهده المغرب في هذا المجال توج باقتراح المملكة لاحتضان المؤتمر الثاني والعشرين للأطراف في الاتفاقية- الإطار للأمم المتحدة الخاصة بالتغيرات المناخية بمراكش سنة 2016.
وبعد أن شددت على أن مسؤولية تدبير التحديات البيئية، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وحماية التوازن البيئي يتحملها الجميع من مسؤولين حكوميين ومقاولات اقتصادية وأشخاص ذاتيين، أبرزت أن العالم في اللحظة الراهنة يجمع على ضرورة العمل من أجل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وحماية الأرض من كل المتغيرات المناخية التي قد تهدد حياة البشر.
ومن جهتها، أوضحت المندوبة العامة للمعرض، سيلفي فورن، "أن هذه التظاهرة الاقتصادية هي استمرار للمجهودات التي بذلت طيلة الدورات السابقة، والتي توجت على الخصوص بتجميع المبادرات الرامية إلى تقديم حلول مبتكرة وناجعة للتحديات البيئية والمناخية التي تواجه دول المعمور، وتوفير فضاء ملائم للفاعلين الاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم من أجل تبادل الخبرات والمهارات، والتعرف على أحدث الابتكارات والتكنولوجيات، خصوصا ما يتعلق منها بالمهن المرتبطة بالاقتصاد الأخضر.
وتابعت أن الدورة السابعة، التي تأتي قبيل انعقاد المؤتمر الواحد والعشرين للأطراف في الاتفاقية- الإطار للأمم المتحدة الخاصة بالتغيرات المناخية لسنة 2015 بباريس، وفي أفق مؤتمر مراكش 2016، تعرف مشاركة 265 عارضا، أزيد من 60 في المائة منهم ينتمون إلى بلدان أجنبية، من بينها على الخصوص فرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا وعدد من البلدان الإفريقية.
وأشارت إلى أن العارضين يمثلون قطاعات تعنى بتقديم حلول لتحسين جودة المياه، وتطوير تجهيزات التطهير السائل، وتدبير النفايات وطرق تحويلها إلى مواد أولية أو طاقية، وتنويع مصادر الطاقات المتجددة. وشهد حفل افتتاح الدورة السابعة لهذا المعرض توزيع جوائز (بوليتيك 2015)، لأول مرة في مسار هذه التظاهرة، على عارضين تميزوا في مجال الابتكار وعقد الصفقات والشراكات، وتقديم حلول بيئية غير مسبوقة، شملت جائزة الابتكار، وجائزة أحسن شراكة، وجائزة الأداء المثالي، إضافة إلى جائزة خاصة تروم مكافأة المقاولات التي استطاعت أن تقدم عملا استثنائيا في مجال حماية البيئة.
وتجدر الإشارة إلى أن افتتاح المعرض، الذي تنظمه وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، تم بحضور كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية وتنشيط السياحة وشؤون الفرنسيين في الخارج، ماثياس فيكل، الذي تشارك بلاده في هذه الدورة ممثلة ببعثة مهمة تتكون من حوالي 70 عارضا من مجالات متنوعة، إلى جانب مسؤولين أفارقة ودبلوماسيين أجانب، وممثلين عن السلطات المحلية، وشخصيات من عالمي الاقتصاد والإعلام.
يذكر أن برنامج هذه السنة يتضمن عقد الدورة الرابعة لمناظرة "الجماعات المستدامة"، ويوما خاصا بإفريقيا لمناقشة تحديات الجماعات الترابية الإفريقية في مواجهة رهانات التغير المناخي، و"منتدى التعمير والمدينة المستدامة"، فضلا عن أيام خاصة بإنعاش الشغل من خلال النجاعة الطاقية.