القاهرة – محمد عبد المحسن
قبل نحو عام مضى، كان بوسع العداء الإندونيسي لالو محمد زهري تحمل تكاليف أحذية العدو بالكاد، ولم يكن معروفا خارج نطاق قريته الصغيرة الواقعة في جزيرة لومبوك في شرق البلاد.
وتغير كل هذا بعد ان سجل زهري 10.18 ثانية في وقت سابق هذا الشهر، حيث قدم العداء اليتيم البالغ من العمر 18 عاما، نهاية قوية، ليفوز على كوكبة من أبرز مواهب العدو في العالم على صعيد الناشئين، وذلك في نهائي 100 متر ضمن بطولة العالم تحت 20 عاما في فنلندا.
ولم يكن لدى إندونيسيا أي متسابق في أي نهائي بالبطولة، ناهيك عن امتلاكها لبطل العالم للناشئين، ليصبح على كاهل زهري سريعا الكثير من آمال البلاد، قبل استضافتها دورة الألعاب الاسيوية المقبلة.
ولا يزال الصعود المفاجئ لزهري لمرتبة حامل لواء الحفاظ على مكانة البلاد، الواقعة في جنوب شرق آسيا والبالغ مجموع سكانها نحو 260 مليون نسمة، يمثل مفاجأة بالنسبة للشاب صاحب الصوت الخفيض.
وقال زهري خلال راحة من التدريبات التي يخوضها على إستاد جيلورا بونج كارنو "الدعوة للقاء الحكومة والوزراء والرئيس تجاوز حدود تخيلاتي، أشعر بالفخر والامتنان".
وامتدح الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، زهري باعتباره "مصدر إلهام جماعي لرياضيي البلاد لحصد الذهب" في دورة الألعاب الآسيوية، وأصدر أوامر لمجلس الوزراء بإعادة تجديد منزله الذي تم تأسيسه من أخشاب البامبو.
ولا يبدو العداء الشاب واثقا من فرصه في الفوز بميدالية ذهبية أخرى في دورة الألعاب الآسيوية التي ستقام في جاكرتا وباليمبانج، في الفترة من 18 أغسطس وحتى الثاني من سبتمبرالمقبلين.
وقال زهري "أعتقد ان دورة الألعاب الآسيوية ستكون صعبة لأن المنافسة متقاربة وسأواجه مجموعة من المنافسين الكبار، الذين يمتلكون المزيد من الخبرة، ويمكنهم إنهاء السباق في زمن أقل من 10 ثوان" مشيرا إلى ان تركيزه سينصب على الإعداد لدورة طوكيو الأولمبية 2020.
واستطاع زهري ان يختصر من أفضل زمن شخصي له والذي كان يبلغ 10.25 ثانية، خلال فوزه بلقب بطولة العالم في تامبيري، وهو ما تركه مبتعدا بفارق 0.01 ثانية عن الرقم القياسي الإندونيسي المسجل باسم سوريو أجونج ويبو، والبالغ 10.17 ثانية.
ولكي يفوز بذهبية 100 متر على مضمار إستاد جيلورا بونج كارنو، الشهر المقبل، فإن عليه في الأغلب التفوق على القطري فيمي أجونودي، المولود في نيجيريا، والثنائي الصيني سو بينجتيان وتشي تشنيي، والثلاثة حققوا أزمنة أقل من 10 ثوان.
وبات زهري أيقونة في قريته كارانج بانجسور، حيث وفر له الساحل الرملي أول مضمار تدريب.
واستدعى زهري تلك الذكريات قائلا "كنت أركض حافي القدمين على الشاطئ وفي المياه، كانت المياه تصل إلى ربلة ساقي، لم أكن أرغب في الاستسلام".
وتوجد لوحات إعلانية تحتفي بلقبه العالمي، تزين مدخل قريته، بينما يتجمع الجيران والأقارب السعداء بنجاحاته أمام منزل العائلة في الأغلب لمتابعته عبر شاشة التليفزيون.