الرباط - المغرب الرياضي
سنة 1970 بمدينة بركان، ولد فوزي لقجع، الذي سيدشن اسمه وطنيا وقاريا ودوليا عبر مراحل، ما جعل أسرته المحافظة، المكونة من ثلاثة إخوة وأمه ربة البيت، وأباه المدرس قبل أن ينهي مساره الوظيفي مفتشا متقاعدا، تفتخر به.
بدأ لقجع خطواته متدرجا، وهو الذي تابع مرحلة الدراسة الابتدائية والثانوية بمسقط رأسه “بركان”، حيث حصل على شهادة البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية عام 1988، ليلتحق بعدها بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، الذي تخرج منه بشهادة مهندس زراعي، ملتحقا بعد ذلك بوزارة الفلاحة، قبل أن يكمل دراسته بالمدرسة الوطنية للإدارة التي كانت سببا في بداية عمله بالمفتشية العامة للمالية، منتقلا بعدها للعمل كرئيس لشعبة المجالات الإدارية، وفي منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية.
من المال والأعمال، انتقل إلى عالم الكرة المستديرة التي عشقها في صغره، حيث داعب الكرة كأسلافه، إلا أن انشغاله بمساره الدراسي والمهني جعله يبتعد عن عشقه؛ عشق ظل يلاحق لقجع مع توالي السنوات، ما جعله يعود إليه من بوابة التسيير، بعدما تمكن من رئاسة الفريق الذي ترعرع بين فئاته السنية نهضة بركان سنة 2009، عائدا به إلى قسم الأضواء، ليجد نفسه بعد سنوات قليلة، مشرفا على الجهاز الوصي علی الكرة بالمغرب، منصبا نفسه أصغر رئيس في تاريخ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
لقجع ومنذ توليه منصب الرئاسة بالجامعة، عمل على رفع ميزانية الجامعة، ورفع الدعم الممنوح للفرق الوطنية، ناهيك عن الاهتمام بالبنية التحتية الرياضية، التي كانت تثير غضب الكثير من الفرق وجمهورها، لتصبح بذلك الجامعة في عهده تعرف دينامية وحيوية كبيرتين؛ قاطعا بذلك خطوات متميزة بنقله كرة القدم الوطنية من ماضيها المجهول، نحو حاضرها المشرق.
منذ أن ترأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى انتخابه عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد حصوله على 41 صوتا مقابل 7 أصوات لمنافسه الجزائري روراوة، انتقل لقجع إلى مهمته الأخرى، التي تجلت في تعزيز العلاقات بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والاتحادات الكروية في القارة الإفريقية، بتوقيع اتفاقيات شراكة شملت عددا من مجالات التعاون، أبرزها العمل على تطوير كرة القدم، وتبادل التجارب للنهوض بالتحكيم، وتكوين الأطر التقنية والإدارية، الشيء الذي جعله يخطف الأنظار وطنيا وقاريا؛ خصوصا بنزوله إلى الميدان وفق استراتيجية وأهداف، ليصعد بعد ذلك إلى مركز القرار في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد تعيينه من “الكاف” رئيسا للجنتي المالية والتدبير والتعويضات والأجور، ولجنة المنافسات والأندية، ونيابة رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
لقجع، وبعدما توغل إفريقيا، اتجه صوب أكبر هرم في التسيير الكروي “الاتحاد الدولي لكرة القدم”، بعدما عين عضوا بمركز لجنة الحكامة والمراجعة، لمراقبة عمل “الكاف” والمسابقات الإفريقية والحكام والملاعب، ما جعله يوطد علاقته بإيفانتينو رئيس الفيفا، الذي دائما كان يشيد بالرياضة في المغرب والطفرة التي حققها جهاز الكرة وطنيا وقاريا، ومازال كذلك؛ شهادة ساهمت ولو بشكل غير مباشر في تغيير البوصلة صوب الفيفا، وتفكيره بتقلد منصب في لجنتها التنفيذية، وهذا ما حصل بالضبط بعدما تم تعيينه عضوا باللجنة رفقة المصري هاني أبوريدة، ليكون بذلك أول مغربي يشغل هذا المنصب، بعدما كان أصغر رئيس في تاريخ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
قد يهمك ايضا