الرباط ـ المغرب الرياضي
أكد جعفر عاطفي، الإطار الوطني في التدريب والإعداد البدني، أن قرار استئناف البطولة الوطنية قرار صائب، لعدة اعتبارات، وسيقطع الطريق على التأويلات. وأضاف عاطفي، في حوار مع «الصباح»، مؤكدًا أن الخطة التي اعتمدتها الجامعة لاستئناف البطولة، استهدفت بالدرجة الأولى محاربة انتشار «كورونا»، قبل أن تراعي الإصابات الرياضية، التي يمكن اعتبارها أنها تدخل ضمن الممارسة.ووصف "عاطفي" قرار استئناف البطولة المحلية بـ"الصائب" قائلًا: "سيمكننا من إتمام البطولة، بحكم أن المباريات لم تلعب جميعها، ما يصعب المأمورية في حسم اللقب، وثانيا، أن مجموعة من الدول استأنفت المنافسات.
ومعها العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية، وبالتالي لا شيء يمنع من استئناف الأنشطة الرياضية بدورها، حتى تبقى الرياضة في السياق العام لتدبير الدولة لمرافقها، ولا يمكن عزلها عن باقي القطاعات، للحفاظ على تجانسها مع باقي المجالات الأخرى، وثالثا، سد الباب على مجموعة من التأويلات، والأشياء التي تضر بكرة القدم الوطنية، وفسح المجال لتساوي الحظوظ بين الجميع"، وتابع: "انطلاقا من هذه النقط، أرى أن توقيف البطولة في وقت مناسب، قبل استئنافها فيه تريث، واتخذ في الوقت المناسب أيضا".
وعن تأثير القرار على الجانب البندي للاعبين قال "عاطفي": "بالنسبة إلى الجانب البدني، لا يمكن الحديث عن تأثير القرار على طريقة الإعداد البدني للاعبين، سواء في أوربا، أو المغرب، بحكم أننا نتوفر على معدين بدنيين في المستوى، مطلعين على آخر المستجدات، لكن ما يمكن الحديث عنه، أنه في أوربا استؤنفت البطولات في وقت حاسم، لتحديد اللقب، والمباريات عرفت حدة كبيرة، وبالنسبة إلى المغرب، فإن الوقت الذي توقفت فيه البطولة، لم نكن على علم بالوقت الذي ستستأنف فيه، وبالتالي لم يكن من الممكن وضع برنامج لاستئناف التداريب، والبرامج التي وضعت، استهدفت الحفاظ على اللياقة البدنية فقط".
وتابع: "والملاحظ أنه قبل استئناف البطولة الوطنية، تكون هناك فترة إعداد تتخللها مباريات إعدادية، وبما أن هذه السنة تعيش الكرة الوطنية ظروفا خاصة، فإن المباريات التي ستجرى لن تعرف إيقاعا عاليا، ولن تعرف حدة كبيرة في التباري، بينما مستوى جميع الأندية الوطنية متقارب من حيث الجاهزية البدنية، لأنها لم تجر مباريات إعدادية، ولم تخض تداريب جماعية، كما هو متعارف عليه"، قائلًا: "وأعتقد أن مستوى الأندية سيكون متقاربا، ونوعية الإصابات لن تخرج عن الإصابات المتعارف عليها، لكن الأمر الأكيد، أننا سننقذ الموسم، مع الاستعدادات للموسم المقبل، الذي أنقذناه بدوره".
وعن مدى تأثير الخطة التي وضعها الجامعة الملكية المغربية لاستئناف البطولة على اللاعبين قالة "عاطفي": "من ناحية التأثير السلبي لاستئناف البطولة على الأندية واللاعبين، لا علاقة له بالخطة التي وضعتها الجامعة، وله علاقة بالصيرورة العامة للوضع الوبائي بالمغرب، وهناك مسألة أخرى، أن هاجس التعرض للإصابات، لا ينبغي أن يكون أكبر من هاجس انتشار فيروس «كورونا»، والخطة تستهدف هذا الأمر بشكل كبير، لأن الخطة وضعت لحماية اللاعبين من الإصابة بالفيروس، أما الإصابات الرياضية، فهي واردة في كرة القدم، وما يجب تفاديه تسجيل عدد إصابات كثيرة بسبب كرة القدم، وهذا يفرض على الأندية والمسؤولين أن يكونوا واعين بالإجراءات والطرق المقررة للعودة إلى الممارسة بشكل تدريجي، لمرورها في ظروف أفضل".
وأوضح:" من خلال هذا المنطق، على الأندية أن تحترم الإجراءات المتبعة في الحفاظ على سلامة اللاعبين وجميع مكونات كرة القدم الوطنية، الشيء الذي دفعها إلى وضع برنامج تدريبي عبر مراحل، من خلال وضع فترة للتداريب الفردية، ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي ستخوض فيها الأندية التداريب الجماعية، وهذه الإجراءات سيكون لها تأثير على المستوى التقني العام، لكن يمكن اعتبارها أخف الضررين، بحكم أنها ستنقذ الموسم من الناحية الرياضية، دون إصابة اللاعبين بالفيروس. والجامعة اتخذت مجموعة من الإجراءات للمساهمة في العودة إلى التنافس، باعتبارها المسؤول الأول عن القطاع، والأندية ملزمة بدورها بالتعامل مع الوضع بكل مسؤولية".
وأكد "عاطفي" أن مدة الشهر المحددة للتدريبات قبل استئناف البطولة غير كافية قائلًا: "إن مرحلة الإعداد للموسم تتطلب ثمانية أسابيع، ويمكن أن تتقلص إلى ستة، ولا يمكن لأربعة أسابيع أن تمنحنا نتائج جيدة في اللياقة البدنية، لأن ثمانية أسابيع بدورها غير كافية للحصول على لياقة بدنية عالية، ويتعين علينا انتظار شهر إضافي من المباريات للحصول على جاهزية بدنية كاملة، وبالتالي فإن أربعة أسابيع، يعد الحد الأدنى، بالنظر إلى مدة التوقف التي استمرت لأكثر من 100 يوم، أي ما يقارب أربعة أشهر، ولا يمكن منح أكثر منها لضمان انتهاء الموسم في شتنبر المقبل، وإعطاء انطلاقة الموسم المقبل في أكتوبر".
واشار إلى وجود بعد الأندية التي ستستفيد من فترة إضافية من التداريب في الوقت الذي يتعين على أخرى أن تخوض المؤجلات، لكنه يعتبره قرارًا حكيمًا بحكم أن عدد المباريات سيكون قليلًا، ووتدبيرها سيكون أسهل، إضافة إلى أنه حال تطور الوضع الوبائي لما هو أسوأ، قائلًلا:" وهذا ما لا نتمناه جميعا، سنتمكن من إجراء المباريات المؤجلة، وفي حال تقرر وقف البطولة الوطنية، على الأقل سيكون بإمكان الجامعة أن تتخذ قرارا بشأن حسم اللقب"، معتقدًا أن هذا الإجراء قرار جيد، وروعي فيه تطور وضعية الوباء، كما ينسجم مع الإجراءات، التي اتخذتها الدولة في مواجهة هذه الجائحة.
وعن بطولات الهواة وكرة القدم النسائية وكرة القدم داخل القاعة قال "عاطفي": "إن إمكانياتها اللوجيستيكية وطرق مرافقتها أقل من كرة القدم الاحترافية، أي أن الجامعة والعصب المشرفة عليها، لا تتوفر على الإمكانيات المذكورة، لضمان إجرائها في ظروف أفضل، وبالتالي كان من المفروض على الجامعة تأجيل استئنافها للبطولة، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، فمثلا بطولة الهواة، من الصعب التحكم في جمهورها، وعليه كان لزاما انتظار أن يقل خطر الإصابة بالفيروس لاستئنافها، وأظن أن هذا أمر إيجابي".وتابع: "إلى جانب أن بطولة الهواة وكرة القدم النسوية غير مرتبطتين بالمنافسات الخارجية، التي بإمكانها أن ترغم الجامعة على تحديد بطل في وقت معين، وتأخيرها إلى الموسم المقبل لن يطرح أي مشكل".
وكشف "عاطفي" عن الخطر الذي يُشكله قرار استئناف البطولة على اللاعبين قائلًا: "أكيد أن هذه المرحلة تتطلب مجهودا إضافيا من قبل الجميع، وأظن أن الجامعة واعية بهذا الجانب، واتخذت جميع الإجراءات لمواكبة الأندية الوطنية لتدبير هذه المرحلة، لكن ليس هناك بديل، والأندية التي لديها إمكانيات برمجة التداريب ليلا، يمكن أن تفعل ذلك، بحكم توفر ملاعبها على الإنارة، ولكن الأندية التي يتعين عليها إجراء تداريبها نهارا، يمكن أن تعتمد برنامجا يناسب طبيعة الظروف التي تعيشها، مثلا عوض أن تبرمج حصة يومية من ساعتين، يمكن أن تبرمج حصتين في كل واحدة ساعة، وما يمكن التأكيد عليه أن الأندية لديها هامش من الاجتهاد، وكل كل هذه الأمور، تدخل في إطار السياسة العامة للدولة، من أجل إنجاح عملية محاربة هذا الوباء، وتفادي انتشاره بشكل كبير في بلادنا، والعمل على إنقاذ الموسم".
وعند جديده في مشواره مع كرة القدم قال "عاطفي": "بعد مساري مع الكوكب المراكشي، توقفت عن الممارسة قليلا، ثم توصلت بعد ذلك بعدة عروض، ضمنها أحد أندية القسم الأول، إذ اتفقت معه على كل شيء، غير أنه في آخر لحظة، منعتني الجامعة من ذلك، بحكم أنه لم يكن من حقي أن أدرب فريقا من القسم الأول، وهذا أعتبره حيفا، وعلى المسؤولين أن يجتهدوا لتعديل هذه القوانين".وتابع: "هناك اتصالات مع مجموعة من الأندية، لكن لا جديد في القريب العاجل، بحكم أنه لا شيء رسمي، من ناحية أخرى، أنا بصدد إعداد رسالة دكتوراه، وهي في المرحلة الأخيرة، وأتمنى أن تكون مناقشتها في بداية السنة الدراسية المقبلة".
قد يهمك ايضا:
"فيفا" يتلقى شكوى جديدة ضد النادي الإفريقي التونسي بسبب رسوتان وسارغ