الرياض - المغرب الرياضي
أعلن نادي الوحدة الانفصال بالتراضي عن المدرب دانييل كارينيو وتعيين عيسى المحياني لقيادة الفريق إلى جانب مساعده أسامة برناوي حتى نهاية الموسم الحالي. حيث خسر كارينيو في مباراته الأخيرة 1 - صفر أمام ناديه السابق النصر بعد اللعب أكثر من نصف المباراة بعشرة لاعبين، ووجه انتقادات حادة للتحكيم بعد هذه الهزيمة.
وجرى اتخاذ هذا القرار “المفاجئ” بعد أيام قليلة من إطلاق المدرب تصريحه المثير بعد خسارة فريقه ضد النصر بهدف دون مقابل في الجولة الـ”25” من بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والذي لمح فيه إلى أن هناك تعاملًا “خاصًا” من الحكام مع الفرق الكبيرة، مشيرًا إلى تجربته السابقة مع النصر، مما عدّه البعض “إسقاطًا” مكشوفًا ومثيرًا للشارع الرياضي.
ورغم نجاحاته التي سجلها مع فريق النصر، خصوصًا حين قاده لحصد بطولة دوري “2013 - 2014” وكذلك بطولة كأس ولي العهد، فإنه سجل كثيرًا من التصريحات المثيرة للجدل، مما تسبب أيضًا في إقالته من فريق الشباب، حيث انتقد في أحد المؤتمرات الصحافية إدارة النادي، إلا إن إقالته من الشباب أيضًا جرت بعد الخسارة من النصر في عام 2018، ليعود مجددًا إلى أصفر العاصمة، إلا إنه لم يحقق النجاح المنشود الذي حصل في الفترة الأولى التي امتدت لنحو العامين.
وفضلًا عن ذلك، لم ينجُ ناديه السابق من النقد الحاد، ولكن بعد رحيله حيث انتقد عمل إدارة نادي النصر وتحدث في أمور داخلية خلال أحاديث لوسائل إعلامية في بلاده بعد تجربته الأخيرة في الموسم قبل الماضي.
وبالعودة إلى تجربة كارينيو مع الوحدة هذا الموسم؛ فقد تلقى المدرب إشادات كبيرة جراء صناعة فريق متمكن نجح في أن يكون منافسًا قويًا على حصد أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري، وتمكن من التغلب على قطبي جدة الكبيرين الاتحاد والأهلي في بطولة الدوري، إلا إنه سجل تراجعًا واضحًا بعد فترة التوقف؛ بل إن التقلبات في النتائج كانت في الجولات الأربع التي سبقت التوقف الإجباري للدوري نتيجة “كورونا”.
ورغم أن إدارة الوحدة كانت الأكثر رفضًا لأي فكرة مطروحة بشأن إلغاء الموسم بعد المداولات التي تمت خلال فترة التوقف الطويلة؛ فإن وضع الفريق لم يعد كما كان، حيث خسر الوحدة من الشباب على أرضه بثلاثة أهداف نظيفة، ثم تعادل مع الرائد سلبًا، قبل أن يخسر من النصر بهدف، مما يعني أنه أقل الفرق حصيلة بعد الاستئناف، وهذا ما جعله يتراجع لخامس الترتيب برصيد “40” نقطة. كما أن هناك بطاقتين حمراوين أشهرتا في وجه لاعبي الفريق في مواجهتي الشباب والنصر، مما يعكس حالة التدهور الفني الحاصل في الوحدة خلال المباريات الأخيرة.
وسيخوض الوحدة مباراته المقبلة ضد العدالة في الأحساء غدًا الخميس، في مباراة لن تكون سهلة، وإن كانت أمام متذيل الترتيب الباحث عن الحفاظ على آخر فرص التمسك بأمل البقاء؛ حيث سيعني أي تعثر للفريق تراجعه الإضافي في جدول الترتيب لصالح الرائد أو الشباب أو كليهما.
وبالعودة إلى خطوة تعاقد إدارة الوحدة مع المدرب كارينيو، فقد جرى التعاقد معه خلفًا للكرواتي ماريو سينانوفيتش في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي؛ حيث قاد الفريق منذ الجولة الرابعة من دوري هذا الموسم وتحديدًا في مواجهة الفيحاء.
وتشير المصادر إلى أن فك الارتباط بين الطرفين لن يكلف النادي شرطًا جزائيًا عدا راتب شهرين سيدفع للمدرب بعد أن جرى فك الارتباط بشكل ودّي، وذلك حسب البيان الرسمي الذي أصدرته إدارة النادي.
ورفض عدد من مسؤولي الوحدة التعليق لـ”الشرق الأوسط” على هذه الخطوة.
من جانبه، عدّ المدرب الوطني الخبير حمد الدوسري أن الإقالة في هذا الوقت لمدرب صنع فريقًا مميزًا ومتمكنًا “قد تكون لها آثار سلبية أكبر بكثير من الإيجابية، وإن كان الهدف إيجاد صدمة لعودة الفريق إلى مسار حصد النقاط”.
وأشار في حديث لـ”الشرق الأوسط” إلى أن الوحدة “كان ولا يزال يسير على طريق مجد تاريخي، وإن خسر آخر 3 مباريات (8) نقاط، إلا إن الخسائر من فرق كالشباب والنصر ليست سيئة جدًا؛ بل إن هذه فرق مميزة، وقد لا يكون الفريق وُفق أمامها في المباريات الأخيرة قياسًا بالمباريات التي جمعته بهما وبباقي الفرق في الدور الأول”.
وعبر عن استغرابه من هذه الخطوة، مشيرًا إلى أنه لا يعدّها صحيحة إذا كانت تتعلق بجانب فني وليس شيئًا آخر.
من جانبه، قال المدرب سلطان خميس إن “الفريق تراجع في النتائج في المباريات الأخيرة، وبما أن اللجنة الفنية في النادي رأت أن مصلحة فريقها إقالة المدرب؛ اتخذت الإدارة هذا القرار”.
وأشار إلى أن “المشكلة التي تعاني منها الأندية السعودية هي تكرار المدربين، فحينما ينجح مدرب مع فريق، يتم استقطابه من ناد آخر بهدف تكرار النجاح، وهذا يؤدي في الغالب للفشل”.
قد يهمك أيضا: