برازيليا - المغرب اليوم
شعور متناقض بين السعادة والألم عاشته الجماهير المغربية قبل 22 سنة، في غضون دقائق، بعدما تحطمت أحلامهم في مونديال فرنسا، عقب الانتصار الكبير على أسكتلندا بثلاثية نظيفة.كانت المواجهة الثالثة من دور المجموعات لكأس العالم 1998، بين أسود الأطلس وأسكتلندا شاهدة على واحدة من أفضل مباريات المنتخب المغربي في تاريخه، وكذلك على إحدى أكبر خيباته، وسط اتهامات لم يحسم أمرها بعد حول خيانة المنتخب البرازيلي للنزاهة، وإسهامه في ضياع الحلم المغربي في بلوغ الدور الثاني.
الجيل الذهبي
رغم أن جيل مونديال المكسيك الذي تقدمه الرائعان محمد تيمومي والزاكي بادو، المتوجان خلال تلك الفترة بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية تواليا عامي 1985و 1986 مع بودربالة وعديد النجوم الذين نجحوا في أن يجعلوا المغرب أول منتخب عربي أفريقي يحجز بطاقة التأهل للدور الثاني في كأس العالم.
ورغم ما حققه جيل الثمانينات، اعتبر كثير من النقاد جيل 1998 الأقوى في تاريخ الكرة المغربية على الإطلاق تحت قيادة الفرنسي الراحل هنري ميشيل، نظرا لكوكبة النجوم المميزين الذين جاءوا من أقوى الدوريات الأوروبية، في مقدمتهم ثلاثي ديبورتيفو لاكورنيا يومها نور الدين نايبت، وبصير صلاح الدين، ومصطفى حجي، الذين توجوا بالدوري الإسباني، وتألقوا أوروبيا في دوري الأبطال.
لذلك كانت طموحات الجماهير المغربية كبيرة في أن يكرر هذا الجيل إنجاز منتخب 1986 أو يتجاوزه.
بداية قوية
انطلق المنتخب المغربي الذي تواجد يومها في مجموعة ضمت بطل العالم منتخب البرازيل إضافة للنرويج وأسكتلندا، بشكل مثالي في مباراة للتاريخ أمام النرويج، انتهت بالتعادل 2-2، بهدفين من توقيع أفضل لاعب أفريقي حينها، مصطفى حجي، والهداف كاماتشو.
بعدها خسر الأسود 3-0 من منتخب البرازيل وأصبحوا بحاجة للفوز أمام اسكتلندا، وانتظار خدمة من البرازيل بطل العالم بإيقاف النرويج، ولو بالتعادل كي يتأهلوا للدور الثاني.
الخيانة العظمى
ما حدث خلال مباراة أسكتلندا مازال حتى اليوم عصيا على الفهم، فقبل المباراة راجت أخبار عن إمكانية تساهل البرازيل مع النرويج ليخرج قائد منتخب السامبا دونجا، ويؤكد أن كبرياء بطل العالم المنتصر في آخر مباراتين يمنعه من ذلك.
وفي سانت إتيان الفرنسية قدم الأسود واحدة من أفضل مبارياتهم عبر التاريخ، بعدما أهانوا منتخب أسكتلندا، وتفوقوا عليه بثلاثية نظيفة، سجلها المبدع بصير صلاح الدين (هدفان)، وكاماتشو.
وكانت أصداء المباراة الثانية التي تصلهم طيبة بعدما استهل منتخب البرازيل النتيجة ثم تعادل وهنا حدث ما لم يكن متوقعا.
انتهت مباراة الأسود أمام أسكتلندا قبل مواجهة البرازيل والنرويج، لتصل الأخبار للاعبي الأسود بحصول النرويج على ركلة جزاء غريبة سجلوا منها هدف الفوز، والتأهل رفقة البرازيل المتصدرة بـ 6 نقاط.
حصل منتخب النرويج على 5 نقاط، بعد أول انتصار في المونديال على حساب البرازيل، بينما لم يشفع فوز الأسود لهم، الذين وصلوا للنقطة 4، ليحرم أحد أفضل الأجيال على الإطلاق من حق استكمال حلمه في المونديال.
انهار لاعبو المغرب عقب الصدمة، وفقد بعض الأنصار وعيهم، إذ لم يصدقوا كيف لبطل العالم أن يخون، ويخسر بتلك الكيفية، وهو الذي بلغ النهائي لاحقا أمام فرنسا بنجومه ريفالدو ورونالدو وروبرتو كارلوس.
ومنذ ذلك اليوم فقد منتخب البرازيل الكثير من عشاقه بالمغرب في حين قرر الملك الراحل الحسن الثاني استقبال الأسود استقبال الأبطال بعد عودتهم من فرنسا، وكأنهم فازوا بكأس العالم، رغم خروجهم من الدور الأول.
قد يهمك ايضا
مدرب المنتخب المغربي يتجاهل ضم لاعبين إلى القائمة رغم تألقهم
هيرفي رونار يكشف عن قائمة المنتخب المشاركة في مواجهة الكاميرون