الرباط _ المغرب الرياضي
يزخر الدوري الهولندي لكرة القدم بالعديد من المواهب التي تنحدر أصولها من المغرب، والتي تُقدم أفضل العروض بقميص فرقها، غير أن ابن “مراكش الحمراء” عادل رمزي شكل الاستثناء وتميز عن الجميع بعد أن أبدع كلاعب داخل أروقة “الإيرديفيزي”، ليُواصل تكوينه الأكاديمي في مجال التدريب، فارضا نفسه بين أبرز التقنيين ببلاد الأراضي المنخفضة، حتى خُيل للبعض أنه أحد أبناء المهجر، في وقت يعتبر أحد أبرز ما أنتجت البطولة الوطنية خلال أواخر القرن الماضي. جاور المهاجم المغربي عادل رمزي مجموعة من اللاعبين الكبار في الكرة الهولندية، أبرزهم القناص رود فان نيستلروي، علما أن فترة تواجده مع “بي إس في” تخللتها فترة إعارة سنة 2002 لنادي قرطبة الإسباني بسبب مروره من مرحلة فراغ، قبل أن يعود لهولندا
من بوابة أزد ألكمار الهولندي الذي حقق رفقته نتائج جيدة، من بينها بلوغ نصف نهائي كأس الكؤوس الأوروبية التي انهزم فيها أمام نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي، كما حل في الموسم الأول في وصافة أفضل الممررين في الدوري الهولندي، كما دافع عن ألوان فرق تفينتي، رودا وأوتريخت قبل أن يتوجه إلى الدوري القطري الذي قضى فيه أربع سنوات، إلا أنه اختار في ما بعد أن ينهي مشواره رفقة نادي رودا الهولندي. صاحب هذه التجربة الكبيرة والغنية بالديار الهولندية واصل تكوينه الأكاديمي، ليجد نفسه ضمن الطاقم التقني لفريق آيندهوفن الهولندي، الذي يعتبر من الفرق الكبيرة في القارة العجوز. ورغم كل ما حققه رمزي، الذي يُعتبر سفيرا فوق العادة للكرة المغربية بهولندا، فإن عادل يُمني النفس بأن ينقل تجربته إلى المنتخبات الوطنية.. المهاجم المغربي
فتح قلبه لـ”هسبورت” من خلال هذا الحوار. كيف كانت بدايتك في عالم التدريب؟ وهل كنت تتوقع الوصول إلى هذا المستوى؟ في البداية كنت أركز بشكل كبير على مشواري كلاعب وأطمح للوصول إلى أفضل مستوى ممكن، وبعد مرور السنوات بدأت أفكر في ولوج عالم التدريب بحكم أنني كنت أسعى إلى الاستمرار في عالم كرة القدم بعد اعتزال اللعب، قبل أن أقرر بداية تكويني بالديار الهولندية. فضلت أن أتحدى نفسي، بحكم أننا كمغاربة لدينا إمكانيات كبيرة وشعبنا شغوف بكرة القدم، ومع ذلك نجلب مدربين أجانب في التكوين؛ لهذا فكرت آنذاك في دخول عالم التكوين العالي، وجلب التجربة إلى أبناء وطني، ولا تفصلني سوى أسابيع قليلة للحصول على “الويفا برو”. حدثنا عن اشتغالك مع الفريق الأول لـ”بي إس في آيندهوفن”.. آيندهوفن من أبرز الفرق
الأوروبية، وأشكر إدارة النادي التي منحتني الفرصة ووضعت في ثقتها الكبيرة من أول يوم، إذ وضع لي مسؤولو النادي برنامجا احترافيا من أجل الاشتغال على الأسلوب الخاص للفريق. شرف كبير لي كمغربي وعربي أن أتلقى تكوينا بهذا المستوى، وأن تضع في الإدارة الثقة للاشتغال بين الفريقين الأول والثاني، وهدفي هو أن أدرب الفريق الأول لآيندهوفن وفرقا كبيرة؛ لكن أسمى أهدافي يبقى الإشراف على المنتخب الوطني المغربي. هل تُفكر في الاشتغال داخل المنتخبات الوطنية مستقبلا؟ (مقاطعا).. فعلا، بدون أدنى شك.. أنا دائما أقولها وأكررها، ما وصلت إليه اليوم هو بفضل الله ثم مساعدة الوالدين وما منحتني المنتخبات الوطنية، لهذا أفكر في كل وقت وحين أن أعيد الجميل للكرة المغربية، وشرف كبير لي الاشتغال رفقة الجامعة الملكية المغربية
لكرة القدم. ما هي أهدافك في المستقبل؟ اتمنى أن أكون أول لاعب مغربي عربي يُدرب بهولندا، وقد حصل ذلك، لكن مازلت لم أحقق كل ما أتمناه. غير أن هدفي وحلمي الأول والأخير هو تدريب المنتخب الوطني الأول. وأسعى في البداية إلى الاشتغال رفقة الأولمبي أو أي منتخب وطني لأنني لما غادرت أرض الوطن بهدف التكوين كان ذلك من أجل أن أعود في يوم ما وأرد الجميل لوطني وأبنائه، وحلمي هو تحقيق لقب مع المنتخبات الوطنية، لأنني شخص يعيش بحب كبير لوطنه. كيف ترى مستوى المحترفين المغاربة في “القارة العجوز”؟ لا يختلف اثنان على أن الدوريات الأوروبية تزخر بمواهب مغربية تُقدم أفضل المستويات، ما يعني أن “المادة الخام” موجودة وبقوة. وبالحديث عن مغاربة الدوري الهولندي بحكم قربي منهم، فأكيد أنهم يُعتبرون من بين
أبرز المحترفين، لهذا يجب أن نستفيد منهم في المنتخبات الوطنية ونُحضرهم بشكل جيد على جميع المستويات والأصعدة، لما تتطلبه الكرة الإفريقية. لأن هذا هو العائق أمام المنتخب الوطني في كل المسابقات القارية التي يُشارك فيها. ما رأيك في مشاكل زياش مع توخيل؟ بالنسبة لحكيم زياش، اللاعب يتمتع بإمكانيات عالية تُمكنه من اللعب لأي فريق في العالم، وبرهن عن ذلك بقميص أياكس من قبل، وبالنسبة للفترة التي يمر بها فقد حدثت معي من قبل، بحكم أنه جلبه لامبارد قبل أن يُغادر في وقت وجيز، ليجد نفسه رفقة مدرب جديد؛ وكما نعلم لكل مدرب أسلوب وطريقة لعب. أعتقد أن زياش يجب أن يتخطى كل هذه المشاكل ويفرض نفسه بقوة..التغيير الذي وقع على رأس العارضة التقنية لـ”البلوز” لم يخدم مصلحة اللاعب، وهذا حدث مع نجوم كبار،
لكنني متأكد أن زياش سيقول كلمته، فهو من أبرز المواهب التي تزخر بها الدوريات الكبرى. ما هي أبرز ذكرياتك مع المنتخبات الوطنية؟ أفضل ذكرى لي مع منتخب الشبان هي تسجيلي هدف الفوز في نهائي كأس إفريقيا والتتويج بهذا اللقب الغالي، وهو أول تتويج للأشبال، ونتمنى ألا يكون الأخير. وبالنسبة للمنتخب الوطني الأول، فارتداء ذلك القميص يُعتبر شرفا وفخرا كبيرا وحلما يسعى له جميع اللاعبين.. كما أنني جاورت جيلا رائعا، على غرار نور الدين النيبت ومصطفى حجي ويوسف شيبو وغيرهم. أما الذكرى الأسوأ فهي أننا لم نستطع تجاوز الدور الأول في “الكان”، مع الفشل في التأهل إلى “المونديال”..مثل هذه التفاصيل ليس سهلا علينا تقبلها أو نسيانها كلاعبين، لكن رغم ذلك منحتني طاقة كبيرة للاشتغال من أجل تعويضها كمدرب إن شاء الله، وهو
أسمى أهدافي. كيف ترى مستوى البطولة الوطنية؟ هناك تحسن كبير واحترافية أكبر، وهذا بفضل العمل الذي قامت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع، بحيث تم إنشاء ملاعب وبنيات تحتية كبيرة وتطوير ظروف الممارسة بشكل كبير. ما تعليقك على الوضع الذي وصل إليه الكوكب المراكشي؟ بالنسبة للكوكب المراكشي أنا ابن الفريق، تربيت داخل هذا البيت، وأنا ممتن له كثيرا؛ لهذا أتمنى أن يخرج من المشاكل التي يتخبط فيها. لدينا جمهور ذواق ومدينة سياحية تستحق فريقا في المستوى الكبير. أتمنى من المسؤولين والناس المقربين المبادرة، وأنا مستعد لمساعدة الفريق، لكن بشرط أن تسير الأمور بشكل احترافي، للنهوض به بالشكل الصحيح.. غير ذلك لا يمكن أن أدخل في أشياء غامضة، وأتمنى من أعماق القلب أن يعود الفريق إلى مكانته، وأود أن أشكر الجماهير المراكشية التي تعني لي الكثير لأنها ساعدتني كثيرا.
قد يهمك ايضا
عادل رمزي يقرب إحاتارن من حمل قميص أسود الأطلس
إيندهوفن الهولندي يبعد المغربي عادل رمزي عن الفريق الأول ويكلفه بمهمة جديدة