الرباط - المغرب الرياضي
من الصفر بدأوا حتى استقروا في سماء النجومية، فأضاؤوا الطريق لأجيال لاحقة. نور الدين النيبت، الزاكي بادو، كماتشو، محسن ياجور، أيوب الكعبي، وغيرهم كثير، أمثلة واضحة لكفاح لاعبي المغرب الذين نحتوا في الصخر حتى بلغوا المجد.في هذه السلسلة يلقي الضوء على المسيرة الحافلة للاعبين من أجيال مختلفة، وكيف تغيرت أحوالهم حتى جذبوا الأنظار، لتتغير قيمتهم السوقية من عام لآخر.
محترف حقيقي
لا يوجد لاعب انطلق من الصفر ومن الدوري المغربي، وكسب احتراما وشهرة في أوروبا مثل القيصر نور الدين النيبت.
بدأ النيبت مسيرته في الوداد وتوج معه بألقاب محلية وقارية أبرزها دوري أبطال أفريقيا، ومنه كانت الانطلاقة إلى ملاعب أوروبا، حيث بدأ في نانت الفرنسي، صيف عام 1993، قبل أن ينتقل إلى سبورتنج لشبونة، في العام التالي، بمبالغ مالية صنفت يومها بالمحترمة.
وتوج النيبت مساره الرائع بـ 8 سنوات قضاها في الليجا الإسبانية رفقة الجيل الذهبي لنادي ديبورتيفو لاكورونيا الذي كسر هيمنة الريال، وبرشلونة، وتوج بلقب الدوري، وكأس الملك ونافس كبار أوروبا في دوري الأبطال.
وفي عام 2004 انتقل النيبت إلى توتنهام الإنجليزي، الذي ارتدى قميصه لعامين، حتى اعتزل في 2006، رافضا إغراءات الدوري القطري، وليغادر من الباب الكبير قائدا لمنتخب المغرب بعدما شارك في 6 نسخ للكان، ومونديالين، محققا ثروة هائلة.
الزاكي كسر الحواجز
لم يكن سهلا على حارس مرمى بالدوري المغربي أن تلاحقه عيون فرق أوروبية منتصف ثمانينات القرن المنصرم، إلا أن الحارس الأسطوري الزاكي بادو كسر كل تلك الحواجز ليلتحق بنادي مايوركا الإسباني.
بلغ الزاكي القمة مع مايوركا، وبلغ نهائي كأس الملك، كما فاز بلقب أفضل محترف في الليجا، وأفضل حارس 3 مواسم متتالية، وهو إنجاز لم ينجح الحراس العمالقة الذين تعاقبوا على الدوري الإسباني في معادلته حتى الآن.بعد 4 سنوات قضاها الزاكي في مايوركا بداية من 1986، نحت له النادي تمثالا وضعه في أحد المتاحف هناك، وبات أحد رموزه، كما صنف كأفضل محترف في تاريخ مايوركا.
كماتشو الهليكوبتر
عبد الجليل هدا "كماتشو" هو أحد أبرز الهدافين في تاريخ الكرة المغربية،عبد الجليل هدا الملقب بكماتشو صاحب هدفين في مونديال فرنسا 1998انطلق كماتشو من الصفر حيث لعب لفريق المكناسي عام 1993، وصعد معه الدرجة الثانية، ليساهم في الموسم التالي في تتويجه بلقب الدوري المغربي، فلفت الأنظار سريعا، ليبدأ رحلة احترافه عبر الدوري السعودي، مع اتحاد جدة، ثم الإفريقي التونسي، قبل أن ينتقل إلى أوروبا (1998) من بوابة سبورتنج خيخون الإسباني، في صفقة بلغت قيمتها 3 مليون دولار، بينما أنهى مسيرته حيث بدأ، وذلك عام 2004.
الكعبي العصامي
من بين لاعبي الجيل الحالي تبرز حالة فريدة للاعب عصامي قهر الفقر لينجح في زمن قياسي، هو أيوب الكعبي، الذي كان قبل موسمين فقط في الدرجة الثانية رفقة فريق الراسينغ، الذي صعد معه لدوري المحترفين، ثم رحل عن الفريق مقابل 100 ألف دولار ليلعب لنهضة بركان.تألق الكعبي مع نهضة بركان سريعا، ثم توهج في كأس أمم أفريقيا للمحليين "الشان" 2018، ليتوج بلقب هداف البطولة برصيد 9 أهداف، ومن ثم بات هدافها التاريخي.هذه الأهداف الـ9 جذبت الأنظار للكعبي، وموهبته، ليضمن مشاركة في مونديال روسيا ممثلا للاعبي الدوري المحلي، وبعدها جاءته صفقة العمر، حيث ضمه نادي هيبي فورتشين الصيني بـ 7 مليون دولار.وفي ظرف عامين انتقل الكعبي، من راتب سنوي 60 ألف دولار، ليحصل على أكثر من مليون دولار في الموسم الواحد.
ياجور المناضل
يمثل محسن ياجور حالة فريدة أسبغت عليه وصف اللاعب الظاهرة لاستمراره في اللعب على أعلى المستويات لمدة 17 سنة كاملة بلا توقف.احتل ياجور المركز الرابع بين هدافي مونديال الناشئين بهولندا 2005، بعد تسجيله 4 أهداف، ثم انطلق من الرجاء، ومعه لامس المجد ليتوج بلقب ثالث أفضل لاعب في مونديال الأندية (2013) خلف الفرنسي فرانك ريبيري، وفيليب لام نجمي بايرن ميونخ.وطيلة 17 سنة لعب لفرق الرجاء والوداد و المغرب التطواني ونهضة بركان، إضافة إلى تجاربه الاحترافية بقطر والسعودية.كما مثل ياجور كل المنتخبات المغربية بفئاتها، وربح أموالا طائلة، وهو اليوم قريب من كسر رقم محمود الخطيب كأفضل هداف عربي في المسابقات الأفريقية.
وقد يهمك ايضا:
محسن ياجور يؤكد أن زكريا حدراف صار توأمه وهو الأخ الذي لم تلده أمي