لندن - المغرب الرياضي
تعرض آرون رامسديل للانتقادات في آرسنال، لكن الحارس البالغ من العمر 24 عاماً أثبت جدارته في الفوز 2 - صفر على ملعب منافسه اللندني توتنهام هوتسبير مساء الأحد، حيث تصدى إلى سلسلة من الهجمات ليحافظ على انتصار فريقه الذي عزز به صدارته للدوري الممتاز الإنجليزي.وكان تألق رامسديل الذي أنقذ مرماه من سبع فرص خلال المباراة التي كان فيها الأفضل قبل أن يتعرض للاعتداء من قبل أحد مشجعي توتنهام بعد صفارة النهاية، واحدة من أبرز لمحات الجولة التاسعة عشرة.
وشوهد البرازيلي ريتشارليسون مهاجم توتنهام وهو يدخل في مشادة مع رامسديل بعد صفارة النهاية، قبل أن يظهر أن أحد مشجعي أصحاب الأرض يجتاز لوحة الإعلانات في جانب الملعب ويركل الحارس البالغ من العمر 24 عاماً.وقال رامسديل: «حدثت مناوشات مع مشجعي توتنهام طوال المباراة وكنت أرد عليهم. تعامل الأشخاص الذين قمت بالرد عليهم بروح رياضية لكن أحد المشجعين حاول أن يوجه لكمة نحو ظهري... إنه أمر مؤسف، لأنها مجرد لعبة كرة قدم في نهاية اليوم. لحسن الحظ لم تحدث أي مشكلة كبيرة. إنه أمر سيئ، لكنني متأكد أن ذلك لن يعكر احتفالنا بالفوز».
وبفضل تصدياته الرائعة خاصة في الشوط الثاني نال رامسديل جائزة أفضل لاعب في المباراة.وقالت الشرطة إنها فتحت تحقيقاً في الأمر لكن لم يتم إلقاء القبض على أي شخص حتى الآن.وأدان الاتحاد الإنجليزي الواقعة ووصفها بأنها «غير مقبولة»، بينما أشار اتحاد اللاعبين المحترفين إلى أن مثل هذه الأمور أصبحت معتادة مؤخراً. وتعهد توتنهام في بيان باتخاذ إجراءات صارمة، وقال: «النادي يراجع كاميرات المراقبة لتحديد هوية المشجع، وسنعمل مع الشرطة وآرسنال وآرون رامسديل لاتخاذ الإجراء الصارم المناسب ومنه حرمان دخول ملعب توتنهام».
من جهته، أشاد الإسباني ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال بحارسه قائلاً: «أظهرنا الوجه الآخر عندما كان علينا أن نفعل ذلك. كنا بحاجة إلى بعض اللحظات الكبيرة من آرون. كان هو الفارق عندما كنا بحاجة إليه».وكانت الجولة التاسعة عشرة للدوري الإنجليزي مليئة باللحظات المثيرة، وأبرزها الجدل الذي دار حول صحة هدف مانشستر يونايتد الأول خلال الفوز 2 - 1 على منافسه سيتي في ديربي المدينة الشمالية.ومع تقدم سيتي حامل اللقب 1 - صفر على ملعب أولد ترافورد حتى 12 دقيقة قبل النهاية، تم إلغاء هدف التعادل الذي سجله البرتغالي برونو فرنانديز في البداية بداعي تسلل زميله ماركوس راشفورد قبل تدخل حكم الفيديو المساعد ليؤكد احتساب الهدف.
وأشار حكم الفيديو إلى أن راشفورد لم يتدخل واحتسب الهدف، قبل أن يواصل المهاجم الإنجليزي المتألق ويسجل هدف الفوز. وبعد اللقاء أصر سيتي على تعرضه للظلم من قبل الحكام، وقال مدافع الفريق مانويل أكانجي: «الهدف الأول مزحة. أفهم أنه (راشفورد) لم يلمس الكرة لكنه ركض لمسافة 30 متراً حتى الثانية الأخيرة. من الواضح أنه كان متسللاً».وخلق هذا المشهد وجهات نظر مختلفة أكدت على ضرورة العودة لتنقيح قانون التسلل. لكن لم يمنع الإشادة بفريق يونايتد الذي نجح دفاعه في تحييد مهاجم سيتي وهداف الدوري النرويجي إرلينغ هالاند الذي لم يسدد ولو مرة واحدة على المرمى.
وأقر الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي بأنه يجب أن يجد طريقة تعيد هالاند إلى الصورة بعدما كان دوره هامشياً في آخر مباراتين. ولم يسجل هالاند، الذي لمس الكرة 19 مرة فقط في أولد ترافورد، مع شح في الفرص، في المباريات الثلاث الأخيرة بعد أن سجل 27 هدفاً في 21 مباراة له في جميع المسابقات.وأدت العروض المهزوزة الأخيرة لسيتي إلى طرح علامات استفهام حول إذا كان وجود المهاجم النرويجي كرأس حربة داخل الصندوق، قد أجبر الفريق على تغيير طريقته التي اعتاد عليها باللعب من دون مهاجم صريح خلال الموسمين الماضيين.
وقال الألماني ديتمار هامان لاعب وسط سيتي السابق: «مستوى أداء سيتي كان أفضل من دون هالاند، حتى لو سجل 40 هدفاً هذا الموسم».لا يزال غوارديولا يعمل على دمج اللاعب المنتقل بصفقة بلغت 51 مليون جنيه إسترليني (62 مليون دولار) من بوروسيا دورتموند الألماني في يونيو (حزيران) الماضي، وأوضح: «عندما تزدحم منطقة الـ18 ياردة، يكون الأمر أكثر صعوبة على المهاجمين، علينا أن نجده (هالاند) أكثر، نعم افتقدناه في آخر 3 مباريات وسنعمل على إيجاد طريقة».
وعانى سيتي من قلة الثبات هذا الموسم خصوصاً منذ الاستئناف بعد كأس العالم حيث تعادل على أرضه مع إيفرتون ومن ثم تلقى هزيمتين متتاليتين أمام ساوثهامبتون في كأس الرابطة ويونايتد في الدوري.لكن غوارديولا، الذي يحتل فريقه حالياً المركز الثاني في الدوري بفارق ثماني نقاط عن آرسنال المتصدر، رفض إلقاء اللوم على التغيير في الأسلوب لتكييف هالاند، وقال: «أود أن أقول إن عدم الثبات كان من حيث النتائج وليس من حيث الأداء... بشكل عام كنا متسقين في مبارياتنا».
وأردف غوارديولا: «بالطبع ضد إيفرتون لعبنا بشكل أفضل، لكنهم سددوا تسديدة واحدة على المرمى وأحرزوا منها هدف التعادل. عاقبونا عندما وجدوا الفرصة، لكن كان أمامنا الفرص لتحقيق النتائج».وأضاف: «إذا لعبنا بشكل جيد أو سيئ، كانت لدينا دائماً هذه الفرصة. أعتقد أن هذه هي قوتنا وعلينا أن نتحسن ولكن فيما يتعلق بالأداء، أعتقد أننا ثابتون».وشهدت الجولة أيضاً تأزم موقف ليفربول الذي يسير من سيئ إلى أسوأ حيث تعرض للهزيمة 3 - صفر من برايتون ليواجه فريق المدرب الألماني يورغن كلوب الآن خطر الغياب عن بطولات أوروبا الموسم المقبل.
واستغل برايتون الفوز على ليفربول المتذبذب ليتفوق عليه ويتقدم نحو المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي، ولن يخشى سوى القليل من المنافسين هجوم فريق كلوب الذي يفتقر للأنياب وكذلك غاب عنه الأوروغوياني داروين نونيز للإصابة. ولا يعني ذلك أن غيابه كان مؤثراً، حيث بدأ الوافد الهولندي الجديد كودي جاكبو في الهجوم لكن ليفربول فقد السيطرة على الوسط تماماً لدرجة أنهم بالكاد هددوا مرمى برايتون.وكان ثلاثي خط الوسط تياغو ألكانتارا وجوردان هندرسون وفابينيو، خارج الخدمة تماماً وغير قادرين على الضغط بشكل فعال أو مواصلة الركض خلف أي لاعب من لاعبي برايتون في حال المرور منهما، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة الضغط على خط الدفاع المهتز بغياب قائده الهولندي فيرجيل فان دايك للإصابة.
وتعني الخسارة بثلاثية نظيفة أمام برايتون أن شباك ليفربول اهتزت 25 مرة هذا الموسم، وهو أكبر عدد من الأهداف يستقبلها الفريق بعد 18 مباراة في الدوري تحت قيادة كلوب. واختار المدرب الألماني بعد الهزيمة أن يلقي باللوم على افتقار فريقه للتنظيم، وهو اعتراف ضمني بأنه يتعين عليه ولاعبيه القيام بالكثير من العمل إذا أرادوا الوصول إلى المراكز الستة الأولى في نهاية الموسم.
وإذا كان هذا حال ليفربول فإن جاره إيفرتون يعيش واقعاً مراً مواصلاً التعثر بهزيمة أخرى أمام ساوثهامبتون متذيل الترتيب 1 – 2، وسط احتجاجات الجماهير داخل ملعب جوديسون بارك. ويبقى السؤال بالنسبة لإيفرتون هو «إلى أين الآن؟»... واعترف مدربه فرانك لامبارد بأن فريقه بات يهدر نقاطاً كان يجب الفوز بها، كما كانت الخسارة بالنتيجة نفسها أمام ولفرهامبتون قبل أسابيع قليلة عندما كان الأخير أيضاً في ذيل ترتيب الدوري.
ويتركز إحباط المشجعين في الوقت الحالي على مجلس الإدارة، خاصة أن الأندية المتنافسة القريبة من منطقة الهبوط تتعاقد مع مواهب جديدة لمساعدتها في محاولة البقاء، بينما يظل إيفرتون صامتاً خلال فترة الانتقالات الحالية.ووعد مجلس إدارة النادي بأن الاقتراب من الهبوط العام الماضي لن يتكرر، ولكن إذا تكرر الأمر فإن الوضع يبدو أكثر خطورة هذه المرة. إنه اسم كبير في كرة القدم الإنجليزية يسير على طريق لا رجوع فيه.
قد يهمك ايضاً