الرباط-المغرب اليوم
يصمت الحوار الكروي في العالم أجمع، ويصبح ملعب كامب نو مركز الدراما الكروية في العالم، عندما يستضيف لقاء الكلاسيكو الإسباني غدا السبت بين برشلونة وريال مدريد، في الأسبوع 31 من الدوري الإسباني لكرة القدم، في لقاء يتابعه سكان الكرة الأرضية في كل مكان.
وإذا كان البعض يعتقد ان اللقاء يحمل طابع الدراما الثأرية في الريال بعد الهزيمة القاسية 4-0 في لقاء البرنابيو، إلا أنه سيصطدم بأصحاب إيرادات الشباك في هذه المباراة وأرقام برشلونة القياسية والذي يتصدر برصيد 76 نقطة، بينما يأتي منافسه في المركز الثالث برصيد 66 نقطة وفارق ال10 نقاط من الصعب تعويضه ، في ظل المستوى المتميز للبارسا.
ويبقى أن الكلاسيكو يحمل جميع أنواع الدراما، فمنها التاريخية نظراً للتاريخ الذي كتبه نجوم الفريقين في الماضي، وأيضا دراما السير الذاتية التي يبحث عنها كوكبة من أبطال الفريقين، وخاصة ميسي الذي يسعى لأن يكون هدفه رقم 500 في شباك الملكي، ورونالدو الذي يأمل في مواصلة تربعه على صدارة الهدافين ب 28 هدفا، ولكنه في النهاية دراما واقعية سيعيشها الجميع مع انطلاق صافرة الحكم اليخاندرو هيرنانديز غدا السبت.
صراع على الاوسكار
لا شك ان لقاء الميرينجي والبلوجرانا هو صراع على الألقاب الفردية التي سيحاول كوكبة من النجوم حسم النتيجة لمصلحتهم، وخاصة أن الفوز بالكرة الذهبية "اوسكار كرة القدم" يتنافس عليه لاعبي الفريقين منذ فترة طويلة، وهو صراع خاص بالبرغوث الارجنتيني ليونيل ميسي، والدون البرتغالي كريستيانو رونالدو وانضم إليهم مؤخرا البرازيلي نيمار.
وعندما نتحدث عن الصراع الثلاثي الخاص بين BBC وMSN نجد أنهم في ذلك الوقت في أوج مجدهم، والجميع يقدم مستويات متميزة، ففي الدوري الاسباني احرز بنزيمة وبيل وكريستيانو 63 هدفا في 30 مباراة، بواقع 20 للاول و15 للثاني و28 للثالث .. أما ميسي وسواريز ونيمار فقد أحرزوا في البطولة 69 هدفا، بواقع 22 هدفا للاول و26 للثاني و21 للثالث، وهي ارقام تؤكد أن المنافسة على خطف الاضواء ستنحصر بينهم غدا.
الدور الثاني ينجح أحياناً
مثلما الحال في الدراما عندما يخطف اصحاب الادوار الثانية الأضواء من الأبطال ، يحدث هذا في اوقات قليلة خلال مباريات الكلاسيكو، وآخرها عندما صفقت جماهير سنتياجو برنابيو لإنييستا في المباراة الاخيرة، ليصبح صراع خط الوسط من اهم عوامل الفوز غدا ، ففي برشلونة من المتوقع لعب انييستا وراكيتتش وبوسكيتس ، وفي المقابل نجد مودريتش وكروس وكاسيميرو.
والمنافسة الثلاثية الاخرى ستشهد محاولة فقط في فرض السيطرة على الأداء وإضافة جماليات لا يخلو منها الكلاسيكو ، ولكن تظهر ضعف ارقام الأسيست للاعبين ، فيكفي ان الرسام إنييستا له اسيست واحد فقط في الليجا هذا الموسم ، ولذلك سيكون الصراع على إمتلاك الكرة ، ومنع الخصم من بناء الهجمات الخطرة .
الدراما البوليسية
تعتمد دائما الدراما البوليسية على المطاردات ، فالبطل يحاول الإفلات من مطارديه بصفة مستمرة ، وقد ينجح في ذلك احيانا ويفشل في اوقات اخرى .. وهو نفس الحال في الكلاسيكو ، حيث يحاول نجوم الهجوم أصحاب الاسماء الرنانة في الإفلات بالكرة من المدافعين الذين يؤدون أدوار المطاردة المستمرة ، لحصار المهاجمين ومنعهم من تنفيذ أهدافهم .
ويتميز الفريقين بمجموعة من المدافعين قادرين على الحد من خطورة النجوم ، ففي برشلونة نجد ماسكيرانو وبيكيه يمثلان ثنائي ناجح إستطاعا في المباراة الأخيرة وخلفهما الحارس برافو من محاصرة كريستيانو ورفاقه ، ومنعهم من تسجيل أهداف ويأتي دفاع برشلونة في المركز الثاني دفاعيا في الليجا خلف اتلتيكو مدريد حيث استقبل مرماه 24 هدفا .
وفي المقابل فإن الريال الذي يأتي ثالثا دفاعيا وسُجل في مرماهم 28 هدفا ، ويمتلك عناصر من الخبرة والقوة في الدفاع بوجود الثنائي راموس وبيبي ، وخلفهما المتألق نافاس يمتلكون القوة والقدرة على ايقاف ثلاثي برشلونة .. وإذا كان برشلونة الافضل دفاعيا فإن الريال الأفضل هجوميا على الإطلاق ، وسجل مهاجموه 87 هدفا بفارق هدف واحد عن البارسا.. ويبقى السؤال من يستطيع الإفلات ومن ينجح في لعب دور المطاردة بنجاح في هذه الدراما البوليسية ؟.