الدار البيضاء - محمد يوسف
تعاقب على الرجاء الرياضي العديد من الرؤساء منذ تأسيسه سنة 1949، تركوا بصمات واضحة في تاريخ هذا النادي الذي يعد أكثر الأندية الوطنية تتويجا على الصعيد الإفريقي والثالث على المستوى المحلي بعد الوداد الرياضي والجيش الملكي، وعرف الرجاء الرياضي العديد من الرؤساء الذين بصموا على تاريخ هذا النادي العريق، وتمكنوا من قيادته ليكون من أقوى الأندية على الصعيد الإفريقي، وكان أول رئيس يقود سفينة الفريق الأخضر بينار بادجي، قبل أن تتواصل مسيرته بتحقيق أول إنجاز على الصعيد الوطني في عهد الرئيس عبد القادر الرتناني، بإحراز الفريق على أول لقب في البطولة سنة 1988.
وتميزت فترة الرجاء الرياضي قبل تحقيق أول لقب لها في البطولة، بلعب أدوار طلائعية في منافسات البطولة وكأس العرش، وتعاقب على رئاسته العديد من الشخصيات السياسية والقانونية التي طبعت مسيرة المغرب، أبرزهم المناضل المعطي بوعبيد الذي سبق له أن تقلد العديد من المناصب الوزارية، كما عرفت الفترة التي كان فيها بوعبيد رئيسا للرجاء بفترة المحامين، في إشارة إلى شغله منصب محام ورئيس لهذه الهيأة عدة مرات بالدار البيضاء، كما خلفه عبد اللطيف السملالي الذي كان وزيرًا للرياضة بعد أن كان يمتهن بدوره المحاماة، علما أن الرياضة في عهده سجلت العديد من التألق، رغم عدم انعكاس ذلك على الرجاء.
واسترسلت فترة المحامين بالمرحوم عبد العزيز المسيوي، ثم اختتمت بعبد الله فردوس الذي كان من أبرز المسؤولين السياسيين والقانونيين الذين قادوا الرجاء الرياضي باقتدار، غير أنه لم يتمكن بدوره من قيادته إلى تحقيق ألقاب، كما عرفت تلك الفترة أيضا أحد الرؤساء البارزين ويتعلق الأمر بعبد الكريم معاش، غير أن الفترة الذهبية للرجاء الرياضي كانت بين 1996 و2006، وهي الفترة التي تعاقب عليها أحمد عمور وعبد السلام حنات وامحمد أوزال وحميد الصويري، إذ أنهم تمكنوا من تحقيق 90 في المائة من الألقاب التي حصدها الفريق الأخضر طيلة مسيرته، وعرفت مستوى تسيير لم يسبق لأحد من الرؤساء أن سجله.
وشكلت فترة هؤلاء الرؤساء ثورة في الفريق، إذ في الوقت الذي كان ضمن الأندية التي تلعب أدوارًا طلائعية في المنافسات الوطنية، وتسجيله فوزا وحيدا بالبطولة وآخر بعصبة الأبطال منذ تأسيسه سنة 1949، أصبح من الأندية التي تنافس على الريادة وطنيا وأفريقيا، إذ حل ثالثا على الصعيد القاري بعد الأهلي والزمالك المصريين في لائحة فريق القرن، بفضل النتائج التي سجلها رؤساؤه في الفترة بين 1996 و2000، وشكل الاندماج مع الأولمبيك البيضاوي اللبنة الأولى نحو تحقيق ألقاب عديدة، وهي الفترة التي وضع خلالها الرئيس السابق أحمد عمور أسس التدبير الإداري للفريق، وهو التسيير الذي مازال الرجاء الرياضي يعتمده إلى حدود اليوم، كما أنه في عهد هؤلاء الرؤساء عرف نادي الرجاء الرياضي ثورة في تحويله إلى ناد احترافي، إذ أنهم تمكنوا من جلب مستشهرين عديدين بفضل الثقة التي كانوا يتمتعون بها مع الشركاء، كما أنهم أول من سوق صورة الفريق داخليا وخارجيا، حتى أصبح من أكثر الأندية الشعبية على الصعيد الوطني.